محيط: ذكرت أوساط في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" أن الرئيس العراقي جلال طالباني سيعلن اعتزال العمل السياسي نهاية العام، والتفرغ لكتابة مذكراته، فيما لمح الحزب "الديموقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه مسعود بارزاني إلى احتمال خوضه الانتخابات مستقلاً عن "الاتحاد" شريكه وغريمه التقليدي إذا تقرر إجراؤها وفق القائمة المفتوحة. ونقلت صحيفة " الحياة " اللندنية عن طالباني الذي وصل الخميس الماضي الى السليمانية، قادما من طهران، حيث شارك في القمة العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، في حديث بثته قناة "برس تي في" الإخبارية الايرانية أمس "انه سيعتزل العمل السياسي نهاية هذا العام ويتفرغ لكتابة مذكراته". وأضاف زعيم حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني "انا لا اخطط للاستمرار رئيساً ، نهاية هذا العام ستنتهي ولايتي وآمل أن اتقاعد.. سأعود الى بيتي وسيكون لدي الوقت لكتابة مذكراتي". ورداً على سؤال هل سيحتفظ الأكراد برئاسة الجمهورية حين اعتزاله قال: "لا. في العراق وطبقا للدستور، لجميع العراقيين الحقوق ذاتها، ولم ينص، لا في اتفاق شرف ولا في الدستور، على ان رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعيا، والرئيس كرديا، او رئيس البرلمان عربيا مضيفا "بإمكاننا انتخاب عربي رئيساً، وكردي رئيسا للوزراء، ومسيحي رئيساً للبرلمان. العراقيون متساوون في الدستور". ويعرّض اعتزال طالباني، إذا حصل، وحدة حزبه للخطر، خصوصاً أنه شهد انشقاقات حادة. ويشير بعض المصادر الى ان نائبه "برهم صالح" هو المرشح الاقوى لتولي زعامة هذا الجناح الكردي في بغداد، عبر منصب رئيس الجمهورية، على ان يتولى كوسرت رسول الذي كان اعلن استقالته، وتراجع عنها منصب الأمين العام للحزب. وكان طالباني أوصى بذلك قبل مغادرته الى الولاياتالمتحدة لإجراء جراحة عام 2008، لكن مراقبين يؤكدون صعوبة إيجاد توافق بين قياديين مختلفين على زعامة حزب واحد. وتجنبت قيادة "الاتحاد الوطني" التعليق أمس على تصريحات طالباني، وقال عضو في المكتب السياسي، رافضاً الإشارة إلى اسمه، إن "الرئيس يبلغنا هذا القرار". وأكد قياديون آخرون انهم يقدرون وضعه الصحي لكنهم سيسعون الى اقناعه بالعدول عن قراره. ولفت هؤلاء الى ان قبول اعتزاله مرهون بمستوى الوفاق داخل الحزب الذي شهد هزات عنيفة هددت وحدته فزعامة "طالباني التاريخية تعزز وحدته. ومن الآن الى نهاية العام سيتم تدارس هذه القضية، وربما طرحت خيارات أخرى بينها بقاؤه رئيسا للحزب من دون رئاسة الجمهورية". وعقد طالباني قبل سفره الى طهران سلسلة اجتماعات لرأب الصدع في صفوف حزبه قبيل الانتخابات التشريعية في الاقليم التي اعربت مفوضية الانتخابات في بغداد عن اعتقادها بإمكان تأجيلها.