إعدام الخنازير في مصر..اشتباكات وإصابات وقنابل مسيلة للدموع محيط : جهان مصطفى - محمد مفتاح الأهالي يرشقون الشرطة بالحجارة رغم أن مصر تسابق الزمن لمنع فيروس أنفلونزا الخنازير من الظهور بأراضيها ، إلا أن بعض مواطنيها كان لهم رأي آخر ، حيث احتجوا بشدة على قرار الحكومة بإعدام كافة الخنازير الموجودة في البلاد ، بل ووصل الأمر إلى حد قيام هؤلاء الأشخاص بالاشتباك مع قوات الشرطة التي تشرف على تنفيذ خطة إخلاء الخنازير من المناطق السكنية ، تمهيدا لإعدامها. فقد شهدت محافظتا القاهرة والقليوبية في 3 مايو مصادمات بين أصحاب مزارع الخنازير ولجان وزارة الصحة والشرطة التي توجهت لنقل الخنازير إلى المذابح للتخلص منها ، وقام أصحاب المزارع وخاصة في منطقة البساتين بقذف رجال الشرطة ولجان الصحة بالطوب والحجارة لمنعهم من أداء عملهم ، كما قاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات وغلق الطرق التي تؤدي إلى منطقة حظائر الخنازير وحطموا مجموعة من الأكشاك الموجودة بالمنطقة،مما اضطر الشرطة لاستعمال القنابل المسيلة للدموع للسيطرة على الموقف. وانتقلت على الفور سيارات الأمن المركزي إلى مكان الحادث وتم فرض كردون أمني حول المنطقة بالكامل وتم نقل حوالي 400 خنزير إلى مجزر البساتين لذبحها. وأسفرت المصادمات عن إصابة 10 من الأهالي بإصابات بالغة وتم نقلهم إلى المستشفى ، كما أصيب اللواء أمين عزالدين مدير المباحث الجنائية بالقاهرة ، بالإضافة إلى ضابطين آخرين وأربعة أمناء شرطة . وعاد الهدوء للمنطقة ، بعد نجاح الشرطة في احتواء الموقف وإقناع المتظاهرين بالحصول على التعويضات المستحقة لهم. وفي حي منشية ناصر بجبل المقطم ، اشتبك أيضا ما يتراوح بين 300 و400 من مربي الخنازير مع قوات الأمن لمنع إعدامها ، وبادروا بإلقاء الحجارة والزجاجات على قوات الشرطة التي أرسلت إلى المكان. وبدأت الأحداث عندما توجهت قوات الأمن بصحبة لجنة الطب البيطرى لإعدام الخنازير، فقام الأهالى باعتراضهم مستخدمين الزجاج والحجارة والعصى، وقاموا بالاعتداء على ضباط وأفراد الشرطة المتواجدين ومطاردتهم بالحجارة من أعلى جبل المقطم حتى طريق الأوتوستراد. ونظراً لاشتعال الموقف، تم الاستعانة بقوات إضافية بلغت 20 سيارة أمن مركزى و10 سيارات شرطة والعديد من السيارات المصفحة وقرابة 20 سيارة مطافئ وإسعاف، وقاموا بفرض كوردون أمنى حول المنطقة والسيطرة على أعمال الشغب. وقام اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير ومدير أمن القاهرة بالتفاوض مع التجار بالاستعانة بالأنبا سمعان بكنيسة منشية ناصر، وتوجه بالفعل داخل سيارة إسعاف بصحبة العديد من تجار الخنازير إلى داخل منطقة الزرائب، محاولا إقناع الأهالى بتسليم الخنازير ودياً إلى الشرطة لإعدامها نظراً لخطورة مرض أنفلونزا الخنازير ، مقابل التعويضات المادية. وأوضح الشاعر في تصريحات صحفية بأن هناك قلة من أصحاب مزارع الخنازير الذين اعترضوا على عدم إعطائهم مبالغ التعويضات، وقاموا بطلب التعويضات قبل إعدام الخنازير ، مشيرا إلى أنه تم القبض على 14 من مثيرى الشغب. وأسفرت الاشتباكات بين الأهالى والضباط عن إصابة أكثر من 8 ضباط، كما أن هناك العديد من التلفيات فى سيارات الشرطة والأمن المركزى ، حيث استغل الأهالى تواجدهم أعلى جبل المقطم وتواجد الضباط أسفله، وقاموا بمطاردة الضباط ورجال الشرطة بالزجاجات والحجارة إلى آخر طريق الأوتوستراد حتى وصول سيارات الأمن المركزى والسيارات المصفحة التى قامت بالسيطرة عليهم. انطلاق الحملة قوات الأمن تلقي القبض على أحد مربي الخنازير وكانت مصر بدأت يوم السبت الموافق 2 مايو تنفيذ خطة إخلاء الخنازير من المناطق السكنية في إجراء سريع لتدارك انتشار فيروس (اتش1 ان1) المعروف باسم أنفلونز الخنازير الذي سبب حالة من الرعب في كافة أنحاء العالم وتحذر منظمة الصحة العالمية من انتشاره كوباء. وقال محافظ القاهرة عبد العظيم وزير إن السلطات المعنية باشرت عملية ذبح حوالى 60 ألف خنزير يربيها جامعو قمامة في إحدى مدن الصفيح في القاهرة. وفي السياق ذاته ، بدأت محافظة الإسكندرية عمليات ذبح الخنازير وحفظ لحومها فى الثلاجات المخصصة لذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية الخاص بذبح الخنازير الموجودة وحفظ لحومها فى ثلاجات. وصرح محافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب بأنه تم ذبح 100 خنزير وافدة من محافظة الجيزة إلى المجزر الآلى بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية، مشيرا أن عمليات ذبح الخنازير ستستمر لمدة شهر. كما بدأت محافظة الجيزة فى تنفيذ القرار الخاص بذبح الخنازير وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة، حيث تم ذبح مائة خنزير بمجازر العامرية بالإسكندرية. وتقوم السيارات بنقل الخنازير من أماكن تجمعها بأرض اللواء إلى منطقة العامرية بتصريح خاص من مديرية الطب البيطرى وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور. وكان سيد عبد العزيز محافظ الجيزة قد شكل لجنة دائمة من مديريات الصحة والطب البيطرى والزراعة وهيئة النظافة للبدء فى إجراءات الذبح وإيجاد حلول سريعة. وصرح المحافظ بأنه تم فحص عينة من المزارع عليها وأجريت الاختبارات اللازمة بمعامل وزارة الزراعة قبل عملية الذبح وكانت النتيجة سلبية وعدم إصابته بأى أمراض، مشيرا إلى أنه تم إخطار أصحاب المزارع لخطورة استمرار تربية الخنازير فى صورتها العشوائية الحالية حيث يبلغ عددها بمنطقة أرض اللواء 28 ألف رأس موجودة ب 272 حظيرة. وأكد المحافظ استمرار الكردون الأمنى حول منطقة الحظائر بأرض اللواء لمنع تسريب الخنازير واستمرار عمليات الذبح بالتنسيق مع وزارتى الصحة والبيئة. ارتفاع عدد الضحايا مواجهات منشية ناصر يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه منظمة الصحة العالمية في 3 مايو وجود 800 حالة إصابة بفيروس (اتش1 ان1) في 17 دولة بالعالم ، موضحة أن هناك 19 حالة وفاة مؤكدة في المكسيك جراء المرض. ووفقا للمنظمة فإن 397 شخصا أصيبوا في المكسيك و160 شخصا اصيبوا في الولاياتالمتحدة وهما الدولتان الأكثر تضررا بالانفلونزا التي تعرف على نطاق واسع باسم أنفلونزا الخنازير ، وشهدت الولاياتالمتحدة حالة وفاة واحدة ذكرت السلطات أنها لطفل مكسيكي. وأعلنت المنظمة عدد حالات الاصابة المؤكدة بفيروس (اتش1 ان1) على النحو التالي ، النمسا (1) وكندا (51) وهونج كونج (1) وكوستاريكا (1) والدنمرك (1) وفرنسا (2) وألمانيا (6) واسرائيل (3) وهولندا (1) ونيوزيلندا (4) وكوريا الجنوبية (1) واسبانيا (13) وسويسرا (1) وبريطانيا (15). ومن جانبها ، أعلنت السلطات الصحية الأمريكية في 3 مايو أن فيروس أنفلونزا الخنازير بات ينتشر في أكثر من نصف الولاياتالأمريكية مع 226 حالة إصابة مؤكدة بالمرض في 30 ولاية ، في حين كانت الحصيلة السابقة 160 إصابة في 21 ولاية.