"الحياة على مركب" هروبا من غابة الماديات محيط – سماح شفيق
الحياة على مركب. عندما تسير فى الشارع تجد رجلا واضعا يديه على خديه , فى عينيه هموم ومصاعب , إذا سألته عن سر همومه ومشاكله ترى أنها تكمن في المادة ,ولكن إذا حلت مشاكله المادية, وزاد مرتبه هل ستحل المشاكل ؟ هذا الموضوع يعد موضوع حيوي جدا , لايهمنى ولا يهمك فحسب , بل يهم الجميع, هو الراتب أو المصروف برنامج "صبايا" على "قناة المحور" ناقش هذه القضية .
قوت يوم سيدة لديها سبعة أطفال, تعيش على ظهر مركب , هي وأطفالها , ومعها حماتها، قالت الجدة الكبيرة فى بداية الحديث إنها تعيش على القارب , ولاتعرف ماالذي يحدث فى العالم المحيط بها , وزوجها متوفى منذ خمسة وعشرين عاما , ولديها ثمان أطفال , وتعيش مع زوجة ابنها على ظهر المركب , وبناتها مخطوبات ولا تستطيع أن تجهزهم , وتعيش على البطاطس أو الأرز فقط , ولا تعرف اللحمة أو الفراخ.
أما أم الأولاد فتقول إنها تعيش على ظهر المركب , وتنام عليها هي وأطفالها , ويصل مكسبها يوميا إلى عشرة أو خمسة عشر جنيها , فمهنتها بيع السمك وتعيش على قوت يومها فقط , وتتألم لجهل أولادها حيث إن الأزمة المالية التي تعانى منها تحول بينها وبين دخولهم للمدارس , وتطبخ على "وابور الجاز" , وتغسل على أرض المركب , ولا تعرف ماهو التليفزيون وليس لديها بالمرة , أما فى أيام البرد يضعون قطعة المشمع حول المركب , ومن أكثر طموحات تلك السيدة أن تجهز بناتها . أما طموح ابنتها الصغيرة هو " أكلة مسقعة " , وابنها يريد أن يذهب إلى المدرسة , وبسؤال الأطفال عن أمنياتهم قالوا نفسهم فى أى شئ , أى شئ.
مصروفك كام قال أحد الشباب أنا طالب فى الكلية مصروفي في اليوم حوالي عشرة جنيهات , ولكن كوني مدخن واحتاج أن اشترى كارت للموبايل قد يصل المصروف إلى خمسة عشر جنيها , إضافة إلى ذلك مصروفات تطلبها مني الكلية فاطلبها من والدي.
طالب آخر فى الفرقة ال رابعة تربية فنية يقول إنه يعمل بجانب المصروف الذي يأخذه من والده , كموظف في مكتب ديكور , والمصروف600 جنيه والمرتب 600 , ويأخذ فوقها حوالي 300 جنيه كسلف , ويصرفها جميعا فى السجاير , الأكل أوالشرب, فقال إن الأسعار في زيادة مستمرة . أما آخر فقال أنا أعمل في مكتب ديكور بالرغم من كوني طالب , وعن راتبه فقال أنا أخذ 50جنيه رأى أحد الشباب في اليوم , ويصرف بأكمله حيث المواصلات , تأخذ جانب كبير من الراتب يصل إلى عشرة جنيهات يوميا , وطالبة أخرى فى الصف الأول بالجامعة , تأخذ مصروف يصل إلى عشرين جنيه يوميا , وتصرفهم فى إفطار فى الجامعة , وكروت شحن ,بالإضافة إلى المواصلات , والمصروف بالنسبة لها لم يكفيها.
وأخيرا طفل فى الصف الخامس الابتدائي قال أنا طفل و مصروفي 2 جنيه يوميا , ونفسي في موبايل لأن أصحابي كلهم معاهم موبيل.
"مفيش حد ما بيستلف"عبارة أطلقها أحد الأشخاص الذي يعمل محامي أنه فى الطالع وفى النازل خلال الشهر يقوم بالسلف ,وآخر راتبه يصل إلى ثلاثة آلاف جنيه ويشعر بالراحة , إلا أن هناك بعض الحالات التي يطلب فيها أموال بصورة أكبر مثل العلاج , ونفقات أخرى, ولكن والحمد لله الله يبارك فى الرزق القليل .
وآخر يدرس وفى نفس الوقت يعمل فى محل ملابس ويأخذ حوالي 150جنيه شهريا , ويكفيه المبلغ ولا يعانى من أى أزمات , وإذا احتاج يحتاج فقط مائة جنيه فقط , وآخر اعترف انه كان يتعاطى المخدرات ولكنه الآن يعمل على "توك توك " , رغبة فى حياة سعيدة ولكنه لم يجدها للأسف .
سوء تخطيط
الطبقة العليا الجدير بالذكر أن كثيرين يأخذون راتب يتعدى ال1000 جنيه ومع ذلك يشعرون بعدم الرضا ,أو أنه م ينقصهم الكثير ، الخلاصة أن الأموال التي يصرفها المواطنين فى السجائر أو فى أشياء عديمة الفائدة , هم أحق الناس بها أولا وأخيرا , المشكلة ليست مشكلة غلاء أسعار بقدر كونها سوء تخطيط , والدليل على ذلك الاختلاف فى الرواتب والمصاريف وبالرغم من ذلك الكل محتاج.
بطالة مقنعة
هناك طبقه أخرى اختارت أن تعيش فى بطالة , اختارت أن تعيش من تعب وآلم غيرها , دون العمل والسعى وراء لقمة العيش , فمثلا سيدة تروى حكايتها أنها تعيش على التبرعات , حيث إنها تعانى من مرض القلب ,فضلا عن عجز والديها , وآخر كناس يأخذ شهريا 330جنيه ولديه أكثر من ثلاثة أولاد , ولكنه يعتمد على حد قوله على المساعدات الخارجية أو " الشحاتة " . , وبالرغم من إنه مدخن إلا إنه لا يعتقد أن السجائر قد تكون سبب فى أزمته المادية.
علية القوم وفى تقرير آخر فى نادي الصيد , كان هذا الحديث قال أحد الأعضاء وهو رجل أعمال أنه يعانى من ضائقة مالية فى بعض الأوقات ويقول إنه يحتاج من 15 إلى 20 ألف جنيه للمعيشة , من أجل مصاريف الموبايل, والسيارات , وغيرها من المصاريف الحياتية , وآخر يعمل مدير مشتريات يصرف حوالي ما يقرب من 6 آلاف جنيه , وتنقسم مصروفاته مابين البنزين والموبايل فالبنزين والموبايل وحدهم يأخذون أكثر من ربع الراتب , وهو يرى أن مشكلة كل فرد يريد أن يكون لديه طموح , ويريد أن يعيش حياة مرفهة بصورة أكثر من غيره .
وأخيرا نقول إننا نواجه فى مصر ليست أزمة اقتصادية بقدر كونها أزمة رضا أو عدم رضا , فمن أراد أن يعيش فى حالة جيدة سيعيش ولو بأقل التكاليف , أما من أراد أن يستمر على عدم رضاه بتلك الحالة سيستمر حتى لوكان مستواه الاقتصادي عالي جدا.