جاكرتا: بهدف حظر الطائفة الأحمدية المتهمة بالضلال ، تجمع الآف المسلمين الأندونيسيين أمس الاثنين أمام القصر الرئاسي في العاصمة جاكرتا في تظاهرة تطالب الحکومة بحل هذه الطائفة المنحرفة عن الشريعة . وتأسست الطائفة عام 89 في إقليم البنجاب في الهند، وينتمي اليها نحو مليون شخص في انحاء العالم، منهم مائتا الف في أندونيسيا وحدها. وقال محمد الخثاث الأمين العام لمنتدى مسلمي اندونيسيا ، بحسب قناة " الكوثر " الفضائية : "هذا التصرف السلمي تکرر لتذکير الحکومة بانهاء واجبها على الفور وحل الأحمدية التي أثبتت بوضوح تشويهها لتعاليم الاسلام". وردد المتظاهرون عبارة "حلوا الأحمدية ! حلوا الأحمدية !" وتسببت التظاهرة في أزمة مرورية شديدة في طرق العاصمة. وبعد الاحتشاد خارج قصر الرئاسة توجه المتظاهرون إلى مقر الشرطة في مدينة جاکرتا للتعبير عن تقديرهم لرزق زعيم جبهة المدافعين عن الإسلام المسجون. وکان رزق وثمانية من أعضاء جبهة المدافعين عن الإسلام قد اعتقلوا بتهمة ضلوعهم في هجوم أول يونيو الذي قام به أنصار الحرکة ضد تجمع ديني أسفر عن إصابة عشرات الأشخاص. وطالب عدة مشرعين أيضا بفرض الحظر الرسمي على طائفة الأحمدية کسبيل وحيد لإنهاء الجدل. جدير بالذكر أن الجماعة الأحمدية فرقة نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية. مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القادياني، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث و ضع أسس جماعته عام 1889، عندما صرح أنه هو المهدي المنتظر و مجدد زمانه. بعد وفاة مؤسسها انقسمت الجماعة إلى فرعين: الحركة الأحمدية في لاهور و جماعة المسلمين الأحمدية. يعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية. و بالرغم من أنه لا يوجد تعداد دقيق لهم، إلا أنهم يقدرون عددهم بما مقداره 10 ملايين نسمة. يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن و بأركان الإيمان جميعها: بالله و ملائكته و كتبه و رسله و بالبعث و الحساب، و بأركان الإسلام كلها؛ و بأن من غيّر شيئًا فيها فقد خرج من الدين. يعتقد الأحمديون أن مؤسس جماعتهم هو الإمام المهدي، جاء مجددًا للدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد رسول الإسلام الذي يؤمنون بأنه "عبد الله و رسوله و خاتم النبيين". كما ادعى ميرزا غلام أحمد أن مجيئه قد بشر به محمد و نبوءات أخرى في مختلف الأديان، و أنه هو المسيح المنتظر، حيث يفسرون أن المسيح المنتظر ليس هو نفسه عيسى ابن مريم الذي يعتقدون أن لم يمت على الصليب (أنظر أدناه)، كما يؤمنون أن ميرزا غلام أحمد هو نبي زمانه، مع ملاحظة أن الفرقتين الأحمديتين تختلفتان في تفسير هذه النقطة الأخيرة. يرى دارسون أن الأحمدية تقوم على عقائد غنوصية من الكشوفات و العلم العرفاني، مثلها مثل بعض مذاهب الإسلام و فرق أخرى نابعة عن الإسلام، و متأثرة بفلسفات و عقائد الشرق، تسمح باستمرار تواصل الأفراد مع الذات الالهية لتلقي وحي جديد.