بغداد : كشف سياسي عراقي اليوم الجمعة عن سعيه لتشكيل وفد شعبي لزيارة إسرائيل هذا العام، بهدف تعزيز العلاقات مع مواطني الدولة العبرية من ذوي الأصول الكردية. وقال داود باغستاني السياسي الكردي المستقل إن فكرة الذهاب بوفد من الكرد العراقيين إلي إسرائيل جاءت بسبب وجود عدد كبير من السكان في إقليم كردستان العراق لهم أقرباء وأصدقاء من اليهود الأكراد في إسرائيل، والتواصل بينهم شبه منقطع حاليا ، معربا عن اعتقاده بأن تقوية العلاقات وتفعيلها بين الجانبين يخدم المجتمع الكردي. وأضاف باغستاني، أن هناك في إسرائيل ما بين 150 165 ألفا من يهود أكراد العراق وسورية وإيران وتركيا، وهم من أكراد بلداننا، قبل أن يغادروا إلي إسرائيل مرغمين، هربا من الاضطهاد ، داعيا إلي تعزيز العلاقات مع أكراد إسرائيل، وتقوية روابط التواصل معهم . وأشار السياسي الكردي إلي أن العرب يعملون علي حل مشاكلهم مع إسرائيل، في حين ليست هناك مشاكل للأكراد مع الإسرائيليين، لأنهم لا يحتلون أرضنا ووطننا ولم يعتدوا علينا، في حين نتعرض لاعتداءات من الأتراك والفرس والعرب ، علي حد تعبيره. وتساءل السياسي العراقي:" لماذا نتعمد، نحن الأكراد، أن نجعل من الإسرائيليين أعداء لنا، علي أساس بعض المواقف العربية، في وقت لا مصلحة للكرد بخلق المزيد من الأعداء، وكنت ومازلت أقول هذا الكلام منذ 30 عاما". وقال:" إذا كانت الظروف غير ملائمة للتواصل السياسي فان التواصل الاجتماعي والثقافي ممكن، ولا أحد بإمكانه أن يمنعنا من التواصل مع قريب أو صديق لنا"، مؤكدا انه سينفذ فكرته قريبا وخلال العام الحالي، وسيكون ضمن الوفد الذي سيزور إسرائيل أناس من مختلف شرائح المجتمع، بينهم أكاديميون ومثقفون . وأشار باغستاني إلي أن السياسيين في الإقليم يتعاملون بحساسية مع موضوع العلاقة مع إسرائيل، مع أن التواصل مع الأكراد اليهود حق طبيعي بل وضروري للسكان, وعن ردود الفعل المتوقعة حول مشروعه، قال السياسي الكردي، سيؤخذ الأمر بحساسية، لكن ذلك لن يكون مشكلة كبيرة، والوقت كفيل بمعالجتها ، مضيفا أن أهمية مشروعه ستتضح في المستقبل، وأنه يأخذ تأثيرها علي المدي البعيد بنظر الاعتبار، دون أن يلتفت إلي انعكاساتها الحالية . وأكد أنه يفخر بعلاقته مع الإسرائيليين مؤكدا بأن تاريخها يعود إلي عامي 1969 و1970 . وكانت صحف محلية تصدر في إقليم كردستان العراق قد نقلت مؤخرا عن باغستاني تصريحات عن مشاركته في مراسيم الاحتفال بالعيد الستين لتأسيس إسرائيل، وأشارت إلي انه شارك بدعوة من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس. ويعتبر باغستاني من السياسيين الكرد الذين يثيرون جدلا بسبب تصريحاته وأفكاره وعلاقاته، ويعرف بهذا الصدد بصلته القوية بقيادة حزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة. ويترأس باغستاني اللجنة الدولية للأمن والتعاون الأوروبي ، وهي منظمة أجنبية لها مكتب في العراق، كما ترأس، حتي وقت قريب، مكتب الشمال لهيئة النزاهة العراقية.