افتتحت الدكتورة ميرفت شرباس عميد كلية التربية الفنية, والدكتورة عفاف عمران وكيل كلية التربية الفنية لشئون البيئة والتنمية معرض الفنانة د. أماني دهب في قاعة "حورس" بكلية التربية الفنية تحت عنوان "هندسي × عضوي". محيط رهام محمود اهتمت الفنانة بالعمارة القديمة والأثريات التي جذبتها للبحث في هذا الاتجاه منذ بدايتها مع التطوير في أسلوبها لكل مرحلة تخوضها, فمن تجاربها السابقة معرض "حوار مع الطبيعة" الذي تناولت فيه الطبيعة بشكل مجرد وأخضعتها لصياغاتها المختلفة لكي تنشأ علاقة حميمة بين الخطوط العضوية والهندسية, مستخدمة ألوانا مقتربة من الطبيعة, وفي هذا المعرض عالجت الفنانة أعمالها بطرق جديدة حازت على إعجاب المشاهدين. فهي فنانة همها وشاغلها هو التراث القديم, فقد تناولت تراث الفن المصري القديم, والكتابات الهيروغليفية بصياغات تشكيلية جديدة, واستخدمت المفردات التشكيلية بالهمس اللوني, بالإضافة إلى تميز الفن المصري القديم بقوة ألوانه الذي أثرت عملها الفني. وفي معرض "هندسي × عضوي" تأثرت الفنانة بالأماكن الأثرية القديمة بالقاهرة, والأروقة والقباب في رشيد, كما بهرت بالتراث القبطي الذي احتكت به مباشرا في أسيوط, حيث أنها ذهبت إلى "دير المحروق" وأعجبت بالآثار القبطية والدمج بين جميع عناصره وعلاقة المئذنة بالمنارة, والفن الإسلامي بالقبطي, وكذلك الأروقة والأعمدة وعلاقتهما بالطبيعة, فهذه العلاقات هي التي جذبت الفنانة لإنتاج هذه الأعمال الفنية. كما ذهب د. أماني أيضا إلى "درونكة" وهو مكان أثري في أسيوط, أخذت منه حس الدير الذي يسكن الجبل فوق الهضبة وأدمجته بالفن الإسلامي, حيث كانت الخطوط الهندسية هي بطل اللوحة وعلاقتها بالخطوط العضوية التي تشكل فراغا يقوم بعمل حوار لوني بين عناصر العمل. فهي جمعت في لوحاتها السابعة عشر المعروضة بين العمارة والطبيعة, واستخدمت الأقلام الجاف الملونة, والألوان الجواش, والأكليرك, والباستيل, وبدت على ألوانها النعومة, وتميزت بشفافيتها العالية التي أوجدتها من رقتها في الأداء. تقول الفنانة أماني: عندما ينتقل الفنان من مكان إلى آخر دوما ما يثيره المكان الجديد لإبداع عمل فني, وهذا ما حدث معي عندما قمت بزيارة الأماكن الأثرية القديمة بالقاهرة ورشيد وأسيوط, فهذه الأماكن تتمتع بتراث عظيم لابد من النظر إلية والتعبير عنه وتناوله بطرق جديدة ومختلفة, فأنا أسعى إلى تطوير أسلوبي والإضافة أليه عندما أتناول التراث في كل مرحلة, وأنا أنوي في المرحلة القادمة البعد عن التفاصيل بغض النظر عن اللجوء للطبيعة أو التراث, فستكون لوحاتي مجردة بشكل أكثر, وسيحتل الفراغ مساحة أكبر, وستكون موضوعاتي جديدة يمثل اللون بها دورا أكبر مع بساطة العنصر. اضافت: فأنا دائمة التأثر بالمشاكل العربية وبكل ما حولي, ويوجد لي تجارب حول قضية العراق, وأنا بطبيعتي أحب أن أضع قطع فاصل بلون آخر, وسأجرب هذه التجربة في معرضي القادم بشكل أكبر. وبسؤال الفنانة عن عرضها في قاعة "حورس" داخل الكلية هل خدمت القاعة الأعمال؟ أجابت: القاعة مجهزة جيدا, لكن الأعمال مهضوم حقها لأن القاعة محدودة الزيارات بداخل الكلية, فلو كانت القاعة مفتوحة على الشارع لكان أختلف الأمر, وأنا أنوي بأن ينتقل المعرض إلى أتيلية القاهرة, مع إضافة بعض الأعمال.