بغداد : أفادت مصادر إخبارية اليوم الثلاثاء بأن قتالا عنيفًا اندلع بين قوات الأمن العراقية وعناصر ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة البصرة جنوبي العراق . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر أمنية أن عملية تجرى حاليا ضد الميليشيا وتحدث شهود عيان عن أعمدة الدخان وأصوات الانفجارات التي تستخدم فيها قذائف الهاون . وتفيد تقارير إخبارية بأن البوابة الشمالية للمدينة استقبلت مئات المدرعات والجيوش المدججة بالاسلحة، فيما هبطت طائرات امريكية في عدة مطارات في المدينة. وتأتي الاشتباكات عقب بدء عملية امنية أمر بها رئيس الوزراء نوري المالكي ضد عناصر جيش المهدي اطلق عليها اسم "ثورة الفرسان" ، فيما تفرض سلطات المدينة بالفعل حظرا مسائيا للتجول لأجل غير مسمى بسبب الموقف الأمني. وكان نوري المالكي وصل ظهر أمس الاحد إلى محافظة البصرة وعقد اجتماعا مع قادة الاجهزة الامنية ، وركز على بحث سبل تحسين الأوضاع الامنية في المحافظة. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن مصدر مسؤول من مكتب الشهيد الصدر في البصرة، إن مكتب الصدر يرفض الخطة الأمنية المزمع تنفيذها في البصرة إذا كانت الخطة تتضمن ملاحقة أنصاره. وأوضح على السعيدي القيادي في المكتب "نرفض الخطة الأمنية التي ستقوم بها القوات العراقية إذا تضمنت عمليات ملاحقة او اعتقال للتيار الصدري وجيش المهدي". وأضاف السعيدي "وفي حالة تطبيق هذه الخطة وفق ما حذرنا منه سنرد بقوة". وقال مصدر مسؤول في محافظة البصرة، إن رئيس الوزراء نوري المالكي وصل أمس إلى المدينة في زيارة للاطلاع على الوضع الأمني فيها. وأوضح شهود عيان أن قوات عسكرية بأعداد كبيرة دخلت البصرة عبر مداخلها الشمالية، وأن اسرابا من طائرات أمريكية هبطت في مطار المدينة. وقررت السلطات العراقية فرض حظر التجوال في مدينة البصرة ومنع سير المركبات وتوقيف الدراسة إلى حين صدور إشعار آخر. وأوضح بيان حكومي تلاه اللواء عبد الكريم خلف مدير العمليات في وزارة الداخلية أن " قيادة الدفاع الوطني قررت أن تفرض حضر تجوال على مدينة البصرة اعتبارا من الاثنين وحتى اشعار أخر وفرض حظر سير المركبات في جميع المناطق، ومنع دخول المركبات الى مدنية البصرة من جميع المدن، وتوقيف الدراسة في جميع المراحل". ويأتي ذلك في وقت رد فيه المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ علي ما اثير عن احتمال عودة القوات البريطانية الي مركز المحافظة لوقف اعمال العنف المستمرة بين الميليشيات الشيعية، انه ستتم اعادة هيكلة القوات الأمنية العراقية وتكثيفها في البصرة، وباشراف مباشر من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، من أجل مواجهة الجماعات التي تقوم بالتخريب في المدينة والتي لم يسمها. ونفي الدباغ الأنباء التي تحدثت عن عودة القوات البريطانية الي المدينة، وقال لا يوجد أي قرار في هذا الاطار، بل سيكون (هناك) تواجد عراقي صرف في البصرة ، لكنه اكد وجود خطط لإعادة هيكلة وتكثيف تواجد القوات الأمنية في البصرة جنوبي البلاد. وكانت قد ذكرت مصادر اعلامية غربية عن مصدر امريكي رفيع المستوي أن الولاياتالمتحدة أعربت عن أملها في عودة القوات البريطانية التي تتمركز علي بعد 10 كيلومترات من البصرة الي وسط المدينة لمكافحة العنف المتصاعد فيها . وفي ذات الوقت نفي المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة الاثنين الانباء التي وردت في وسائل الاعلام حول عودة القوات البريطانية الي تنفيذ مهامها في محافظة البصرة بناء علي طلب القوات الامريكية، ونقل المتحدث استعداد قواته لتقديم اي اسناد تطلبه قوات الامن العراقية، مؤكدا في الوقت نفسه تعرض قاعدة المطار خلال اليومين الماضيين الي هجمات بالصواريخ سقطت خارج محيط القاعدة دون ان تسفر عن اصابات. وتحتفظ القوات البريطانية حاليا بقوة تقدر بنحو (5250) جنديا في العراق، يعملون ضمن القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في البلاد منذ عام 2003. التيار الصدري يعلن العصيان المدني *********************** ومن جانبه ، أعلن التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر انه بدأ بعد ظهر الاثنين "الاعتصامات والعصيان المدني" في غرب بغداد احتجاجا على "تجاوزات بحق المدنيين" ، وذلك بعد مقتل ستة من عناصره قبل ايام في جنوب غرب العاصمة. وقال مسؤول في مكتب الصدر "نظرا لعدم استجابة الحكومة للمطالب الوطنية والمشروعة بدانا الاعتصام ". واضاف حمد الله الركابي المتحدث باسم مكتب الصدر "الاعتصام سلمي في مناطق الكرخ والناس يتجمعون في وسط حي الشعلة (شمال غرب) كما هو الحال في عدد من احياء غرب بغداد". وتابع "لا نرغم احدا على المشاركة ولا نطالب دوائر الدولة بالاغلاق انما هو اعتصام لمن يريد المشاركة". وكان التيار الصدري طالب الاحد "بوقف المداهمات العشوائية واطلاق سراح المعتقلين وتقديم اعتذار رسمي على ما جرى من تجاوزات وفي حال عدم تنفيذ هذه المطالب خلال 24 ساعة سيكون لنا خيارات عدة بالرد اهونها الاعتصامات والعصيان المدني". وكان التيار الصدري اتهم الاسبوع الماضي الحكومة العراقية بشن "هجمة وحشية" ضد انصاره بدعم "مباشر" من رئيس الوزراء نوري المالكي في مدينة كربلاء جنوب بغداد.