الدمام: شهدت فاعليات مسابقة أفلام السعودية 2008 حضوراً كبيرا خاصة في الافتتاح الذي رعاه وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني، ولوحظ حضور عدد من مثقفي المنطقة لعروض الأفلام ومتابعتهم الندوات ودخولهم في السجالات الهامشية حول السينما والأفلام. يرى الشاعر زكي الصدير - كما نقلت عنه صحيفة "اليوم" السعودية - أن "فاعلية من هذا النوع وإن كانت ضمن تقنيتها واشتغالاتها مقارنة بعمر السينما بسيطة جداً، ولكن ثمرتها في السنوات القادمة ستكون أروع وأجمل. جئت هنا أنظر من البعيد، ولكني أشعر بمتعة داخلية كوننا نعيش احتفالية أفلام في بلد لا تمتلك سينما، هذه المفارقة رسالة في حد ذاتها، كل شيء يبدأ بخطوة ولابد أن تكون الخطوات المقبلة أفضل وأروع، والتحديات قائمة". وعن مستوى الأفلام يقول: "والذي شاهدناه لا يمكن أن نقول عنه أفلام هواة، هناك جانب احترافي لا بأس به. فنحن في بلد لا تدعم بأي آلية من آلياتها السينما بأي شكل من الأشكال فما بالك لو كنا نمتلك مؤسسات تدعم هذا الفن، لكننا تحصلنا على نتائج تمثلنا على مستوى الوطن العربي". واعتبر الشاعر والممثل المسرحي محمد الصايغ أن "المهرجان في حد ذاته بداية لفتح مجال سينما، وإن كانت فقيرة في المملكة، التي لم تولد بعد، وأنا سعيد بهذه الخطوة التي يمكن أن تحفز كثيرا من الشباب على تنفيذ أفلامهم. فكثير من المجموعات بالمملكة لديها الحماس والقدرة على إنتاج أفلام، ولم تعط الفرصة أو القنوات لتخرج نتاجاتها، وأتمنى أن تكون هناك شركات إنتاج تتبنى هذه النتاجات وتدعمها كما دعمها المهرجان معنوياً". ويرى القاص فاضل العمران أن "معنى أن ينتج مجتمع أفلاماً سينمائية فهذا يوحي لنا بأن الوسط الثقافي وصل إلى حالة من النضج في العلاقة بين الكتاب الذين ينتجون المادة الخام "السيناريو" والمصورين والمخرجين والرؤية الفنية العامة وهي الشريحة الناقدة. أنا سعيد لأن الشعب السعودي في أول مشاهداته للسينما بدأ مشاهدة نتاجه، بدأ العمل على ثقافته التي هو مصدرها، وأنا سعيد لأننا تجاوزنا كل العقبات وأقمنا مهرجاناً سينمائياً ولم ننتظر أي ضوء أخضر من أي جهة كانت". ويجد الشاعر محمد الدميني أن "هذه التظاهرة السينمائية الأولى في المملكة تؤسس لحالة جديدة تخترق الحجاب الثقافي في المملكة ضد العمل السينمائي وصناعته، فهذه المبادرة الجميلة التي اشترك فيها النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام هي بداية لوضع أرضية تفاهم مع هذا الفن العالمي ألا وهو السينما"، مضيفاً أننا "بحاجة كسعوديين إلى مشاهدة سينما وقراءة سينما، فهي ليست فناً دخيلاً فقط، هي صناعة فنية، تصهر الناس، وتوجد بيئة فنية ثقافية للناس، ومتنفسا للحياة المجدبة التي تعيش فيها الثقافة في بلدنا".