القاهرة : فوجيء المشاركون في ندوة مناقشة كتاب الجمهورية "نقل الأعضاء بين الشريعة الإسلامية والقانون" بمطالبة الفقهاء برفع الأجهزة المتصلة بالمريض الذي مات جذع مخه.
علل الفقهاء ، بحسب مجلة " عقيدتي " ، إقرارهم بموت المريض الذي مات جذع مخه وتستمر حياته من خلال الأجهزة المساعدة بأنها حياة ميئوس منها وأن الحياة المعتبرة في الإسلام هي الحياة القائمة بذاتها بدليل ان مجرد رفع الأجهزة عنه يموت فورا ولو كانت حياة هذا المريض معتبرة أو حياة حقيقية لاستمرت إذا رفعت الأجهزة. كان كلام الفقهاء الذين شاركوا في الندوة وهما د. عبدالله النجار -استاذ الشريعة وعضو مجمع البحوث والدكتور سعد الدين هلالي- مفاجأة للمؤيدين من الأطباء لرفع الأجهزة وكذلك للمعارضين في حالة موت جذع المخ بسبب توقع المعارضين أن مشاركة الفقهاء يسهم في الرفض. بدأت الندوة التي عقدت بقاعة الندوات الكبري بالجمهورية بتقديم من الزميل مصطفي القاضي مدير تحرير كتاب الجمهورية ثم تحدث المؤلف د. أسامة السيد عبدالسميع- ملخصا لأفكار الكتاب ثم كانت كلمة د.هشام محسن مدير معهد الكلي الذي أكد ان مصر في أمس الحاجة لصدور قانون نقل الأعضاء لأنه في حالة عدم وجود قانون فإن الممارسات الخاطئة لا تجد من يجرمها ومافيا النقل تنتعش وتتزايد في ظل عدم وجود القانون. أما د. هشام البسطويسي فقد أكد اننا في حاجة لتعريف وتحديد الموت وهل هو توقف القلب أو المخ أو جذع المخ وهل هناك قرار أو قانون يفرض إجراء النقل في المستشفيات الحكومية وما هي الضوابط التي تقول ان الزرع تبرع أو تجارة. وطالب بإصدار قانون بسرعة خاصة في الموضوعات المتفق عليها كنقل القرنية أو الرحم ونترك موضوع جذع المخ إلي أن يتم الاتفاق بشأنه مع تغليظ العقوبة للإتجار أو السمسرة. أما د. رفعت كامل مدير مركز الكبد فقد أكد انه ليس هناك خلاف علي احتياج مصر لزراعة الأعضاء وان تأخر إصدار القانون أخر حركة التقدم العلمي في مصر فهناك 88 دولة تقر نقل الأعضاء وتعترف بموت جذع المخ كموت حقيقي منها 13 دولة إسلامية. واعترض د. شريف عزت عميد طب الأزهر علي المطالبة باعتبار جذع المخ موتا حقيقيا مؤكدا كلامه بالحالات التي عاشت بعد موت الجذع فترة طويلة بل ان هناك حالات أكملت حملها وولدت. أما د. عبدالله النجار. د. مسعد هلالي فقالا بوجوب اعتبار موت جذع المخ موتا حقيقيا لأن الشرع يوازن بين مصلحتين ويرجح الأولي وميت جذع المخ ميئوس من شفائه فإذا نقل كبده إلي مريض سوف يستعيد المريض نشاطه ويشارك في حركة المجتمع.