دبي: أعلنت شرطة دبي أنها تمكنت من كشف الغموض حول اغتيال القائد العسكري الرفيع في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح، مضيفة أن التحقيقات الجارية ستسهم في سرعة تعقب المشتبه بهم وتقديمهم إلى المحاكمة في أسرع وقت من خلال التنسيق مع سلطات الإنتربول الدولي. وذكرت مصادر شرطة دبي انه تم الكشفت ان معظم المشتبه بهم وأنهم يحملون جوازات سفر أوروبية وغادروا الإمارات قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثمانه في أحد فنادق دبي، حيث أكد المكتب الإعلامي لحكومة دبي نقلاً عن مسؤول أمني، إن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة ارتكبت على يد "عصابة إجرامية" متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات، مؤكدا أنه رغم سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، إلا أن الجناة خلفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم اعتقالهم في أقرب فرصة. وكان المبحوح وهو فلسطيني الجنسية دخل إلى دولة الإمارات بعد ظهر الثلاثاء الموافق 19 يناير/كانون الثاني الجاري قادماً من إحدى الدول العربية، وعثر على جثمانه ظهر اليوم التالي في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في خطبة حماسية أمام آلاف المشيعين امس في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق، ان المبحوح "رجل عظيم" حارب الإسرائيليين على مدى 30 سنة، حيث حذر الاسرائيليين الذين اتهمهم بقتل المبحوح من أن أبناءه سيقاتلونهم، وأن المقاومة ستستمر. وقال عضو المكتب السياسي ل "حماس" عزت الرشق انه ليس بوسعه كشف ملابسات مقتله، وان الحركة تعمل مع السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وذكر أن المبحوح كان عضواً مهماً في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة. واكد ان الكتائب سترد على مقتل المبحوح في التوقيت والمكان المناسبين، لكن حماس لن تسمح للاغتيال بأن يخرج الجهود الرامية لترتيب صفقة لتبادل الأسرى مع اسرائيل عن مسارها على رغم أن الصفقة تواجه صعوبات، مضيفا ان المبحوح ولد في قطاع غزة، لكنه كان يعيش في سورية منذ عام 1989، وانه اغتيل بعد يوم من وصوله الى دبي. وتابع أن المبحوح هو الذي دبر أسر اثنين من الجنود الإسرائيليين خلال الانتفاضة في الثمانينات، مع العلم ان الجنديين قتلا لاحقاً. وأضاف ان القوات الإسرائيلية سجنته مرات عدة وهدمت منزله في غزة بالجرافات. وكشف مصدر من "حماس" في غزة ان المبحوح كان قائداً ناشطاً حتى لحظة اغتياله، فيما ذكر مصدر فلسطيني آخر انه تم العثور على المبحوح ميتاً في غرفته في فندق في دبي. وكان المبحوح وضع مقاعد وراء باب غرفته كإجراء احترازي من رجل يشعر أن الاستخبارات الإسرائيلية تسعى الى قتله منذ 20 سنة، مضيفا أنه صدر أمر لاحقاً بتشريح جثته وعثر على آثار للسم في جسده.