يختتم معرض الفنان التشكيلي جلال جمعة فعالياته، غدًا الأحد، والمقام بقاعة الفنون التشكيلية بمكتبة الموسيقى بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان (سلك وزلط). ويضم المعرض أعمالا فنية من السلك والزلط في شكل فني رائع، غلب على معظمها روح الأسرة والصداقة، التي نراها واضحة من خلال أشياء قد تبدو صماء، لكنها تنقل لنا معاني يفتقدها أغلبنا في الوقت الحالي. وفي حديث خاص ل"الشروق"، قال جمعة: "حاولت بقدر الإمكان أن أُظهر -من خلال تشكيلات الزلط والسلك- روح الصداقة والأسرة مستخدمًا أشياء جامدة التكوين للتعبير عن حكاية أو قصة؛ متعمقًا في العلاقات الإنسانية بشكل عام، وروح الأسرة بشكل خاص. ويظهر ذلك جليًّا في التشكيلات باستخدام الزلط؛ وذلك في تحدي لصلابة الخامة المستخدمة، لتكوين ونقل إحساس معين". الاحتراف يبدأ من الهواية في الصغر وعن بداية حبه لذلك النوع من الفن، قال جمعة: "بدأت معي كهواية في الصغر، وكثيرًا ما عانت مني والدتي وأنا صغير.. فقد كنت أحمل في جيوبي أشكالا مختلفة من الزلط جذبني شكلها أو ملمسها أو حتى لونها.. ثم بدأت احترف ذلك الفن بحكم المهنة والدراسة والمعرفة العلمية، وتعاملت بعد ذلك مع كثير من الخامات مثل الحديد والزجاج والخشب والنحاس والزلط والحجر، وتفهمت كيفية تشكيلها وتطويعها في عمل فني أرضى عنه ويرضى عنه الجمهور؛ لذا لا يوجد وقت محدد آخذه لإنهاء عمل معين، ينتهي فقط عند شعوري بالرضا عنه. وذلك لم يأتِ من فراغ، فحبي للتجارب والبحث والاستكشاف قد يأخذ مني وقتًا لأتمكن من توصيل فكرة معينة في عمل معين". لكل عمل جيد قصة وفكرة وأكد جمعة أن العمل الجيد هو الذي يحمل وراءه قصة أو يحمل بين طياته فكرة، واستدل بعمل من أعمال السلك، والذي يمثل مجموعة من السيدات الإفريقيات، واللاتي برغم المجاعة والفقر، فإنهن قادرات على الاستمتاع بحياتهن، وقادرات على الغناء والفرح والضحك. اختلاف المعرض سبب نجاحه وعن مدى نجاح المعرض، قال محمود فاروق، مصمم معارض بدار الأوبرا، إن "ما أعطى المعرض النجاح والإقبال الكبيرين هو اختلاف طبيعته عن المعرض الأخرى، فهو يجسد العلاقات والأحاسيس البشرية المعنوية بصورة مادية، من خلال أشياء صماء، قادرة -بطريقة تثير الإعجاب- على توصيل المعنى بشكل مختلف عما تعوّد عليه الجمهور. وقد نجح جمعة في هذا الأمر، فهو فنان موهوب، وخبير في مجاله، ومتمكن من أدواته جيدًا". وعن معارضه الأخرى، قال جمعة: "إن هناك ورشة للأطفال لتعليم فن السلك في شهري يوليو وأغسطس من كل عام في دار الأوبرا؛ لمحاولة تنمية الحس الفني والإبداعي والقدرة التشكيلية عندهم". مضيفا أن أعمال الأطفال المشاركين تعرض في معرض سنوي في نهاية الورشة. ويضيف جمعة أن معارضه القادمة ستكون مختلفة عن سابقاتها، في أفكارها وأساليب عرضها، بشكل يضفي عليها حياة أكثر. الفنان في سطور الاسم: جلال توفيق عبد الله جمعة من موالد 1947، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية عام 1974، وعمل كمهندس للديكور في القطاع الخاص. له معرض دائم في قاعة (دروب) بجاردن سيتي، ومشرف على فن السلك في ورش عمل الأطفال بدار الأوبرا المصرية. وقد أقيمت له معارض كثيرة في المركز الثقافي الفرنسي وساقية الصاوي، وشارك في مهرجانات الخيول العربية والإبداع التشكيلي.