القاهرة: أكد الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن القول بإغلاق باب الاجتهاد في الفقه الإسلامي دعوي باطلة تحمل في ذاتها دليل بطلانها. مشيرا إلي أن الاتحاد يريد من الجميع أن يفهموا الدين علي النحو الصحيح ويجتهدوا اجتهادا مناسبا للعصر يعيد إلي الدين مجده، ويجدد النصوص التي تركت. وقال د. العوا في المحاضرة التي ألقاها الأربعاء بمكتب الإتحاد بالقاهرة (الأمانة العامة) في إطار سلسلة محاضرات بعنوان قضايا معاصرة ضمن الموسم الثقافي الحالي للمكتب، : نحن لا نريد أن يوجد مجتهد مطلق ينشيء مذهبًا ينافس مذهب أبوحنيفة أو مذهب الشافعي، إنما نريد مجتهدا قادرًا علي إفتاء الناس بما يحقق لهم مصلحة حياتهم الدنيوية . وأوضح العوا ،بحسب جريدة الراية القطرية، أن الإسلام جاء في القرآن الكريم بكثير من الأحكام لكنه جاء بأضعاف هذه الأحكام قواعد عامة تنطبق علي حالات لا تحصي يستطيع المجتهد أن يستخرج منها أحكاماً تفصيلية جزئية لمسائل لا حصر لها، ومن هنا أذن رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابه بالاجتهاد إذنا مباشرا صريحا، مثلما قال لسيدنا عمرو بن العاص عندما جاءه خصمان يطلبان أن يقضي بينهما. قال لعمرو: اقضي بينهما. قال: يا رسول الله أقضي وأنت حاضر؟ فقال صلي الله عليه وسلم: ألم تعلم بأن الحاكم إذا حكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر. وأشار العوا إلي حدوث وقائع كثيرة في السيرة النبوية تدل علي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد سمح للصحابة بالاجتهاد، ومنها الواقعة الشهيرة بعد غزوة الخندق وهي واقعة صلاة العصر في بني قريظة. وتساءل العوا عمن الذي يملك قفل باب الاجتهاد؟ وهل هذا الباب قد أغلق فعلا أم لا؟ وهل حدد النبي صلي الله عليه وسلم أو جاءت إشارة في القرآن الكريم إلي موعد أو تاريخ معين يغلق فيه الاجتهاد؟ وأجاب العوا بأن الذي يملك قفل باب الاجتهاد هم العلماء المجتهدون، وأنه لم يحدد القرآن أو السنة موعدا أو تاريخ محدد يغلق فيه باب الاجتهاد.