إنطلاق المؤتمر السادس لفتح.. عباس يدعو حماس للاحتكام لصناديق الاقتراع ويتعهد بكشف أسرار اغتيال عرفات عباس اثناء كلمته بيت لحم: بدأ اليوم الثلاثاء بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية المؤتمر السادس لحركة فتح الفلسطينية والذي يعقد للمرة الاولى منذ 20 عاما، ولكن في غياب كوادرها في قطاع غزة بسبب منع حركة "حماس" لهم من السفر، كما تغيب أيضا عن المؤتمر فاروق القدومي عضو اللجنة المركزية لفتح بسبب الخلافات بينه وبين زعيم الحركة محمود عباس. وبعد تلاوة بعض آيات من الذكر الحكيم إيذانا ببدء المؤتمر، ألقى الرئيس الفلسطيني وزعيم الحركة محمود عباس كلمته والتي استهلها بتوجيه التحية لأعضاء الحركة في قطاع غزة الذين منعتهم حركة حماس المسيطرة على القطاع من السفر للضفة لحضور المؤتمر. وقال عباس: "هنا في هذه المدينة بيت لحم مهد المسيح وهمزة الوصل بين عاصمتنا الابدية القدس ومستقر ابو الانبياء خليل الرحمن، اوجه معكم التحية واشد على ايدي أبناء حركة فتح في قطاع غزة الذين منعهم الانقلابيون من القدوم للشق الاخر من وطنهم لحضور مؤتمرنا واقول لهم وهم صامدون في وجه القمع والتعسف وخاصة ان عددا كبيرا منهم في سجون حماس، إنكم معنا في كل لحظة.. عقولنا وقلوبنا معكم ..اطمئنوا الوطن سيبقى موحدا". وتابع عباس: " لقد اصر ابناء فتح أن يعقد المؤتمر في زمانه ومكانه لأن فتح حامية المشروع الوطني الفلسطيني ترفض ان يرتهتن قرارها للانقلابيين ، وفتح تؤكدد على اهمية انهاء الانقسام وأنها لن تسمح للظلاميين ان يواصلوا نهجهم التخريبي الذي يضرب المشروع الوطني الفلسطيني". ثم استعرض عباس الظروف التي مرت بها الحركة منذ مؤتمرها الخامس قبل عقدين وقال: " بعد سنوات طويلة مرت على انعقاد مؤتمرنا شهدت الاحداث والمخاطر تم تجاوزها .. بفضل الارادة والتصميم استطاعت فتح قيادة مشروع الوطن من البداية بجدارة لتواصل مشوارها تحت راية منطمة التحرير حتى تؤسس دولتنا الفلسطينية.. عقود مضت قدمت فيها شهداء ومصابين ومعاقين على درب الحرية ". وأضاف:" إن مجرد استمرار الحركة رغم كل ما مر بها من مؤامرات هو شئ يصل إلى معجزة غير انه بعدالة قضيتنا .. تمكننا من الثبات ونحن على يقين من حتمية الانتصار ". وتابع قائلا:" أوشكت قضية العصر أن تتلاشي في خضم بحر عربي متلاطم" ، داعيا الى استعادة الهوية والحقوق الفلسطينية.
واوضح عباس في الماضي "كان الفسطينيون رغم اختلافاتهم يتحدون في حلم الرجوع الى الوطن والحنين اليه الا ان هذا التنازع جعل القضية الفلسطينية ملحق ضعيف وجسم ضعيف " ، موضحا انه بهذا التنازع " قفد نسيت قضيتنا الاساسية تماما"، في إشارة الى الانقسام الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس . وتابع :" اتذكر اليوم الاحداث التي مرت علينا عامي 63 و64 اعتز بالقرار انني كنت الى جانب اخي الشهيد ياسر عرفات فنحن الاثنين اصحاب الصوتين المرجحين لقرار انطلاقه حركة فتح .. انطلاقة الثورة الفلسطينية". واضاف:" اجتماع اليوم ليس صدفة فنحن نجتمع اليوم في ذكرى ميلاد الشهيد ياسر عرفات وايضا في ذكرى المؤتمر الخامس للحركة ، عرفات كان من الميلاد حتى الممات ظاهرة لايجاور الزمان بمثلها كان يحمل فلسطين في قلبه وبريق عينيه" ، مشيرا الى ان عرفات اخذ على عاتقه مهمة تنفيذ قرار 64 . واستعرض الرئيس الفلسطيني وزعيم فتح في معرض حديثه تاريخ إنشاء الحركة وانطلاق شرارة كفاحها على يد الرئيس الراحل ياسرعرفات ، ونجاح اول عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي وقال : " نحن على بداية الطريق ، عندما نعقد مؤتمرنا السادس في ارض فلسطين ". وتحدث عباس عن الشكوك التي تطلق على حركة فتح قائلا: " منذ الانطلاق وحتى يومنا والشكوك تبث حولنا والاتهامات تدور حولنا فكثير نسمع انكم تورطون الدول العربية في حرب لم ياتي زمانها ولم يقرر مكانها .. في البداية استشهد من استشهد تارة بفعل فتنة داخلية وتارة على ساحة مواجهات مع اسرئيل فزاد التفاف الشعب حولنا ".
وأشار عباس إلى أن ياسر عرفات دخل الضفة الغربية مرتين اثناء وجود القيادة الفلسطينية بالخارج . وتابع : " جاء زلزال هزيمة حزيران (يونيو) وادى إلى اذي لانزال الأمة تعاني من تداعياته ، فهزيمته اوصلت امة بكاملها الى هاوية الانهيار المعنوي فاصيب العالم الاسلامي بنكبة وسموها نكسة، وبحثت عن ابو عمار (ياسر عرفات) فلم اجده الى ان جاء بسيارة "فولفاسجن" كانت تملكها حركة فتح في حركة تمويه ونزل باللباس العسكري، فقلت له" لقد انتهى كل شئ وانهزمنا فقال انهزموا ولم نتنهزم سنتستمر" وبالفعل استمر ومن هنا كانت زيارته للضفة مرتين في تلك الحقبة ". واستطرد: " كانت فتح مطالبة بتعويض وإبعاد شبح اليأس عن أمة بكاملها ، فكان (عرفات) يرفع معنوياتنا وعاجل الاحتلال بمعركة ناجحة توجت بمعركة الكرامة .. كان هناك هدنة ونكسة ونكبة والجميع يلملم جراحه لكن بعد المعركة نهض الجيش الاردني في معركة الكرامة ورأت الجماهير العربية دبابات اسرائيلية محترقة فكانت بارقة الامل ولفتت انتباه العرب، وقال عنها الزعيم المصري جمال عبد الناصر (إن الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى) وهي اول مرة نسمع زعيم عربي يقول هذا لاننا كنا نحارب ، واضاف عليهاعرفات كلمة اخرى و"لننتصر" .
أخطاء فتح وأشارعباس لبعض أخطاء الحركة قائلا: " بعد الكرامة زاد انتشار فتح وخرجت فصائل جديدة شاركت في الكفاح الوطني .. قادت فتح تلك الحقبة بكثيرمن الذكاء و برزت اخطاء وكانت هناك اجتهادات غير موفقة وفرت فرص نموذجية لخسارتنا لكثير من المواقع اهمها خسارتنا للجغرافية الاردنية .. مررنا بمحطات صعبة حتى صلنا الى ما وصلنا له اليوم حيث الاعتراف العربي والدولي بنا ودخولنا الى منظمة التحرير الفلسطينية ". وتابع: " في 1969 فرضت علينا الظروف ان ندخل منظمة التحرير وفُرض على ياسر عرفات ان يكون رئيسا للمنظمة ورئاسة تنظيم فتح وبكى وقال لا اريد هذا الموقع .. اريد العمل والقتال.. ومثلما كانت حركتنا رائدة في الكفاح المسلح كانت رائدة في الواقعية السياسية، مسلحين باستراتيجية القرار الفلسطيني وامتلاك الوعي والقدرة وحسن الاداء السياسي". وقال عباس:" في عام 69 اطلقنا شعارا أربك العالم وأربك إسرائيل وهذا الشعار هو "الدولة الديمقراطية الفلسطينية" التي يعيش فيها الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات وهذا الشعار عمل أرباك في إسرائيل"، ومعناه " لانريد ان نلقيكم في البحر نحن نريد ان نتعايش معاكم ونقبلكم وتقبلونا ". وحول تاريخ حركة فتح ابان الحرب في لبنان عام 82 ، قال عباس:" من المحطات الهامة في تاريخ الحركة تجربتنا النضالية خلال الثورة في لبنان، فعندما وصلت قواتنا الشعبية هناك وتوطدت علاقتنا وتوسعت دائراتها ،قام الجيش الإسرائيلي بالاقدام على غزو لبنان عام 1982 ،في حرب استمرت 88 يوما ، مشيرا الى ان ياسر عرفات قاد هذه الحرب استراتيجيا". وتابع قائلا:" هذه الحرب لابد ان نعرف ما الذي حصل قبلها، ففي 15/7/1981 عقدت هدنة لاول مرة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذه الهدنة بسبب القتال الذي كان يحدث في جنوب لبنان، حيث ضربت "نهاريا" لمدة 15 يوما ، مما تسبب في إصابة عدد من الإسرائيليين، فطلب مناحم بيجن رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتها من أمريكا التوسط للتحدث الينا وتم ذلك بالتنسيق مع الاشقاء العرب". واضاف:" قال بيجن " اطلبوا من هذا المجنون عرفات ان يتوقف وطالب بهدنة، وفعلا تم اجبار بيجن على ان يعلن هدنة وعندما سئل كيف تعمل مع هؤلاء قال انا" لااحارب اشباحا" وعقدت الهدنة في عام1981". وتابع قائلا:" استمرت الهدنة في جنوب لبنان ولكن لم تستمر على باقي الجبهات واستمر القتال وبدا الاسرائيليون يشعرون انهم وقعوا في المصيدة، فقال أحد الناطقين الاسرائيلين ،نحن لن نلتزم بالهدنة اذا اصيب اسرائيلي في لندن سنعتبر انفسنا في حل من هذه الهدنة". واستطرد:" بعد يومين من هذا التحذير أطلق الرصاص على السفير الاسرائيلي في لندن وبدا الاجتياج على جنوب لبنان وغزة"، وتساءل عباس " من الذي اطلق النار على السفير الاسرائيلي في لندن وهل هي مؤامرة؟". واضاف:" في السبعينات حصلنا على قرار ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكان هذا قرار تاريخي يسجله الاشقاء العرب دعما للقضية الفسلطينية ، و من المحطات الهامة ايضا الحقبة التونسية.. فقد جري على ارض تونس اول لقاء فلسطيني امريكي عام 89 بعد مبادرة السلام التي اطلقها المجلس الوطني الفلسطيني". اتفاق أوسلو ودافع الرئيس الفلسطيني عن اتفاق أوسلو، وقال" إنه لم يكن اتفاقا سريا ولكن المفاوضات فقط كانت سرية اما المبادئ التي أقرها فقد عرضت على اللجنة المركزية ووافقت عليها وعرضت على اللجنة التنفيذية ووافقت عليها وعرض على المجلس الثوري وتم اقراره". وقال عباس : " لم نذوق او نجمل الاتفاق بل كان انجازا سياسيا يتطلب المتابعة والتنبيه لامكانية ان يتعرض للانهيار ، فمنذ البداية كان هناك رافضين للاتفاق داخل إسرائيل من حزب العمل واليمين، وما أن لاحت الفرصة انقضوا عليه ، فتم إفشال الاتفاق بسبب اسرائيل ". وتابع : " لكننا حققنا أمورًا كبيرة اهمها اقامة اول سلطة وطنية على الارض الفلسطينية وقد وفر هذا الفرصة لعودة الالوف من المنافي الى الوطن لاننا نؤمن ان البقاء على الوطن في سيادة ناقصة او معدومة افضل من المنافي فعلى الانسان ان يحصل على هوية وطنه ويعيش اين يشاء ، فحصلنا على هوية لكن حقوقنا لازالت ناقصة ، لقد اعدنا 350 الف فلسطيني للارض واصبح لدينا جواز سفر معتمد في كل دول العالم يمكن اكثر من جوازت أخرى يتم منعها أحيانا ". وتساءل عباس : " كيف نحول الحكم المحدود إلى دولة ؟ .. بإصرارنا وتصميمنا ووحدتنا .. وحدتنا مع حماس ايضا فنحن مصممون على الوحدة ، هم موجودون وجزء من الشعب وعليهم ان يفهموا ان الجزء يكمل الجزء الاخر ولا ينفيه وهم يحاولون ان ينفوا الجزء الاخر ". واعترف زعيم حركة فتح بتراجع حركته خلال الفترة الماضية ، وقال :" تراجعنا على عدة أصعدة ودفعنا حياة عرفات وما اغلاه من ثمن في حصار ظالم ، ولن نتوقف عن التحري وجمع الادلة لمعرفة اسباب الوفاة ومواصلة الاتصال بالدول الصديقة لمساعدتنا في الامر وقد أسسنا مؤسسة كاملة ذات امكانيات لمتابعة الامر ". وقال عباس في إشارة لتصريحات فاروق القدومي عضو الدائرة السياسية لمنظمة التحرير التي اتهمه فيها بالتورط في اغتيال عرفات : " لن ينفع البعض المتاجرة او استغلال هذا الدم الطاهر ، لن اكمل على هؤلاء ان يغلقوا هذا الباب وأقل ما تقوله .. عيب". وتابع عباس: " فنحن لسنا ملاك وكل افعالنا ليست صواب وعلينا الاعتراف باخطاءنا ،فاداءنا الضعيف جعلنا نخسر انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 وخسرنا غزة واوشكنا على خسارة ما تبقى من الضفة لكني اقول إننا قاومنا وصمدنا وبادرنا وحافظنا على السلطة وعملنا لتوفير الامن لمواطنينا ، وهو امر كان يستحيل بسبب فلتان الامن وتدخل اسرائيل". وأضاف:" لا شك أن غزة جريحة وتعاني آخر ما عانته هو العدوان الإسرائيلي الأخير عليها في 27 ديسمبر الماضي ، في حرب ظامة استهدفت المدنيين والمستشفيات والمدارس والمساجد بالإضافة إلى الحصار، ولكن السلطة الفلسطينية لم تتوقف لحظة عن اداء واجباتها تجاه اهلنا في غزة ولن تتوقف ؛ فنحن نحن نقدم لغزة 52 بالمائة من الميزاينة وهو ليس منة ولاكرم بل هو من اجل شعبنا فنحن مضطرون ويتجب علينا ان نطعمهم قبلنا لأنهم يعانون الكثير". وتحدث الرئيس الفلسطيني عن المشاريع الاقتصادية التي تم تنفيذها وقال :" نعلم ان كل ما نفعله يظل عرضة للتآكل بدون الحل السياسي ، نسعلى لحريتنا اولا واخيرا وحين يحاول نتنياهو تحريف انظار العالم من خلال طرح بدائل اقتصادية عن السياسية . وأضاف "ان الهدف الاسمى هو الاستقرار وحسم كل الملفات وفي مقدمتها اللاجئين ، فهم (الإسرائيليون) لا يمنون علينا فهناك قضايا ستة رئيسية هي القدس والمستوطنات (التي اعتبرها كلها غير شرعية) ، والحدود واللاجئيين والمياه والأمن، ونضيف لها قضية اخرى أننا لن نتوقع حلا دون تبييض السجون الاسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين . السلام مع إسرائيل ونفى عباس أن يكون الجانب الفلسطيني أضاع فرصة تحقيق السلام مع إسرائيل خلال اتفاقية كامب ديفيد ، قائلا:" لم يقدم الجانب الإسرائيلي عرضا واحدا ، هل يمكن لقضية عمرها 60 سنة أن تحل 16 يوما ، لم يعرض علينا شيئ ، نحن مستعدون لقبول اي اقتراحات نسمعها ونجادل فيها وان وجدنها مناسبة". وأضاف " منذ اجتماع أنابوليس في الولاياتالمتحدةالأمريكية قطعنا أشواطا في المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي يريد أن يمسحها رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو تماما". وأوضح " اتفقنا على تثبيت كامل بمحاضر الجلسات أن الارض المحتلة هي غزة والضفة الغربية وبينهما ممر ، ويعني القدس ، البحر الميت ، نهر الاردن ، المناطق المنزوعة السلاح على 67 ، هذا كلام مثبت ، الا ان نتنياهو يقول الان القدس الموحد لاسرائيل ، فضلا عن الاستيلاء على مساحة كبيرة من البحر الميت ، كما انهم يقومون ببناء المستوطنات ". وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن القدس تتعرض لحملة بشعة لطمس عروبتها وشهدت الاشهر الأخيرة تكثيف النشاطات الاستيطانية وهدم المنازل ، محاصرتها بسلسلة من المستوطنات ضمن خطة تطهير عرقي تريد دفع المواطنين خارج مدينتهم. وشدد عباس أن بلاد لن تتمسك بخيار السلام مع إسرائيل ، وتقف عاجزة أمام الانتهاكات المدمرة لهذه العملية ، نحن نحتفظ بالحق الأصيل في المقاومة المشروعة التي يكفلها القانون الدولي. وأكد رئيس السلطة الفلسطينية " منذ اعلان عرفات الاستقلال عام 88 رفضنا الارهاب ، نرفض وصف كفاحنا المشروع بتهمة الارهاب".
وقال عباس " الدولة الفلسطينية أضحت موضع إجماع دولي ، لذا فإن قيامها على جميع الأراضي المحتلة أصبحت مسألة وقت ، بل أن إسرائيل هي التي تقف معزولة. حماس تضع العقبات ودعا أبو مازن حركة "حماس" إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع من خلال الانتخابات التشريعية والنيابية ، من أجل انهاء الأزمة التي اندلعت بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 ثم سيطرتها على قطاع غزة عام 2007. وأضاف عباس " طالبنا من الدول التي لها قنوات اتصال مع حماس اقناعها بالاحتكام للانتخابات ، ولكن دون فائدة دائما ما يضعون العقبات والعراقيل". وأشار عباس إلى أنه سلم السلطة بيده إلى حماس عقب فوزها بالانتخابات التشريعية ، مشددًا أنه كان من صلاحياته عدم الموافقة على تولي إسماعيل هنية أو غيره رئاسة الحكومة . وقال عباس "منذ اليوم الأول لوصول الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى أرض الوطن، كان النداء الاول للحوار موجه للشهيد أحمد ياسين .. قال فيه اتوجه إلى أخي ورفيق دربي أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) ، من أجل ان نتعايش ونعمل سويا ونتوحد على الفكرة ، الا ان كان رد حماس الدائم .. نحن أحرار". وتابع :" ارسيت خلال حكوماتي علاقة موضوعية مع حماس عقب لقاءات مع الشيخ ياسين وعدد آخر من المسئولين ، وقمت فور فوزهم بالانتخابات بتسليمهم السلطة رغم رفضهم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية". ومضى عباس بالقول " وقعنا اتفاق مكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ، وعند استار الكعبة وقعنا اتفاقا ، وفي ذلك الوقت كانوا يضعون المتفجرات في طريق صلاح الدين وفي بيتي لنرى النوايا، ومع ذلك كلنا نستمر بالحوار ، لإننا نؤمن أن الحوار هو الاساس ". واستطرد " رغم تعاملنا مع الانقلاب بمنطق الحرص الا تغرق غزة في بحر من الدم ، وحسمنا أمرنا ان تظل لغة الحوار هي الارقي ، رغم رؤيتنا لاعدامات تم تنفيذها بحق مناضلينا ، وسمعنا عبارة "دعني يا أخي ادخل بي الجنة ، باعتبار اننا كفار وهم مؤمنين والله لن تطأ اقدامكم الجنة". وحول رعاية مصر للحوار بين حركتي حماس وفتح ، قال عباس "صبرت مصر كثيرا من أجل انجاح الحوار ، ولم تجني سوى السب من جانب حماس ، فاثناء الحرب على غزة بادرت مصر الشقيقة برعاية الحوار، اعتقد ان مصر تاريخا وحضارة وحاضر تستحق منا كل التقدير والاحترام لاسباب كثيرة". وأضاف "كانوا يقومون (حماس) بسب مصر والاردن ، وكأنهم هما الذين جاءوا بالعدوان ، ولا يقولون سوى افتحوا معبر رفح ، مصر ليست هي التي تغلق رفح ، فهم تحملوا معنا الكثير". ومضى بالقول :" رغم كل ما قيل عنهم وسمعوه ، الا انهم يؤمنون أن قيام دولة فلسطين استكمال استراتيجي لوجود مصر ، وهم يرفعون شعار الحوار ولن يتوقف لحظة واحدة من أجل انجاح هذه المهمة. الديموقراطية والتعددية وفي ختام كلمته أثناء المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، قال عباس "إن الجميع يترقب نتائج مؤتمرنا باهتمام بالغ ، فكونه ينعقد كانت معجزة ، فضلا عن انعقاده على أرض الوطن فهذه معجزة ثانية ، إلا ان النتيجة هي أهم من هاتين المعجزتين" . وأضاف "هذا المؤتمر يشكل منصة لانطلاقة جديدة بعد انطلاقة 65 ، 68 ، الان رغم انه سبقته مراحل كثيرة ، الا ان مؤتمر 2009 يشكل انطلاقة جديدة هل نحن قادرون عليها". وتابع "نسعى لمجتمع فلسطيني يرفض اي شكل من اشكال التمييز بين الذكور الاناث ، يعتمد على تكريس التعددية والديمقراطية ، قائم على تداول السلطة ، وقبول الراي الاخر ، كي تكن فلسطين مصدر للاشعاع الحضاري توفر الامن والامان لمواطنيها".
وقال "مؤتمرنا هذا يوفر فرصة نادرة لتنطلق من خلال جلساته ورشة عمل حقيقة تسعى لتطوير بنية الحركة الداخلية ، وفق للتطورات التي طرأت خلال العقدين ، والبحث عن كل ما هو اكثر ملائمة لنضالنا". وشدد على أهمية انعقاد المؤتمر بشكل منتظم " أخطأنا طوال ال20 سنة الماضية لعدم انعقاد المؤتمر ، فتراكمت المشاكل والأخطاء ، لذا يجب الحفاظ على انعقاد بشكل منظم". وطالب عباس بالاهتمام بدور المرأة ودعم وصولها إلى صدارة الهيئات ، فضلا عن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ، وقطاع الشبيبة والطلبة ، يجب ان يكون هناك اهتمام أكبر بهم نحن اصبحنا بين الحاضر والماضي. وتابع:" علينا ان نولي الاهتمام الفائق بالشعب في المنافي والشتات وخاصة في المخيمات وان نضع الصيغ والخطط لملائمة للعمل معاهم في مختلف انحاء العالم". وختم كلمته بالقول:" إنكم تعقدون هذا المؤتمر على أرض الوطن من أجل استنهاض فتح ودون هذا الاستنهاض لن نحقق الانتصار على ما ينتظرنا من تحديات .. بانضباطنا ننتصر ، وبوحدتنا ننتصر، وبمنظمة التحرير ننتصر ، بالتمسك بالبرنامج الوطني ننتصر، بإعلان ياسر عرفات وجورج جبش ومحمود درويش ،وبإصرارنا على المشوار الوطني ومبادرة السلام الفلسطينية ومبادرة العربية ننتصر، ونقول لعرفات نم قرير العين بين الشهداء والصديقين، فإخوانك يكملون المشوار لكي يتحقق حلمك بان يرفع شبل فلسطيني العلم على القدس والعهد هو العهد والقسم هو القسم". وكان أعضاء المؤتمر توافدوا على قاعة ترسينطة بالقرب من كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وتزينت القاعة منذ الصباح الباكر بالأعلام الفلسطينية، فيما بدت الترتيبات الأمنية حول القاعة، حيث انتشر المئات من أفراد الأمن في الشوارع الرئيسة وعلى المفترقات لحفظ أمن المؤتمر والمؤتمرين. كما علقت داخل القاعة اليافطات التي كتب عليها شعارات مثل: " المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، لا أمن ولا سلام في ظل الحصار، ليرفع الحصار عن غزة، لا تفريط بحق العودة ". وعلقت كذلك داخل القاعة العشرات من صور القادة الفتحاويين الشهداء. ويشارك الفا مندوب عن الحركة في المؤتمرالذي يعقد للمرة الأولى خلال عشرين عاما، وسيتبنى في نهاية الأيام الثلاثة برنامجا يميز فتح عن حركة حماس من حيث تبنيه الحل القائم على الدولتين والاعتراف بإسرائيل. وينص القانون الداخلي للحركة على عقد مؤتمر كل خمس سنوات، ولكن الزعيم الراحل ياسر عرفات أجل عقده أكثر من مرة بسبب ظروف معينة، منها توقيع اتفاق أوسلو، ولكن بعض المحللين يقولون إن الدافع وراء التأجيل كان تجنب تحدي سلطته من قبل عناصر داخل الحركة. وتدعو مسودة البرنامج الجديد للحركة الى تبني أشكال جديدة من المقاومة، كالعصيان المدني احتجاجا على النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية وبناء الجدار العازل. وتبقي المسودة خيار "الكفاح االمسلح" مفتوحا في حال فشلت محادثات السلام مع إسرائيل، كما لا تستثني إعلانا أحادي الجانب لتأسيس الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عشية المؤتمر قائلا: "نأمل أن يسمح جيراننا (إسرائيل) بالتوصل الى سلام يمكننا من بناء دولتنا التي ستعيش جنبا الى جنب مع دولتهم بأمن وسلام". أهداف المؤتمر في غضون ذلك، أكد عضو اللجنة المركزية لفتح ومفوض التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع "أبو علاء"، في تصريح لجريدة "الوطن" السعودية, أن عقد المؤتمر بات حقيقة, مشيرا إلى أن الحركة تنظر إلى أن يحقق المؤتمر 3 أهداف رئيسية وهي, أولا وحدة الحركة, وثانيا التأكيد على الثوابت الوطنية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة, وثالثا انتخاب قيادة تكون قادرة على تحمل أعباء المرحلة القادمة. واعتبر أبو علاء، الذي يرأس وفد الحركة إلى حوار القاهرة مع حماس، أن الإشكالية الرئيسية الآن هي أن حماس حتى اللحظة لم تسمح لأعضاء المؤتمر من قطاع غزة بالوصول إلى الضفة الغربية للمشاركة في أعمال المؤتمر, مشيرا إلى أن الاتصالات ما زالت متواصلة مع الحركة من خلال عدد من الدول بينها سوريا ومصر وتركيا لإقناعها بالتراجع عن موقفها. كما أكد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد أن الاستعدادات لعقد المؤتمر انتهت تقريبا. وشدد الأحمد, في تصريحات نشرها الموقع الخاص بالمؤتمر, على أن حماس من خلال منع مغادرة كوادر فتح في غزة تمارس أبشع صور الابتزاز وتتصرف كعصابة وليس كفصيل وطني فلسطيني، مشيرا إلى أنها بذلك خرجت عن كل قواعد العمل والتقاليد الفلسطينية. وأكد أنه في حالة منع حماس أبناء القطاع من المشاركة في المؤتمر السادس فإن كل جولات الحوار الوطني تصبح في ذاكرة النسيان. البرنامج السياسي لفتح على صعيد آخر، ذكرت تقارير صحفية ان برنامج فتح السياسي، الذي أوصت به اللجنة المركزية، سوف يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وفق القانون الدولي، بما فيها "الكفاح المسلح". لكن فتح ستؤكد "رفضها لضرب المدنيين وإرهابهم، كما سترفض فوضى السلاح وسوء استخدامه والفلتان الأمني". كما تؤكد حركة فتح على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحق لاجئيه في العودة والتعويض". ويرفض البرنامج السياسي لفتح "الاعتراف بالدولة الإسرائيلية كدولة يهودية، كما يرفض فكرة دولة مؤقتة. وفي ما يخص المفاوضات، ستؤكد الحركة وتبحث عن بدائل للمفاوضات مع إسرائيل في حالة فشلها، بما في ذلك الإعلان من جانب واحد عن دولة فلسطينية في حدود 67". ويتضمن البرنامج السياسي فقرة تقول إن فتح "رفضت وترفض واقع اللاحرب واللاسلم الذي تحاول إسرائيل فرضه"، وتؤكد "التمسك بخيار السلام دون الاقتصار على المفاوضات لتحقيقه، ولذلك نريد استعادة المبادرة لكسر الجمود". وستعلن فتح عن تمسكها باستمرار المفاوضات مع إسرائيل في نطاق المبادرة العربية وقرارات الأممالمتحدة، لكنها "ستصر على تحديد إطار زمني للمفاوضات والمطالبة بوقف الاستيطان، وذلك كشرط لاستئناف المفاوضات، وتأكيد رفضها لتأجيل النقاش حول قضية القدس واللاجئين إلى المرحلة النهائية". ويتضمن البرنامج الجديد أيضا تكثيف الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل ولمنع دول عربية من تطبيع علاقاتها معها قبل العودة إلى حدود 67. وستناقش فتح إدخال تعديلات على برنامجها، بما في ذلك الدعوة إلى مرافقة المفاوضات مع إسرائيل بتصعيد شبكة المواجهات السلمية ضد الاستيطان والجدار العنصري، وبناء أحياء عربية في شرقي القدس.