في لقائه بنجوم الفن الشهر الماضي أعطي الرئيس مبارك تعليماته بعودة السينما لوزارة الثقافة بعد ان تحدث الفنان محمود يس عن التدهور الذي لحق بها وبعد ان ظلت تابعة لعدة سنوات لقطاع الأعمال ثم لوزارة الاستثمار.. كما وافق الرئيس علي عودة الاحتفال بعيد الفن في يناير القادم لتكريم رموز الفنانين.. ما هي آليات تنفيذ ذلك؟ وهل تضع وزارة الثقافة رؤية مقبله لانقاذ صناعة السينما؟وهل يتدخل الوزير في اختيار المكرمين في عيد الفن؟ وزير الثقافة يوضح ذلك وقضايا أخري في حواره مع »ملحق الفنون «.. قلت للوزير: ما الخطوات التي تمت للتستعيد وزارة الثقافة مسئوليتها عن فن وصناعة السينما؟ - قال: توجيهات السيد الرئيس أرسلت بشأنها مذكرة للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذي يدرس الموضوع الان لاتخاذ القرار المناسب بشأن ذلك.. هل عودة السينما تمثل عبئاً علي الوزارة؟ وهل لديكم رؤية أو تصور لسبل انقاذ صناعة السينما المصرية وتطويرها؟ هي عبء جديد دون شك.. يحتاج لجهد كبير لاجراء عملية تطوير وتحديث بشكل كامل.. تحتاج لنظرة جديدة وشاملة ومفاجئه لدراسة كل ما يتصل بالسينما كصناعة وتجارة وفن لان السينما المصرية لم تعد كما كانت وقد تفوقت عليها السينما الهندية والتركية والايرانية.. وكل هذا يتطلب تكاتفا من كل العاملين فيها ونحن لدينا تصور كامل لهذه الصناعة الثقافية العريقة لكنها تتطلب جهداً كبيراً. لكن الفترة التي كانت السينما تابعة لوزارة الثقافة انتقد السينمائيون قصور التعامل معها أيضاً؟ يبدو أن ذاكرة البعض ضعيفة تجاه ما قدمناه للسينما من انشاء معامل جديدة وتطوير دور العرض ورفع سعر تذكرة السينما.. ودعم مهرجان القاهرة السينمائي واقامة المهرجان القومي ومهرجان الأفلام التسجيلية ووزارة الثقافة هي التي تدعم الانتاج السينمائي سواء في الافلام الروائية الطويلة أو أفلام الديجيتال الرقمية لأن السينما كفن يتبعنا ثقافياً.. ونحن ندرك ذلك لكن ماذا يريدون من وزير الثقافة هل عليّ ان أمثل وأخرج بدلاً منهم؟ لكن مهرجان القاهرة السينمائي الذي تدعمه الوزارة يعاني من ضعف التمويل في مواجهة المهرجانات العربية الجديدة؟ نحن نقيم مهرجاناً مشرفاً ولا نستطيع ان ندعمه بأكثر مما يتم وإلا يصبح الامر عبثاً.. ويكفي أنه نجح في تحقيق هدفه فهو تظاهرة سينمائيه دولية تتيح للسينمائيين متابعة ما يجري في ساحة السينما العالمية وهو المهرجان الدولي الوحيد في المنطقة.. بمناسبة دعم الافلام.. لماذا وضعتم فيلم »المسافر« أول انتاج للوزارة في ثلاجة التأجيلات؟ - كانت هناك مشكلة تتعلق بنزاع بين اثنين من موزعي الفيلم في أوربا وتحولت الي قضية وهو ما حال دون عرضه لكنه سيعرض قريباً في مصر وأوروبا وتوزعه الشركة العربية بعد تعاقدنا مع الفنانة اسعاد يونس. هل شاهدت الفيلم؟ وما رأيك فيه! - أراه من الافلام الرائعه.. فكرته جميلة وتنفيذه أيضا قد يكون بطيئا في أحداثه بعض الشئ انما الجزء الثالث منه الذي أداه الفنان العالمي عمر الشريف كان سريعاً بشكل أكبر ونحن ندعم الافلام لتحقيق انتاج سينمائي متميز يتيح لنا تواجدا في المهرجانات الدولية ويكفي ان »المسافر« أعاد مصر لمسابقة مهرجان فينسيا أحد أهم المهرجانات في العالم.. ومتي يعلن الدعم الجديد للأفلام ؟وماذا يضمن موضوعية الاختيار بين المشروعات المقدمة؟ -اللجنة تعمل حاليا لاختيار المشروعات المتميزة سواء التي ستحصل علي دعم جزئي أو نقوم بإنتاجها بالكامل وهي لجنة محايدة تتسم بالأمانه بدليل ان اختياراتها السابقة كانت لأفضل الأفلام التي أنتجت العام الماضي.. قمتم بعقد اجتماع مع أعضاء مجالس النقابات الفنية من اجل الاعداد لعودة عيد الفن.. فهل تتدخل في اختيار المكرمين فيه؟ -عيد الفن سيصبح عيداً للمبدعين حيث يشهد تكريم الرئيس لرموز الفن وتوزيع جوائز مبارك للمبدعين من الأدباء.. واختيار المكرمين مهمة أعضاء مجالس النقابات الفنية وليس لي ان أتدخل فيها فأنا فرد والنقابة مجلس كامل.. لكن هناك أسماء لفنانين كبار لا يجب تجاهل عطائها واذا لم أجدها قد أتدخل »بالنصيحة« أما جوائز الأدباء فقد حصلوا عليها بالتصويت من أعضاء المجلس الأعلي للثقافة.. بعد الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي طالب بعض المسرحيين بإعادة النظر في اقامته مؤكدين انه لم يضف كثيراً للحركة المسرحية.. فلماذا تتمسك بإقامته؟ - المهرجان يتمسك به جمهوره لأنه تحول الي بوتقة تجمع كل الاطياف الابداعية في المسرح من مختلف الدول وقد أتاح فرصاً لشباب المسرحيين من فرق الاقاليم والهواة وهم أملنا أما المتجمدون عند سنوات محددة فقد »فاتهم القطار « لكن أسألوا شباب المسرحيين كيف أدي هذا المهرجان لتفجير طاقات ابداعية لديهم.. بعد اعتصام أعضاء فرق الموسيقي العربية في الأوبرا هل سيعاد النظر في اللوائح المالية لبعض قطاعات وزارة الثقافة؟ - نحن ندرس ونقيم الامر لتحسين وضع كل الفنانين والعاملين ولكن كل يأخذ مستحقاته علي قدر وظيفته.. وأعضاء فرق الموسيقي العربية يطالبون بمساواتهم بفرق الأوركسترا السيمفوني دون النظر الي انهم لديهم سوق للعمل خارج الأوبرا في حفلات ومناسبات عديدة أما الأوركسترا السيمفوني فحفلاته محدودة وعازفوه لا يعملون خارج الأوبرا.. ومع ذلك فبعد دراسة الوضع سنقوم بتعديل بعض اللوائح المالية. هل تشهد بعض قطاعات الثقافة تغييرا في قياداتها خلال الفترة المقبلة؟ - أسعي لاختيار رئيس جدير لقطاع الفنون التشكيلية وأخر لقطاع الانتاج الثقافي بعد ان طلب وزير الاعلام أنسي الفقي الاستعانة بخبرة د. أشرف زكي في أحد قطاعات الاعلام.. ولماذا تأخذ عملية الاختيار وقتاً طويلاً؟ هل لندرة الكفاءات؟ - لأنني لا أختار مهندساً ولا طبيباً وإنما رجل ثقافة وهي عملية محيرة تجعلني اسأل كثيراً قبل الاختيار وقد تكون هناك كفاءات كثيرة لكنها ليست أمامي.. وأنا يسعدني تغيير دماء الوزارة.