الأزمة العالمية تهدد مستقبل السيارات السوبر رياضية السيارات السوبر رياضية على الرغم من أن صناع السيارات السوبر رياضية قدموا مؤخراً تشكيلة من الطرز الجديدة، إلا أن هناك شكوكاً تحيط بمستقبل هذا النوع من السيارات، بعدما ضربت الأزمة المالية العالمية شريحة العملاء الذين كان يعتقد أنهم محصنون ضد الأزمات، والذين اعتادوا في السابق على انفاق مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين لشراء تلك السيارات، كتلك المزودة بمحركات مؤلفة من 12 أسطوانة، وتصل قوتها إلى 700 حصان، أو أكثر. ويعتقد محللون أن عدداً كبيراً من طرز السيارات السوبر رياضية التي ظهرت في الصور الإعلانية، أو الدراسات الاستكشافية في معارض السيارات الأخيرة، قد لا تُصنَع، وأن ظهورها سيظل قاصراً على الكتيبات الإعلانية فقط. ويؤكد محلل السيارات الألماني البروفيسور فرديناند دودينهويفر من جامعة دويسبيرج إيسن أن السيارات السوبر الرياضية لن تلعب دوراً لعامين على الأقل, مبررا ذلك بان كبار الأثرياء كانوا في الماضي يملكون من المال ما يكفي لتحقيق أحلامهم في عالم السيارات. لكن جاءت الأزمة العالمية لتصيب هؤلاء الأثرياء في مقتل. وعلى الرغم من أن شركة فيراري تقول انها حطمت جميع الأرقام القياسية للمبيعات في ألمانيا في عام 2008 إلا أن رئيسها لوكا دي مونتيزيمولو بدا مؤخرا أقل تفاؤلا في قوله: "الركود الاقتصادي أضر بالعالم كله.. ولا يمكن التكهن بالمستقبل" . وأوضح تقرير أوردته صحيفة الخليج الإماراتية أن نفس نفس الأمر ينطبق علي شركة "إيه إم جي" للسيارات السوبر الرياضية، والتابعة لشركة "دايملر"، والتي حققت مبيعات قياسية عام 2008. لكنها تبدو هي الأخرى مترددة في وضع توقعات، بحسب ما يقول المتحدث باسم الشركة بيترو تسولينو، والذي يقول: "من المبكر للغاية التنبؤ بشيء". أما عن سبب استمرار الشركات في طرح تلك السيارات في المعارض, يؤكد محلل السيارات الألماني أنه في بعض الحالات تكون هذه السيارات قيد الإنتاج، وهو ما يجعل الإحجام عن عرضها غير منطقي. كما أن هناك بعض الأثرياء الذين يملكون المال الكافي لشراء سيارة "أستون مارتن" بمحرك 12 اسطوانة قوته 517 حصاناً. ورغم هذا التفاؤل إلا أن "أستون مارتن" نفسها حددت انتاج سيارتها الجديدة "وان 77"، والتي تبلغ قوتها 700 حصان، ب77 سيارة فقط، وبسعر يصل إلى 1.4 مليون يورو ( 1.9 مليون دولار)، وكذا الحال بالنسبة لسيارة بنتلي "كونتينتال سبورتس"، والتي تصفها الشركة بأقوى وأسرع سيارة قانت بإنتاجها, وتبلغ قوتها 610 حصان. كما تمضي "إيه إم جي" في تصميم شكل حديث من سيارتها التي عرفت بأبوابها التي تفتح باتجاه الأعلى في خمسينات القرن الماضي. وسيتجسد هذا التصميم في طراز "إس إل إس" الذي ستكشف الشركة النقاب عنه خلال معرض فرانكفورت المقبل. وإذا كانت هناك فرصة كبيرة لدخول هذه السيارة حيز الإنتاج، لأن "إيه إم جي" مرتبطة بشركة سيارات عملاقة "دايملر"، إلا أن الوضع يبدو أكثر حرجاً بالنسبة لبعض منتجي تلك السيارات. فمثلاً هناك شكوك في مواصلة شركة "باجاني" الإيطالية إنتاج سيارتها "زوندا آر"، والتي تندفع بمحرك 8 أسطوانات قوته 750 حصاناً، ويبلغ سعرها نحو 1.46 مليون يورو ( 1.97 مليون دولار). من جهة أخرى أشارت بعض التقارير إلى أن هناك العديد من الطرازات الأوروبية تمكنت من التفوق علي نظيرتها الأمريكية في تخطى أزمة الركود، وتحقيق مبيعات مرتفعة وزيادة في الطلب على منتجاتها. وأوضح تقرير نشره موقع "ياهو" إن 15 طرازاً أوروبيا، تنتجها 10 شركة، قد شهدت استقراراً، أو زيادةً في معدلاتها خلال شهر فبراير، مقارنةً بالفترة المقابلة من عام 2008، والتي تأتى في مقدمتها طرازات تنتجها شركات "هيونداي"، و"مرسيدس- بنز"، و"بورشه". كذلك حققت سيارة بي إم دبليو "M3" المكشوفة زيادة كبيرة علي المبيعات التي حققتها في فبراير 2008، كما زادت أيضا مبيعات سيارتي أودي "إيه 5" و "إس5" الكوبيه بنسبة وصلت إلى 28.6 %، كما وجدت طريقها إلى لائحة أفضل أداءً، سيارة مرسيدس- بنز "إس إل آر كلاس". ويأتى تحقيق تلك الطرازات مبيعات مرتفعة بسبب إطلاقها في شهر فبراير 2008، في حين استفادت "بورشه بوكستر" من إعادة تصميمها، وهو ما أدى الى زيادة مبيعاتها بنسبة 127.4 %، في حين ارتفعت مبيعات شقيقتها الجديدة "911 جي تي 3" بنحو 17.8 %. وبالنسبة لشركات السيارات الأمريكية، فقد دخل طرازان فقط في لائحة الأفضل مبيعاً، وهما "ساتورن أسترا" من جنرال موتورز، الذي زادت مبيعاته 30.3 %, و"ميركوري سابل" من فورد بزيادة بلغت 35.5 %, في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات كبار ديترويت الثلاثة (جنرال موتورز - كرايسلر - فورد) بنحو 48.5 % هذا العام مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، وهو ما يزيد بمعدل مرتين عن الانخفاض الذي سجلته الماركات الأوروبية. واستناداً إلى بيانات أصدرتها شركة الأبحاث "أوتوداتا", ونقلتها صحيفة الخليج الإماراتية، حول مبيعات السيارات في الولاياتالمتحدة خلال شهر فبراير الماضي، فقد ارتفعت مبيعات سيارة نيسان "350" الرياضية بنسبة 33 %، في حين تراجعت المبيعات الكلية لماركة نيسان 37.1 %. ومن جهة أخرى حققت شركتي "كيا" الكورية، و "سوبارو" اليابانية زيادة فى المبيعات بنسبة وصلت الى 0.4 % و 1.4 % علي التوالي, بينما استفادت "هيونداي" من السمعة الكبيرة التى حققتها من طرازيها "آكسنت"، و "إلانترا"، وسيارة "جينيسيس" بالإضافة إلى إطلاق الشركة لعرضها المغري "Assurance program" والذي يسمح للمشتري الجديد بإعادة سيارته للشركة في حال فقد وظيفته، فضلاً عن الحملة التسويقية الناجحة التي أطلقتها خلال فبراير 2009.