المقاهي المتنفس الوحيد للأسر السكندرية والشباب من متوسطي الحال.. لكل مقهي شهرة اشتهر بها علي مدار تاريخ المحافظة وتجمع بين الطرائف والعجائب.. فمقهي فاروق من أشهر وأقدم المقاهي التي تروي تراث وتاريخ الإسكندرية فعمره يرجع إلي 83 عاما حيث أنشيء عام 1928 عند دخولك المقهي تشعر بأنه جزءا تاريخيا أصيلا منفصلا عن الزمن الحالي حيث تستقبلك صور الملك فاروق في كل أركانه فضلا عن البناء المعماري الذي يحتفظ بجماله وفخامته الملكية حتي الآن. وللمقهي زبائن يتوافدون عليه منذ أكثر من 40 عاما وأيضا له زبائن شباب جدد فمنهم المهندس والدكتور والمحامي يجتمعون علي حب المقهي لما تتميز به من طابع خاص. يروي السيد حافظ مدير الحسابات بالمقهي انه سمه باسم الملك فاروق لأن يوم تتويج الملك دعته ماري بانوتي صاحبة المقهي للجلوس عليه ومنذ ذلك الحين يشتهر بمقهي فاروق والشارع اسمه الآن إسماعيل صبري وكان قديما الشارع الرئيسي لقصر رأس التين. يقول محمد همام نجل السيد همام المحامي صاحب المقهي إن والده اشتراه من أنجال مارني بانوتي عام 1977 مشيرا إلي أن المقهي تعتبر مزارا سياحيا وكانت حاشية الملك فاروق قديما من أشهر الرواد. أضاف: الآن يعد د.أحمد زويل العالم المصري وهشام سليم من أشهر الزبائن وكذلك كل فناني مصر يزورونه بعد الانتهاء من المسرحيات. أكد علي ارتباط الزبائن بالمقهي إلي الحد الذي دفعهم إلي المشاركة في افتتاحه بعد التجديدات التي تمت به مشيرا إلي أن أهم ما يميزه الطراز القديم من رخام الباستا والذي يتميز بالعراقة ويفضلون العادي ويرتدي جميع العاملين بالمقهي زيا موحدا وفي مباريات الدوري الإيطالي والاسباني يكتظ المكان. أما مقهي انح الشهير ببحري فأنشأه علي انح الكبير عام 1950 وكان من أكبر تجار الإسكندرية ويستطيع حل جميع المشكلات في المنطقة وقت ما كان الصغير يحترم الكبير.. يقول علي انح صاحب المقهي انه كان الوحيد الذي يقدم الطمباك وهو شبيه للمعسل والغي منذ 8 سنوات وذبونه اندثر وكان يجلس علي المقهي المثقفون من وكلاء نيابة ومحامين ومدرسين وهو ما أعطي شهرة قديمة له مشيرا إلي أنه تضرر كثيرا في عهد اللواء لبيب لأنه قرر إلغاء الشيشة وزبائن كثيرة وقتها هجرتها. مقهي علولة يعرف عنه أنه مقهي ثقافي يحتوي علي مكتبة كبيرة للقراءة والمكتبة في حالة صيانة حاليا يشير عصام ماهر أحد الرواد إنه مستخلص جمركي وحريص علي تواجده اليومي لمناقشة أمور العمل مع أصدقائه والتسلية والتحدث في الأحداث الرياضية الجارية. يوافقه الرأي شريف مندور ويؤكد أن المقهي زبائنه من المثقفين والمحامين ولعب الدمنو ليس بشكل أساسي وأسعاره في متناول الجميع. أما مقهي علبة بمحطة مصر فهو بمثابة بورصة لتداول التحف والمقتنيات النادرة والعملات والميداليات والساعات القيمة. علي مقربة من محطة الرمل وفي شارع سعد زغلول يقع مقهي ايليت أحد أشهر مقاهي الجالية اليونانية في الخمسينيات وله طابع تاريخي ومن المعروف أن اليونانيين عاشوا في مصر كمواطنين عاديين ويملكون المطاعم والمقاهي والكازينوهات وكان أغلبهم متمركزا في وسط البلد. يتميز مطعم اليت بكونه أكثر من مقهي أو كافتيريا بل يعد متحفا فنيا وثقافيا يقصده الفنانون والكتاب والمشاهير ويتميز بمظهره الجذاب من الخارج فهو يشبه الكوخ الكبير ورواده أغلبهم من الشباب ورجال الأعمال والمسنين الذين يستعيدون ذكرياتهم في هذا المكان المتميز. الذي يتخصص في المشروبات والمأكولات اليونانية ذات المذاق الخاص والتي تقدم بأسعار مرتفعة علي أنغام الموسيقي. اللافت في المقهي أن جدرانه تتزين بمجموعة من اللوحات لأشهر الفنانين منها فافيايس للفنان اليوناني وبدراك الفرنسي وبورتريه لكفافيس شاعر الإسكندرية كما يتواجد ركن مخصص للوحات سيف وأدهم وبيكاسو وعصمت دواشتاشي وكلها لوحات باهظة الثمن.