باريس : بدأ الشاعر عبدالرحمن الأبنودي في كتابة قصيدة جديدة في غرفته بالمستشفى الأمريكي بباريس ، وهو ، وفق دورية " أخبار الأدب " الأسبوعية ، غير مستشفى البحرية الأمريكية كما نشرت بعض الصحف بطريق الخطأ . وقد بدأ الشاعر في تلقي العلاج للرئة والعمود الفقري والجلد بعد تأثرها بالكورتيزون ، بينما طمأنه الفريق المعالج على حالة الكبد والقلب . وقال الأبنودي ل " أخبار الأدب " أنه لا يعاني الحنين إلى الوطن ، لأن الوطن كله حضر إليه في زيارات الأصدقاء الذين توافدوا على المستشفى من مدن فرنسا المختلفة والسويد وسويسرا وانجلترا فضلا عن ناصر كامل سفيرنا في باريس وطاقم السفارة ، أما أكثر الزيارات تأثيرا فكانت من زائر سنغالي ، قال للأبنودي أنه يبحث عنه منذ خمسة وثلاثين عاما وعندما عرف له عنوانا زاره ! كما أهدت الجالية المصرية في فرنسا الأبنودي جبلا من الفاكهة جعلت شهرته في المستشفى كبائع فاكهة تغطي على شهرته شاعرا! وتلقى الأبنودي اتصالات لعديد من الأصدقاء من بينهم محمد حسنين هيكل ، محمود درويش ، أسامة أنور عكاشة ، صلاح السعدني ، صلاح الشرنوبي ، وعديد من الأصدقاء في الوسطين الأدبي والفني . ويعد الأبنودي أحد مؤسسي الحركة الأدبية المتميزة التي برزت فيها اللهجة العامية والتاريخ الشفاهى بشكل رئيسي وهو عضو لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة في مصر ، وكتب في عدد من الصحف والمجللات الدورية المصرية ومازال مستمراً . من مؤلفاته الشعرية: - الأرض والعيال، صدر عام 1964، 1975 - الزحمة صدر عام 1967، 1976 - عماليات صدر عام 1968 - جوابات حراجي القط 1969، 1977 - أنا والناس شعر 1973 - بعد التحية والسلام 1975 - السيرة الهلالية وتتضمن أربعة أجزاء هي على التوالي: - خضرة الشرنقة - أبو زيد في أرض العلامات - فرس جابر العقيلي - حروف الكلام ديوان شعر ترجمت أعماله إلي عدة لغات أجنبية منها علي سبيل المثال (شيء من وعي سيرة بني هلال) والتي ترجمت إلي الفرنسية عام 1978 وصدر له أيضاً عددا من الروايات الشعرية منها علي سبيل المثال (أحمد سماعين) عام 1972، وللأبنودي أيضاً عدد من الدراسات الأدبية التي تبحث في التراث الشفاهي و الموسيقي لمصر ومن أهمها كتابه (غنا الغلابة) دراسة عن الأغنية و القرية. وقد أدى عدد من المطربين أغنيات من كلمات شاعرنا الأبنودي وبخاصة خلال حربي 1967، 1973 كما كتب قصائد وطنية وقومية لفلسطين والقدس وما زال متمسكاً بمواقفه القومية الثابتة ويتابع إبداعاته ويساهم في إحياء الأمسيات الشعرية في عدد من المنابر الثقافية في الوطن العربي. وفي قصيدته "يمنة" -آمنة وهي عمته وآخر الكبار من عائلة الابنودي- قال : بناتي (رضية) و(نجية) ماتوا وراحوا وأنا اللي قعدت. طيب يا زمان..!! أوعى تعيش يوم واحد بعد عيالك أوعى يا عبد الرحمن في الدنيا وجع وهموم أشكال وألوان الناس ما بتعرفهاش أوعرهم لو حتعيش بعد عيالك ما تموت ساعتها بس.. حاتعرف إيه هوه الموت..!! وأيضا قصيدة عدى النهار التي كتبها الابنودي بعد النكسة و غناها عبد الحليم في قاعة ألبرت هول في لندن أمام العالم كله . الأغنية تقول : عدّى النهار .. و المغربية جايّة تتخفّى ورا ضهر الشجر و عشان نتوه في السكة شالِت من ليالينا القمر و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها يا هل ترى الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين أبو الغناوي المجروحين يقدر ينسّيها الصباح أبو شمس بترش الحنين؟ أبداً .. بلدنا ليل نهار بتحب موّال النهار لما يعدّي في الدروب و يغنّي قدّام كل دار و الليل يلف ورا السواقي زي ما يلف الزمان .. و على النغم تحلم بلدنا بالسنابل و الكيزان تحلم ببكرة .. و اللي حيجيبه معاه تنده عليه في الضلمة و بتسمع نداه تصحى له من قبل الأدان تروح تقابله في الغيطان في المصانع .. و المعامل .. و المدارس .. و الساحات طالعة له صحبة .. جنود طالعة له رجال .. أطفال .. بنات كل الدروب واخدة بلدنا للنهار و احنا بلدنا ليل نهار بتحب موال النهار لما يعدي في الدروب و يغني قدّام كل دار