أكرا: أكد جون ميسون من مركز دراسات حماية الطبيعة في غانا، أنه خلال عشرين عاما ستصبح الشوكولاتة غالية الثمن، تماما كالكافيار، ولن يتمكن الشخص العادي من الحصول عليها وشرائها والاستمتاع بمذاقها الحلو. وقال ميسون: "لقد انخفضت نسبة زراعة أشجار الكاكاو بشكل ملحوظ، خصوصا في الجزء الغربي من إفريقيا، حيث يتم تصدير ثلثي الإنتاج العالمي من هناك.. فجودة التربة في هبوط مستمر، كما أن هناك قلة تندرج ضمن استصلاح الأراضي الزراعية هناك". وتكمن المشكلة في أن أشجار الكاكاو تنمو لوحدها في الغابات المطرية وتحت الظل، أي أنها لا تحتاج إلى أشعة الشمس، وبالطبع مع وجود أنواع مختلفة من الكائنات الحية حولها. وتمت مؤخرا زراعة الكاكاو بالتهجين، أي أنها زرعت على أراض واسعة تحت أشعة الشمس المباشرة، ومن دون وجود أي كائنات حية حولها، وهذه الطريقة قد تساعد في الحصول على إنتاج يستمر لفترة زمنية قصيرة، فالتربة سرعان ما يتم استهلاكها، حيث أن الشجرة التي كان عمرها يصل إلى 100 عام، لا تعيش حاليا لأكثر من 30 عاما. وعندما يتم استهلاك التربة، يضطر المزارعون إلى تدمير الغابات المطرية للحصول على مساحات أكبر للزراعة، وبالتالي تدمير البيئة المهمة لعيش العديد من الكائنات الحية، مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطبيعة، وفقا لشبكة CNN. ولعل هذه المشكلة دفعت علماء البيئة والمزارعين، ومصدري الشوكولاتة إلى التجمع من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، وكانت النتيجة هي دراسة تحمل عنوان Earthshare، وهي تهدف إلى اكتشاف طرق جديدة لزراعة الكاكاو، حيث يطبقها الآن حوالي 600 مزارع. وتعتمد هذه الدراسة على زراعة المناطق الاستوائية في الغرب الإفريقي، ليس فقط بأشجار الكاكاو، بل بأنواع مختلفة من الأشجار الاستوائية، التي توفر بيئة ملائمة لعيش الكائنات الحية الدقيقة، وتظلل أشجار الكاكاو المزروعة إلى جانبها، ولا تهدد التوازن البيئي في المنطقة. وليس هذا فحسب، بل إن هناك العديد من المهندسين الذين قرروا عدم ترك مجال زراعة الكاكاو، والاستثمار فيه بشكل أكبر، مما يقلل من نسبة البطالة في البلاد، كما تقول شركة كادبوري للشكولاته. ويقول مارك هاربر، المدير التنفيذي لمشروع Earthshare :"إن هذا المشروع لا يعمد فقط على جعل هذا النوع من الزراعة ممتعا فحسب، بل أيضا يؤمن طرقا أفضل في الري، والزراعة، والنقل، والتصدير، وبالتالي عدم رفع أسعار الشوكولاتة مستقبليا".