لندن: شهدت بريطانيا أمس ولادة طفلة لا تحمل الجين المسبب لسرطان الثدي، مما يثير جدلا أخلاقيا بشأن تعرض المولودة وهي مازالت جنينا لفحص جين يرجح - وليس أكيداً - أنه يسبب مرضاً، كما أنه لا يتسبب بمرض مميت. ووفقا لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، خضع الجنين للفحص عندما كان داخل أنبوب في المختبر، وقبل غرسه في رحم الأم، للتعرف إلى الجين المعروف ب BRCA-1. ومن المعروف أن الشخص الحامل لهذا الجين، يكون لديه احتمال بنسبة 50-80 %، من أن يتطور إلى سرطان للثدي أو المبيض خلال حياته. ولكن هذا الإجراء "ليس علاجاً للسرطان،" كما قالت جوزيفين كوينتافيلا، المؤسسة والشريكة لمجموعة Comment on Reproductive Ethics ، وهي مجموعة تصف نفسها بأنها تركز على المعضلات الأخلاقية المتصلة بالتناسل، واصفة تلك العملية بأنها "ببساطة آلية للتخلص من ولادة أي شخص قد يكون معرضاً للإصابة بالمرض،" أي أنها بمعنى آخر "آلية بحث وقتل،" على حد قولها. وتعارض كوينتافيلا هذا الإجراء لأن الأجنة التي يتم اكتشاف أنها حاملة للجينات المسببة للمرض، يتم التخلص منها في الأغلب، معتبرة إياها عملية قتل ، مضيفة أن تلك الأجنة "سيتم تدميرها.. ولن يسمح لها بالحياة." وتعارض كوينتافيلا أي شكل من أشكال التخصيب داخل أنابيب المختبر، حيث يتم "قتل" الأجنة، كما تقول. ولكنها تعترض على وجه الخصوص على فكرة البحث عن الجين BRCA-1 لدى الجنين، لأن الحامل للجين لا يطور دائماً مرض السرطان، كما أن المرض ليس دائماً مميتاً. وأضاف قائلة، إننا بهذا الإجراء نبعث بالرسالة الآتية: "إننا نفضل موت الجنين على أن يكون حاملاً لجين يربط بمرض السرطان." مضيفة "لقد وصلنا إلى درك أسفل لا سابق له." وفي المقابل، فإن بيتر برود، الذي يعد أحد أفضل الخبراء البريطانيين في الفحص الجيني للأجنة، قال إنه يتفهم الاعتراضات الأخلاقية، ولكنه يشدد على ضرورة التركيز على المنافع من وراء هذا الإجراء.