قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن العديد من العراقيين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة من مياه وخدمات صحية والصرف الصحي، وأن الوضع الإنساني هناك من بين الأسوأ في العالم. وأوضحت الهيئة الدولية أن الغزو العسكري فاقم من تأثير الحروب السابقة والمعاناة التي خلفتها سنوات الحظر الدولي على البلاد. وذكرت أن قطاع الصحة من أكثر القطاعات التي تأثرت بشدة من تلك الأوضاع، وتفتقر المنشآت الطبية إلى الكوادر المؤهلة والأدوية الأساسية. ويقدر المسئولون العراقيون مقتل أكثر من 2200 طبيب وممرض وتعرض ما يزيد عن 250 منهم للاختطاف منذ عام 2003، ومن بين 34 ألف طبيب عراقي مسجل، غادر قرابة 20 ألف طبيب البلاد، وفق المنظمة الدولية. وقالت إن إمدادات المياه تراجعت منذ العام، ودفع الشح بملايين العراقيين على الاعتماد على مصادر مياه رديئة النوعية، وأن الأسر، الفردية الدخل، تنفق ثُلث دخلها الشهري، نحو 50 دولار شهرياً - على المياه فقط. وسلمت بياتريس ميغيفان روغو، رئيسة العمليات في اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتحسن الأوضاع الأمنية في بعض أنحاء العراق، إلا أنها طالبت بضرورة التركيز لتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية لتفادي تدهور الأوضاع الإنسانية إلى الأسوأ. تشكيك وفي شأن متصل، شكك تقرير أصدرته الأممالمتحدة السبت، بسلامة الوضع الأمني في العراق، مشيراً إلى أن التراجع الحالي في معدلات العنف وأعداد القتلى يعود إلى التعزيزات العسكرية التي دفعت بها الولاياتالمتحدة مؤخراً الأمر الذي يقود - بحسب التقرير - إلى التساؤل حول طبيعة التطورات التي ستحصل على الأرض بعد انسحاب تلك التعزيزات. ولفت تقرير المنظمة الدولية إلى أن تراجع العنف في بغداد رافقه تزايد في الهجمات خارج العاصمة، وخاصة في محافظة ديالى ومنطقة الموصل، التي تعتبر آخر معاقل تنظيم القاعدة خارج الأرياف في العراق. وجاء في التقرير الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة في العراق: "تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في جهودها لوضع حد للأعمال الإجرامية وسط تزايد عدم الاستقرار السياسي. وعلى الصعيد الأمني، أجمع مسئولون أمريكيون على أنه رغم ملاحقة القاعدة في العراق، إلا أن التنظيم أبعد ما يكون عن اجتثاثه من جذوره، وأنه مازال نشطاً وفتاكاً وأنه هناك ليبقى. وقالت مصادر عسكرية وحكومية أمريكية للأسوشيتد برس إن الإستراتيجية العسكرية المنقحة التي ورثها قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، عند توليه المنصب منذ 13 شهراً، نجحت في تحقيق أهدافها الأساسية وهي تقليص قدرات التنظيم في إلهاب العنف الطائفي، الذي بلغ حداً دموياً في السابق. إلا أن التنظيم أثبت قدراته على البقاء والاستمرار رغم ضغوط العمليات العسكرية الأمريكية الشديدة، وفق المصدر. وقال قائد الكتيبة الأولى بفرقة المشاة الثالثة، الجنرال جون شارلتون: "يجب عدم الاستهانة بهم (عناصر القاعدة).. هذا ما خبرته على مر الوقت."