تشكيلات نحاسية ما بين الغائر والبارز عالجها بطرق وتقنيات مختلفة, ولم يكترث من تلك الخامة النحاسية الصلبة, هو الفنان المصري د/ خالد أبو المجد الذي يقيم معرضه الشخصي الأول بقاعة الأرض في ساقية الصاوي تحت عنوان "معرض محاولة رقم 1". محيط : رهام محمود افتتح المعرض محمد الصاوي مؤسس ساقية عبدالمنعم الصاوي بضاحية الزمالك, وحضر حفل الإفتتاح الفنان طارق زايد مدير قاعات العرض بالساقية, وعدد من الفنانين والنقاد واساتذه كلية التربية الفنية, كما حضر الحفل نخبة من الصحفيين والإعلاميين. استوحى الفنان أبوالمجد أعماله من الطبيعة, والعلاقات النباتية والصخرية, بل وامتد خياله الخصب إلى الهندسيات الموجودة في الطبيعة, وأوجد علاقات جمالية وتشكيلية بين الأشكال العضوية والهندسية في تكوين محكم, وقد أوجد هذه العلاقات الحميمة بالتشكيل على النحاس مباشرة دون رسم تصميم مسبق للعمل. يلعب الفنان من خلال ثمانية عشر لوحة على أكثر من أربعة محاور: الأول هو التشكيل بالطرق على النحاس "ما يسمى بالربوسية", وهو فن من الفنون التي بدأت في الإندثار, يعود أليها الفنان بشكل معاصر. والمحور الثاني هو "الإضافة", حيث أضاف الفنان قطع نحاسية مطروقة على سطح أرضية العمل, فتعددت المستويات على الأرضية التي أدت إلى تغيير أبعاد اللوحة, وإضافة عمق فراغي للعمل, وأيضا الخروج من إطار اللوحة الذي تعودنا أن نراه مسطحا. أما المحور الثالث والذي يعد أهم محور في أعمال الفنان هو دمج الشكل العضوي مع الهندسي, وإنشاء علاقات تشكيلية جمالية بينهما ساعدت على إثراء العمل الفني وترابط أجزاؤه بإتقان شديد. كما لعب الفنان في المحور الرابع على إضافة تأثيرات ملمسية للعمل, سواءا بالطرق والسنبكة أو باستخدام صهر الحديد حيث نرى مجموعة من التجارب تحوي تأثيرات ملمسيا كالتنقيط, والبطش, والتشقق, والسيولة, وجميع هذه العناصر مستوحاه أيضا من الطبيعة, وقد استخدم الفنان خامة القصدير التي اضافت تباينا لونيا لهذه الملامس على اسطح الأعمال. استخدم أبو المجد خامات متعددة في تشكيل النحاس وهي: الأقلام الحديدية "أقلام الربوسية", مجموعة متنوعة من الشواكيش, دقماق خشب, المنجلة, وقالب البلص, يتعامل مع النحاس بالتشكيل بالنار للتخمير لكي تصبح الخامة لدنة وطيعة. ثم تأتي مرحلة التأكسد "أكسدة بلدي" وهي أن يستخدم الفنان البوطاس والكبريت لتعطي النحاس درجات من اللون البني. يقول الفنان خالد: إن خامة النحاس قريبة جدا من المصريين, باعتبارها خامة من التراث المصري, استخدمها الفراعنة, والفنان الإسلامي والشعبي, كما كان النحاس أحد الخامات الاساسية الموجودة في البيت المصري, فهذه الأعمال النحاسية يتعاطف معها الجمهور لإنها قريبة منه. ولد الفنان خالد أبو المجد بالجيزة, أحب الفن منذ طفولته, أراد أن يثقل موهبته بالدراسة فدخل كلية التربية الفنية, وتفوق في دراسته حتى أصبح معيدا بها, ومازال يعمل بها حتى الآن حيث حصل على درجة الكتوراه في فلسفة التربية الفنية عام 2003, وهو فنان نشط شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها, كصالون الشباب الثامن والحادي عشر ومعرض المغرب "بالرباط" عام 2007.