واشنطن : أكد مسئولون أمريكيون أنه رغم محاولات وإضعاف ودحر القاعدة في العراق، إلا أن التنظيم أبعد ما يكون قد اُجتث من جذوره، وأنه مازال نشطاً وفتاكاً وأنه هناك ليبقى. ونقلت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الأمريكية عن مصادر عسكرية إن الإستراتيجية العسكرية المنقحة التي ورثها قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، عند توليه المنصب منذ 13 شهراً، نجحت في تحقيق أهدافها الأساسية وهي تقليص قدرات التنظيم في إلهاب العنف الطائفي، الذي بلغ حداً دموياً في السابق. وقال قائد الكتيبة الأولى بفرقة المشاة الثالثة، الجنرال جون شارلتون:" التنظيم أثبت قدراته على البقاء والاستمرار رغم ضغوط العمليات العسكرية الأمريكية الشديدة". وأضاف بالقول :" لا يجب الاستهانة بالقاعدة ، تدهشني دائماً قدراتهم على التكيف وقابليتهم على التأقلم، يجيدون ذلك رغم أنهم فقدوا دعم السكان المحليين" . ومن جانبه شدد الجنرال ري أدرينوا، ثاني أعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق بعد انتهاء مهامه هناك في الرابع من مارس/آذار الجاري، على عزم المسؤولين الأمريكيين والعراقيين لاجتثاث التنظيم، إلا أنه أضاف منوهاً: "للأسف هذا التنظيم الإرهابي، سيبقى وعلى مستوى ما هناك". وتقدر الاستخبارات الأمريكية أن قوى القاعدة، التي وفدت للعراق مع الغزو الأمريكي عام 2003، تراجعت من 10 ألف عنصر، جراء الضربات المتتالية التي تلقاها التنظيم في معاقله الرئيسية في المناطق السنية، إلى أكثر من ستة آلاف عنصر. ورغم عدم سيطرة التنظيم على مدن محددة، إلا أن له جيوباً نشطة في وسط وشمالي العراق. وقال مصدران عسكريان، آثرا عدم الكشف عن هويتهما، إن معظم قيادات التنظيم، بجانب زعيمه أبو أيوب المصري، من الجنسيات العربية من: السعودية، وتونس، واليمن، وسوريا، والمغرب وليبيا. في سياق متصل ، قال قائد القوات الأمريكية في محافظ الأنبار، العميد جون كيلي، خلال موجز عبر الدوائر التلفزيونية مع البنتاجون أن التنظيم يملك التمويل الكافي للتنقل من المناطق التي يتعرض فيها لضغوط عسكرية. وأستطرد قائلاً: "نعتقد أنهم سيعودون إلى المنطقة التي يعرفونها أفضل من سواها"، في إشارة إلى محافظ الأنبار. ومن جانبه قال برايان فيشمان، خبير القاعدة في "مركز مكافحة الإرهاب" بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، إنه رغم افتقاد التنظيم ل"تركيزه الإستراتيجي" عقب مقتل زعيمه أبو مصعب الزرقاوي، إلا أن القاعدة مازالت تشكل تهديداً. وكان الزرقاوي قد لقي مصرعه خلال عملية عسكرية أمريكية في يونيو/حزيران عام 2006 ، مضيفا أن الوقت مازال مبكراً لإعلان انتهاء القاعدة هناك. وجاء في تقرير رفع إلى الكونجرس الأسبوع الفائت أن عناصر القاعدة مازالت "فتاكة للغاية" في شمالي العاصمة بغداد ومحافظة نينوى، ورغم أنها أقل فعالية عن السابق إلا أنها تمتلك القدرات لشن ضربات في أنحاء العراق.