أدانت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين فى العراق الأربعاء افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في المنطقة الخضراء ببغداد. وقالت فى بيان لها :" في خطوة مريبة ووسط استغراب شعبنا المقهور على أمره، أقامت الحكومة العراقية احتفالية في المنطقة الخضراء لافتتاح مكتب لحلف الناتو متجاهلة بتعمد كل الأعراف الدولية والسياسية والشرعية التي لا تجيز الإقدام على عمل يتصادم مع أبسط قواعد السلوك الاجتماعي والأخلاقي ، فالعراق ما زال محتلا". وأضاف البيان " أين هذا من اتفاقية انسحاب القوات المحتلة التى تزعم أن العراق سيتخلص من الاحتلال في سنة 2011 ، فهل يراد من ذلك أن يكون الحلف بديلا للقوات الأمريكية بعد انسحابها المزعوم ليجد الشعب نفسه أمام احتلال آخر". وتابع " هيئة علماء المسلمين في العراق تضع هذا الحدث الخطير أمام جماهير شعبنا ليرى حقيقة ما يجري ، وليعلم مدى الخطورة فيه لما يشكله من اعتداء على مستقبل العراق وشعبه، ولما يجره عليه من مشاكل وتدخلات في دول الجوار والعالم هو في غنى عنها". وأشار إلى أن الهيمنة في هذا الحلف للولايات المتحدةالأمريكية التي تريد أن تربط العراق كما يبدو بعجلة هذا الحلف البغيض ربطا يحقق مصالحها ليس إلا. واختتم البيان قائلاً :" إن الهيئة إذ تدين هذا الإجراء المفاجئ ، فإنها تعد الموافقة عليه من قبل الحكومة الحالية جريمة في حق العراق وشعبه تضاف إلى جرائمها الكثيرة وعلى رأسها جريمة الاتفاقية الأمنية، بشقيها الأمريكي والبريطاني، وإنها لتدعو الشعب العراقي إلى استنكار وجود هذا المقر والمطالبة بإنهاء وجوده في العراق أيا كانت المبررات لوجوده لأنها في كل الأحوال مبررات واهية لما يشكله ذلك من أخطار عسكرية وسياسية وأمنية على سيادة العراق وأمنه واستقراره". وكان مقر "الناتو" في بروكسل أعلن فى 12 أكتوبر/تشرين الأول عن افتتاح مقره الجديد في العراق في خطوة تعزز التعاون الأطلسي العراقي. وقال مصدر في مقر "الناتو" إن مسئولين كبار عن الحلف شاركوا في حفل تدشين المقر الجديد الذي يعوض المقر السابق للمنظمة العسكرية في العراق. ويقوم حلف الأطلسي بمهام فنية لتأهيل الضباط والكوادر من العسكريين العراقيين كما يقدم عددا من التجهيزات والمعدات للقوات العراقية إلى جانب الإشراف على أكاديمية عسكرية للتأهيل والتدريب قرب العاصمة العراقية بغداد.