الزيدي يمثل أمام القضاء العراقي وتوقعات بحبسه لمدة عامين منتظر الزيدي يتعرض للضرب بعد قذفه بوش بحذائه محيط : استمراراً لتضارب الأنباء حول الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء, أعلن مصدر قضائي عراقي مساء اليوم الثلاثاء مثول الزيدي أمام قاضي تحقيق واعترافه بمحاولة مهاجمة الرئيس الامريكي. وقال عبد الستار بيرقدار المتحدث باسم المجلس الاعلى للقضاء:" إن منتظر الزيدي مثل أمام قاضي التحقيق في حضور محامي الدفاع والمدعي واعترف بما فعله". أنباء متضاربة ويأتي ذلك بعد دقائق من تأكيد أسرة الزيدي المعتقل لدى القوات العراقية أنه سيحال لمحكمة الجنايات المركزية العراقية غداً الأربعاء, مشيرةً إلى أنه طلب فريقا من المحامين للدفاع عنه. وقال عدي الزيدي شقيق الصحفي العراقي إ ن منتظر تعرض لضرب عنيف في أعقاب الحادث أدى إلى تكسير عدد من أضلاعه من قبل حراس رئيس الحكومة العراقية نوري الماكي. وعبر عن خشيته على حياة أخيه, مشيرا إلى أن المصور الذي كان يرافق الزيدي أثناء تغطية المؤتمر والذي اعتقل لبعض الوقت ثم أفرج عنه "قال لي إن منتظر تعرض لضرب مبرح من قبل عناصر الأمن العراقي والأمريكي, وإنه في أفضل الأحوال إذا خرج فإنه سيكون مصابا بكسور في جميع أنحاء جسمه". توقعات قانونية وقال أحمد منصور المحامي العراقي البارز في القانون الجنائي ان الاتهام الاكثر ترجيحا الذي سيوجه للزيدي يقضي بالمعاقبة بالسجن مدة لا تتجاوز عامين أي شخص يقوم علانية بإهانة دولة أجنبية أو هيئة دولية أو رئيس أي دولة أجنبية, مضيفًا:" حسب خبرتي القانونية فانني متأكد من أن الزيدي سيواجه تهمة اهانة رئيس دولة أجنبية". وتوقع محامي آخر أن يعاقب الزيدي أيضًا بموجب بند آخر في قانون العقوبات العراقي لعام 1969 الذي يقضي بالسجن لمدة سبع سنوات ضد أي شخص "يهين الرئيس أو ممثليه"، مشيراً إلى أن المحكمة قد تعتبر رئيس الوزراء العراقي المالكي مماثلا للرئيس الذي نص عليه قانون العقوبات وأنها ستقرر أيضا ان كانت اهانة الزيدي لبوش اهانة للمالكي أيضًا. معاملة وحشية من جانبه، أكد ضرغام الزيدي الشقيق الثاني لمنتظر أ ن حرس رئيس الوزراء العراقي ضربوا شقيقه " بوحشية وبقساوة " معربا عن قلقه تجاه الحالة الصحية لمنتظر. واضاف أن اللكمات التي تلقاها شقيقه من الحرس العراقي "تكفي لإسقاط جمل". وشدد شقيق منتظر على أن تصرف أخيه "كان عفوياً" ويعبّر عن ملايين العراقيين الذين يريدون "إذلال الطاغية" وفق تعبيره. ووصف ضرغام الذي يساعد أحياناً شقيقه الصحفي بعمله كمصوّر، الكراهية التي يشعر به شقيقه إزاء "الاحتلال الأمريكي المادي" و"الاحتلال الإيراني المعنوي" للبلاد. وأوضح ضرغام أن مشاعر منتظر الزيدي ضد السياسات الأمريكية في العراق أججتها المشاهدات اليومية لمعاناة العراقيين، خاصة وأن معظم تقاريره لمحطة "البغدادية" التي يعمل لها، ركزت على المعاناة التي تعيشها الأرامل العراقيات واليتامى والأطفال. الصحفى العراقى منتظر الزيدي يقذف بوش بالحذاء ولفت إلى أن شقيقه يقف عاجزاً أحياناً أمام هذه المآسي ويبكي بسبب ما يسمعه خلال تأدية عمله وتغطية معاناة الأسر العراقية الفقيرة، كما كان أحياناً يطلب من زملائه بتقديم بعض المساعدة المالية للمحتاجين. ويعرف عن منتظر الزيدي مناهضته للاحتلال الأمريكي وهو ما كان يشدد عليه خلال إنهاء تقاريره المتلفزة بجملة "من بغداد المحتلة". وأكد ضرغام أنه "فخور" بتصرف شقيقه الصحفي لأنه يعبر عن "ملايين" من العراقيين. وقال إن رمي الحذاء "هو ردة فعل العراق" إزاء الحرب وسنوات من العقوبات الأمريكية ضد بلاده قبل بدء الغزو عام 2003. وتوضح الصور التي التقطت للحادث وكذلك شريط الفيديو، أن هناك شخصا كان يلبس النظارات هو الذي أنهال على الصحفي منتظر الزيدي وسط ذهول المرافقين لبوش من مراسلين وسياسيين ومخابرات وشرطة سرية، وحتى وسط ذهول المراسلين الأجانب من جنسيات أخرى، وكان الضرب وكسر الأضلع والركل مبالغ لدرجة الصرخات التي سمعت. عناها والأسلوب المشين الذين تعاملوا معه. وذكرت الأنباء ان الشخص الذي قدم الاعتذار لبوش، وأنهال ضربا وركلا على منتظر الزيدي، هو المدعو حيدر مجيد، وهو شقيق المستشار الإعلامي لنوري المالكي ياسين مجيد. وكانت وزارة الداخلية العراقية أصدرت امرا بالقبض على الزيدي والتحقيق معه تمهيدا لمحاكمته بتهمة أهانة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال مدير العمليات في وزارة الداخلية العراقية عبد الكريم خلف إن من واجبات الوزارة حضور عملية التحقيق مع مرتكبي هذا النوع من أنواع الجنح مشيرا الى ان مراسل قناة "البغدادية" قد ارتكب جنحة ويجب أن ينال جزاءه . واضاف أن الزيدي سيحاكم بموجب القانون الجنائي العراق 111 لعام 69 الامر الذي قد يعرضه للسجن مدة سبعة اعوام بتهمة "إهانة شخصية مرموقة" في اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي وليس لانه رمى الحذائين باتجاه الرئيس بوش الذي كان يقف الى جانبه خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد مساء الاحد الماضي. "دبليو شوز" الحذاء في طريقه لبوش من ناحية أخرى، حصل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش على تسمية جديدة خلال زيارته للعراق بعد ان وجه له صحفي عراقي ضربة موجعة بفردتي حذائه ولكنهما أخطأتا وجه بوش. حيث قرر الشعب العراقي الرافض للاحتلال وعمليته السياسية اطلاق اسم (جورج دبليو شوز) بدلا من جورج دبليو بوش تيمنا بإطلاق الصحفي العراقي منتظر الزيدي فردتي حذاءه عليه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوراء العراقي نوري المالكي مساء الاحد في بغداد. من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية :إن رمي الرئيس الأمريكي بالأحذية ربما يعتبر رمزاً لنقطة تحول حاسمة في الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال تحفيز وتشجيع وتنشيط الحس القومي المعارض للوجود الأمريكي. وأشارت الصحيفة تحت عنوان "رامي الأحذية في بغداد يُخرج آلاف العراقيين إلى الشوارع"، إلى خروج آلاف العراقيين إلى شوارع بغداد دعما للصحفي العراقي، الذي انطلق من المجهول إلى الشهرة العالمية بقذفه حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش. وتقول "الاندبندنت" انه بينما تصف السلطات العراقية تصرف الزيدي بأنه "عمل بربري وهمجي" كان الناس في بغداد يرمون الجنود الأمريكيين بالأحذية ، تأييدا لما قام به الصحفي العراقي. دعوات ومناشدات
في هذه الأثناء، طالب برلمانيون وصحفيون وسياسيون عرب بالافراج الفوري عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذى رشق الرئيس الامريكي جورج بوش بحذائه ووصفه "بالكلب" خلال زيارته الوداعية للعراق. ففى مصر، صفق جميع نواب مجلس الشعب المصري أمس أغلبية ومعارضة ومستقلين للصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي في بغداد. وطالب أكثر من 70 نائبا يمثلون مختلف التيارات السياسية منظمات حقوق الإنسان الاقليمية والدولية بإعلان تضامنها مع الصحفى العراقي الذى عبر عن رأيه فى رفض الإحتلال الأمريكى لبلاده بإلقاء حذائه على الرئيس الأمريكى. وأكد هؤلاء النواب فى نداء وجه إلى هذه المنظمات الإثنين تضامنهم العام مع الزيدى فى موقفه هذا وطالبوا بالإفراج عنه فورا ووقف التعذيب الذى يتعرض له فى الوقت الراهن وحملوا الجهات المعنية بوش يبدو مذهولا بعد الحادث المسئولية تجاه ضمان حياة الصحفى العراقي الذى وصفوه بالبطل كما أعلنت نقابة الصحفيين المصريين تضامنها الكامل مع الزيدي وطالبت بالمحافظة علي حياته وضمان محاكمة عادلة له وحملت النقابة في بيان لها الاحتلال الأمريكي وممارساته البشعة ما يترتب علي ذلك من تبعات وأساليب مقاومة. من جهتها، أكدت الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب الحكومة العراقية بالمحافظة على حياة الصحفي منتظر الزيدى وتأمين إطلاق سراحه وضمان محاكمة عادلة له ومراعاة كافة الظروف التى أحاطت بالواقعة. فى الوقت نفسه، اعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الاثنين ان نحو 200 محام عربي واجنبي ابدوا استعدادهم للدفاع عن الصحفي العراقي، وقال ان "العمل يجري على قدم وساق من اجل انشاء هيئة دولية للدفاع عنه. كما طالبت قناة البغدادية العراقية السلطات التي يعمل بها الصحفي منتظر الزيدي بالافراج الفوري عنه تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الامريكية العراقيين بها. من جهتها، قررت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيسة جمعية "واعتصموا" للأعمال الخيرية الاثنين منح وسام الشجاعة للصحفي العراقي منتظر الزيدي. كما أثار تعرض بوش للضرب بحذاء أحد الصحفيين العراقيين ردود فعل كثيرة في الشارع السوري تراوحت بين الترحيب والضحك والتمني بأن يكون الحذاء حقق إصابة مباشرة. وقال مواطن سوري إن ما قام به الصحافي العراقي "رائع وجريء ويعبر عن رغبة مئات الآلاف من العرب وغير العرب". فيما قال آخر إن هذا الصحفي "سوف يتحول على بطل ويصبح رمزا يتذكره الكثيرون لسنين طويلة", معربا عن تمنيه لو أن الحذاء أصاب بوش بشكل مباشر. وقال ثالث ضاحكا إن "بوش يستحق فعلا هذا الحذاء ليكون آخر ما يراه من ترحيب في ولايته", إلا أنه أبدى قلقه من أن تقدم الحكومة العراقية على "شنق الصحفي". إقرأ أيضا الضرب بالحذاء .. هدية وداع العراق لبوش في ذاكرة التاريخ .. "الشهادة" لصدام و"الجزمة" لبوش صدمة في أمريكا بعد ضرب بوش بالحذاء في بغداد نقابة صحفيي مصر واتحاد الصحفيين العرب يتضامنون مع الزيدي حذاء عراقي.. ينتقم لصدام ويضع نهاية بوش ملف مصور عن ضرب بوش بالحذاء منتظر الزيدي يفرض اسمه على صدر صفحات الصحف