أكد تقرير أصدره مرفق البيئة العالمى أهمية القيمة الإقتصادية والإجتماعية للتنوع البيولوجي على اعتبار انه يوفر الأساس للحياة على الأرض..مشددا على ضرورة الابقاء على الموارد البيئية. وقال التقرير ان الأنواع البرية والجينات داخلها تساهم مساهمات كبيرة فى تطور الزراعة والطب والصناعة، وتشكل أنواع كثيرة الأساس لرفاهية المجتمع فى المناطق الريفية، فعلى سبيل المثال يوفر الحطب وروث الحيوانات ما يزيد على 90% من إحتياجات الطاقة فى مناطق كثيرة فى دول آسيوية وأفريقية. وفى بوتسوانا يوفر ما يزيد عن 50 نوعا من الحيوانات البرية البروتين الحيوانى الذى يشكل 40% من الغذاء فى بعض المناطق، وبالرغم من أن الإنسان إستعمل أكثر من 7000 نوع من النباتات للطعام إلا أن 20 نوعا فقط تشكل 90% من الغذاء المنتج فى العالم وتشكل ثلاثة أنواع فقط - القمح والذرة الشامى والأرز - أكثر من 50% منه. وأكد التقرير ضرورة الابقاء على الموارد البيئية باعتبار ان كل نوع من الكائنات الحية ثروة وراثية، بما يحتويه من مكونات وراثية، ويساعد الحفاظ على التنوع البيولوجى فى الإبقاء على هذه الثروات والموارد البيئية من محاصيل وسلالات للماشية ومنتجات أخرى كثيرة، لافتا إلى أن السبل مفتوحة أمام العلماء لاستنباط أنواع جديدة من الأصناف الموجودة ، خاصة الأصناف البرية، باستخلاص بعض من صفاتها ونقله إلى السلالات التى يزرعها المزارعون أو يربيها الرعاة. وأشار إلى أن تطور التقنيات العلمية وخاصة فى مجال الهندسة الوراثية يفتح المجال أمام نقل الصفات الوراثية ليس بين الأنواع المختلفة فحسب، بل بين الفصائل المتباعدة، ومن ثم اتيح فى كل نوع من النبات والحيوان مكونات وراثية يمكن نقلها إلى ما نستزرعه من محاصيل أو ما نربيه من حيوان. وأضاف أن المزارعين يستثمرون فى تحسين المحاصيل والخضر والفاكهة وراثيا، ليجعلوها أكثر مقاومة للعديد من الآفات، كذلك يتطلع العلماء إلى نقل الصفات الوراثية التى تجعل لبعض الأنواع النباتية القدرة على النمو فى الأراضى المالحة والماء المالح، إلى أنواع نباتية تنتج الحبوب والبقول أو غيرها من المحاصيل. وذكر مرفق البيئة العالمى في تقريره أن التنوع البيولوجى موجود في الصحارى والمحيطات والأنهار والبحيرات والغابات وغيرها من الأماكن، وأن التقديرات لعدد أنواع الكائنات الحية على الأرض تراوحت بين 5 و80 مليون أو أكثر، ولكن الرقم الأكثر إحتمالا هو 10 ملايين نوع. وأوضح التقرير أنه بالرغم من التقدم العلمى الذى يشهده العالم لم يوصف من هذه الأنواع حتى الآن سوى 1.4 مليون نوع، من بينها 750 ألف حشرة و41 ألفا من الفقاريات و250 الفا من النباتات، والباقى من مجموعات اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة. مشيرا إلى أن التنوع البيولوجى يعنى تنوع جميع الكائنات الحية، والتفاعل فى ما بينها، بدءا بالكائنات الدقيقة التى لا نراها الا بواسطة الميكروسكوب، وانتهاء بالأشجار الكبيرة والحيتان الضخمة. وذكر أن المناطق الإستوائية تعتبر من أغنى المناطق فى العالم بأنواع الأحياء المختلفة فحشرات المياه العذبة، على سبيل المثال، تتركز فى المناطق الإستوائية بنحو ثلاثة إلى ستة أضعاف أعدادها فى المناطق المعتدلة والقطبية، كذلك تعتبر المناطق الإستوائية من أغنى المناطق بالثدييات والنباتات المختلفة. ولفت التقرير إلى أن النظم البيئية للغابات الإستوائية ليست وحدها النظم الغنية بالتنوع البيولوجى ، فأقاليم البحر الأبيض المتوسط بها أيضا مجموعات غنية من النباتات، وتعتبر أراضى المستنقعات من بين النظم البيئية عالية الإنتاجية للتنوع البيولوجى، ومع ذلك فكثيرا ما ينظر إليها على أنها مناطق سيئة تأوى الحشرات وتشكل تهديدا للصحة العامة، والحقيقة هى أن أراضى المستنقعات تعمل على تنظيم الدورة المائية فى مناطق عديدة وتشكل بيئة مناسبة لتكاثر أنواع عديدة من الحياة النباتية والحيوانية. وتوصل مرفق البيئة العالمى في تقريره إلى أن أنواع النباتات والحيوانات خضعت لعمليات تطور مختلفة على مر العصور الجيولوجية ، فهناك بعض الأنواع إنقرضت تماما وحلت محلها أنواع أخرى. وذكر أنه فى التاريخ الحديث أوضحت الدراسات أن التنوع البيولوجى يتناقص بمعدلات سريعة نتيجة للنشاطات البشرية المختلفة،وبالرغم من أنه لا يمكن وضع تقدير دقيق لأنواع الحيوانات والنباتات التى إنقرضت، إلا أن البيانات تشير إلى أنه منذ عام 1600 إنقرض 724 نوعا، وفى الوقت الحالى يوجد 3956 نوعا مهددا بالخطر و3647 نوعا معرضا للخطر و7240 نوعا نادرا ، وقد ذكرت بعض التقارير أن 25% من التنوع البيولوجى معرضة لخطر الإنقراض خلال ال20-30 سنة القادمة. وكشف التقرير ان من اهم أسباب تناقص التنوع البيولوجى تدمير أو تعديل بيئة الكائنات الحية، فإزالة الغابات الإستوائية مثلا يؤدى إلى فقدان أعداد متزايدة من هذه الكائنات ذات القيمة الكبيرة بالاضافة الى الإستغلال المفرط للموارد، الذى أدى إلى تناقص أنواع كثيرة من الأسماك، بالإضافة إلى إنقراض بعض الحيوانات البرية، والفيل الأفريقى أحد الأنواع المهددة حاليا بالإنقراض، كذلك كان لاستخدام المبيدات اثر ملوث على أنواع كثيرة من الطيور والكائنات الحية الأخرى، وبالإضافة إلى هذا أثر تلوث الهواء (مثل الأمطار الحمضية) وتلوث المياه بشكل ملحوظ فى الأحياء المختلفة خاصة فى الكائنات الدقيقة.