محيط: وافق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر على طبع وتداول كتاب جديد بعنوان "حوار الأديان" تأليف الدكتور عفيفي محمود، ويهدف الكتاب الذي يقع في 375 صفحة الى الرد على الذين يعارضون الإسلام من طوائف يهودية ومسيحية. ويقدم المؤلف حقيقة جديدة غير مسبوقة هي أن الأصل النوراني الأعظم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصورة النبوية البشرية العظيمة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وحاول إثبات ذلك بالاستناد الى آيات الذكر الحكيم ليدلل من خلالها على وجود الأصل والصورة ومن ذلك في قوله تعالى "وكل شيء أحصيناه فى إمام مبين"، مشيرا الى أن الإمام المبين هو الأصل النوراني الرباني الأعظم صلى الله عليه وسلم " وإنه لقول رسول كريم" والرسول الكريم هنا هو الأصل النوراني الرباني الأعظم على عكس ما قال معظم المفسرين أنه جبريل أمين الوحي عليه السلام. كما يستدل ب " الآية 35 من سورة النور" في قوله تعالى: " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح" حيث يعتقد أن هذا المصباح هو الأصل النوراني الأعظم " المصباح في زجاجة" وهنا الزجاجة هي الصورة النبوية البشرية، وهل سمعنا عن زجاجة تنير كما قال المولى: "الزجاجة كأنها كوكب دري". كما يستند الى قوله تعالى : "وإذ أخذنا ميثاق النبيين ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا"، موضحا أن هذا الميثاق الغليظ كان من الأنبياء الخمسة بمن فيهم «ومنك» وهي الصورة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وأن هذا الميثاق الغليظ ينطبق على الأصل النوراني الرباني الأعظم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك فى الآية: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولننصرنه"، حيث أخذ الله الميثاق على النبيين وهذه الكلمة شاملة كل الأنبياء والمرسلين بمن فيهم الصورة البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم على الرسول المصدق لها مع كل النبيين من كتب سماوية مقدسة وشرائع إلهية كأنبياء مرسلين. ويبرز المؤلف الصورة البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في مجموعة من الآيات منها : " إن أنا إلا بشر مثلكم يوحى إلي"، " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء"، "عبس وتولى"، " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض" والآية التي تؤكد وجود الأصل النوراني الرباني الأعظم بكل تأكيد وأنه الوحيد الذي ينجو من نفخة الصعق هي: " ونفخ في الصور وصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله". ويقول الدكتور عفيفي: فالأصل النوراني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من شاء الله له ان ينجو من نفخة " الصعق" وهذا رأي غير مسبوق لان كل المفسرين أجمعوا على أن حملة العرش هم من شاء الله لهم ان ينجوا من نفخة الصعق والله ورسوله أعلى وأعلم: والدليل الأكبر على ان التشهد نقول فيه " السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته" وهذا المقطع من التشهد كان يقوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فالى من كان يقول " السلام عليك أيها النبي"، كان يقولها محمد بن عبد الله الصورة البشرية للأصل النوراني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يناقش المؤلف في الجزء الأول أهل الكتاب، من خلال الكتاب المقدس الماثل بين أيديهم والذي ترنوه أعينهم في كل صلاة. وقد اثبت لهم بالبرهان القاطع ان الكتاب المقدس لم يحرف كاملا وقال المولى عز وجل " يحرفون الكلم عن مواضعه". فالكتاب المقدس قد حرف فيه الكلم اي الكلمات عن مواضعها وكذلك فقد أضافوا له مقاطع كما قال المولى " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله" فمن المحال ان الله لا يحافظ على كتاب انزله على موسى وعيسى والكثير من بني إسرائيل وقد اثبت لهم بالأدلة والبراهين أن الكتاب المقدس لا يزال يحتفظ في الكثير من آياته بالدلائل والبراهين على انه لا يزال به كنوز إلهية، ولهذا أشرت في عنوان الكتاب " كنوز العهدين". ويعني العهد القديم وهو التوراة وبعض الكتب والمزامير والعهد الجديد وهو مجموعة الأناجيل وسفر أعمال الرسل وسفر الرؤية وقد وظفت آيات الكتاب المقدس ذاته لإثبات ما وضع به من حقيقة الأصل والصورة المحمدية النبوية الشريفة. كما يسهب لأهل الكتاب بيان أن آيات الكتاب المقدس تدل في غالبيتها ان لم يكن كلها على البشارات والنبوءات بمجيء الصورة النبوية البشرية العظمى، وكذلك على الحقائق الإلهية في الأصل النوراني الرباني الأعظم صلى الله عليه وسلم.