بنغازي: تظاهر صباح الثلاثاء، أهالي ضحايا سجن بوسليم أمام مقر محكمة الشمال بنغازي مرتدين شارات سوداء ورافعين شعارات ونداءات ومطالبات وصور ذويهم الذين قضوا في حادثة مذبحة "بوسليم"، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للمذبحة. ووفقا لما جاء بجريدة "ليبيا اليوم" عبر الأهالي عن حجم مأساتهم بما رفعوه من شعارات وصور لذويهم ومطالبات ساندهم فيها لفيف من محامي بنغازي ومحامي الدفاع عنهم الذين كانوا قد رفعوا دعوى جنائية لدى مكتب النائب العام عن طريق مكتب المحامي العام بنغازي مطالبين فيها التحقيق في الحادثة وكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة. وذكر المحامي عبد الحفيظ غوقه أن رفع الدعوة الجنائية تعتبر هي الخطوة الأخيرة بالنسبة للأهالي في نضالهم من أجل كشف الحقيقة خصوصا بعدما كشفت الدولة عن مصير المعتقلين المغيبين لعقدين من الزمن بعد أن صدر حكم من القضاء بإلزام الدولة الكشف عن مصيرهم وتسليم الدولة شهادات وفاة خالية من ذكر الأسباب مع علم الكافة أن الوفاة في سجن بوسليم وفاة جنائية أي جريمة قتل وإبادة جماعية حصلت داخل السجن. وأضاف أنه من حق الأهالي تقديم شكوى لدى القضاء لفتح التحقيق في الحادثة "وهذا بالفعل ما قمنا بتقديمه للنائب العام باعتباره هو المسئول عن تحريك دعوة جنائية في الحادثة". كما أكد غوقه أن دعوة المستشار الخضار تعتبر قضية مقفلة من قبل الأهالي باعتبار أن قرار رفع الدعوة صادر من جهات عسكرية وله صلاحيات المدعي العام العسكري الذي لايجوزالادعاء المدني أمامه لكون أن المدعي المدني ليس لديه صفة يدعي بها بالحق المدني أمامه ناهيك عن كون الخضار لم يحرك شيئا في الملف منذ توليه لما يزيد عن سبعة أشهر كما أنه لم يصدر بيانا يوضح فيه أين وصل في التحقيق. ويواصل غوقة بقوله :" إن دورهم كمحامين أن يدافعوا عن الحق ويتضامنوا مع أصحابه أينما كانوا عن طريق قضائنا الوطني ". من جهة أخرى وضح المحامي رجب بالتمر دورهم كمحامين وهو التضامن مع كافة القضايا الحقوقية التي تهم الإنسان الليبي مبينا أنهم من خلال وقفتهم هذه يسهمون في الدور الفاعل لإظهار الحقيقة -على حد قوله. وأكد بالتمر أن وقوفهم مع أهالي الضحايا والاشتراك معهم في المطالبة بحقوقهم لكونهم أصحاب حق، واثقا في نزاهة وعدالة القضاء الليبي بأن يأتي ثماره بإصدار أحكام عادلة بشأن هذه الحقوق والمطالبات -حسب تعبيره، مكررا أهمية دور المحامين في التضامن مع كافة حقوق الإنسان الليبي. كما عبر المحامي طارق اغليو عن اعتزازه بهذه الوقفة الجادة من قبل الأهالي في المطالبة بحقوقهم، مؤكدا تضامنهم كمحامين مع الأهالي ومطالبهم في الكشف عن مصير أبنائهم والحقيقة، واعتبر أن وقفتهم كمحامين مع الأهالي تدعم قضيتهم وتساندها.