مقهى "النوفرة"..اقدم المقاهي الدمشقية بالعودة الى المراجع التاريخية وذاكرة الناس الاحياء وبحسب كتاب "الروضة الغناء في دمشق الفيحاء" لنعمان قساطلي فقد لقبت دمشق من بين القابها بمدينة المقاهي لدرجة قيل فيها " بين المقهى والمقهى .. مقهى" سهير جرادات دمشق: يعتبر "مقهى النوفرة " في وسط دمشق القديمة بعمره الذي تجاوز المائتي سنة من اقدم المقاهي الدمشقية المنتشرة بشوارعها واسواقها الرئيسية والشعبية المختلفة . ي قع مقهى "النوفرة" خلف الجامع الأموي مباشرة في نهاية الدرج من الناحية الجنوبية واطلالته على الجامع ، اكسبته شهرة كما ان ساحته الجميلة المرصوفة بالأحجار البازلتية السوداء، اكسبته رونقا ومنظرا خاصًا. وحتى تصل الى مقهى النوفرة يجب ان تخترق سوق الحميدية لتشاهد الدكاكين المنتشرة فيه وما تحويه من معروضات متنوعة من ملابس ومفروشات ومحلات العطارة والحلوى ، وما ان ينهكك السير بالسوق المسقوف وتنتهي من التسوق تجد في اسفل الدرج مقهى النوفرة لتستريح به. وتعرف المقهى من الزحام الذي يشهده ،ومن عتباته الثلاث وشرفاته التي يشتهر بها ، وتتسع الصالة الداخلية فيه الى 24 طاولة يجلس على كل منها اربعة اشخاص. اما الصالة الخارجية فتتسع ل 12 طاولة يجلس على كل منها شخص واحد فقط ، ويفضل الزوار الجلوس عليها ,للاستمتاع بمشاهدة العابرين إلى المسجد الأموي, والمتسوقين والسياح . وتعود تسمية المقهى ب "النوفرة" بحسب قول امين الصندوق في المقهى الحاج ابو حسين، 68عاما، الى البحرة " النافورة "الموجودة امامه والتي كان يتراوح ارتفاعها بين 4 و5 امتار مشيرا الى ان البحرة التي بنيت حولها بركة رخامية ضعف ماؤها وبقي اسم المقهى الذي يملكه ذيب واحمد الرباط، وقال ان "نافورة المياه أو البحرة" امتاز بها البيت التقليدي العربي الدمشقي, الذي تقع بوسطه، اما المقهى فتقع البحرة خارجه . وشرح لوكالة الانباء الاردنية "بترا" نظام تفييش الطلبات "البيع بواسطة الفيش" الذي مازال مستخدما بالمقهى حيث توضع فيشة لكل طلب يقدم للزبائن في صندوق خاص .. وكل طلب له لون فيشة معين .. فارجيلة العجمي فيشتها خضراء والمعسل فيشتها حمراء ويخصص لمن احضر تمباكه الخاص به فيشة بيضاء ، اما المشروبات الساخنة من "قهوة وشاي وزهورات" ففيشتها صفراء والمشروبات الباردة فيشتها زرقاء مشيرا الى انه في نهاية اليوم يتم عد الفيش مع "الشغيلة" الذين يحصلون على نسبة من البيع كاجر لهم. مقهى النوفرة .. ملتقى عشاق التاريخ رضى الصالح، 73عاما، يواظب وبحسب قوله على الجلوس بالمقهى يوميا في تمام الساعة السابعة والربع مساء منذ عشرين عاما ليستمع للحكايات التقليدية القديمة التي يلقيها الحكواتي الذي يعتلي الكرسي التي تتصدر وسط القاعة المغلقة للمقهى حاملا بيده سيفا يلوح به خلال سرده لمجريات الرواية او الحكاية . واضاف التي التقته في محله المخصص لبيع التحف الشرقية المقابل لمقهى "النوفرة" ان الحكواتي فنان يجيد الإلقاء والحركات التعبيرية، يتأثر بالكلمة والحادثة التي يقرأها ويعيشها ويعبر عنها بما يحدث الآن من خلال إعادة الحكايات الشعبية، كقصص عنتر وعبلة والزير سالم وابو زيد الهلالي التي يكررها يوميا ولمدة ساعة كاملة . وعن ليالي رمضان بين معلم الارجيلة "ابو خالد" ان المقهى يبدا بالاكتظاظ بعد صلاة التراويح حيث يتوافد الزبائن للاستماع الى الحكواتي ويسهرون حتى منتصف الليل وهم يتناولون المشروبات الرمضانية والارجيلة . ويتمتع الزائر ل"مقهى النوفرة " بمشاهدة اللوحات الفنية التي تزين مدخله وجدرانه والذي تحول الى معرض للوحات الفنانين الذين يحضرون للمقهى لعرض لوحاتهم وابداعاتهم الفنية. عن وكالة الانباء الاردنية "بترا"