عاصم الدسوقي: أمريكا قفزت على الربيع العربى لتصعيد الإسلاميين وتقسيم الشرق الأوسط مارجريت تاتشر تجسست على وزرائها بمساعدة كندا أمريكا رفضت تقنين الاتحاد الأوروبي لاستخدام آليات التجسس يكشف كتاب "الآذان المترصدة.. كيف يتجسسون عليك: الجيل الرابع من الحروب"، تأليف نيكى هاجر وترجمة رحاب منير صالح، الذى جرت مناقشته ضمن محور "كاتب وكتاب"، مجموعة من الحقائق عن السلام المزعوم الذى يسوقونه إلى العقول العربية. شارك فى مناقشة الكتاب، د. عاصم الدسوقى والصحفية جيهان شعراوى وأدارها الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ المعاصر بكلية بنات عين شمس، الذى بدأ قائلا: نحن أمام عمل جدير بالمناقشة لأنه يضع أيدينا على ما يحاط من حولنا ونحن فى غفلة، ولذلك نحن فى اشد الحاجة للمعرفة. وقالت رحاب منير مترجمة إن فكرة ترجمة الكتاب جاءت من خلال مكالمة من صديقتها الصحفية "جيهان شعراوى" لتحدثها عن مقالات لكاتب أجنبى يتحدث فيها عن محطة تجسس فى صحراء النقب، لافتا إلى أنها تهتم بترجمة مقالات سياسية لمركز الأهرام الاستراتيجى، بالإضافة إلى مقالات عن التجسس. وأشارت إلى أن السياسة والتاريخ لا ينفصلان، ولذلك قامت بقراءة مقالات الكاتب الأجنبى، وهو كاتب نيوزيلندى كتب عدة مقالات عن محطة تجسس فى الصحراء النقب على حدود مصر وإسرائيل، مهمة المحطة التجسس على جميع المكالمات التى تتم فى العالم، وأوضحت المترجمة أنها تواصلت مع الكاتب وتم الاتفاق معه على ترجمة كتاب له بعنوان "القوى الخفية". وأوضحت المترجمة أنها اهتمت بترجمة الكتاب، الذي يتحدث عن وكالة أمريكية، هي وكالة الأمن القومى الأمريكية التى تتجسس لما يخدم مصالحها، أما فى جزئه الثانى فيتضمن الكتاب التجسس وكيفية تطبيقها على الواقع. ومن جانبها قالت جيهان شعراوى والمشاركة أيضا فى ترجمة الكتاب أنها أثناء بحثها عن التجسس الحديث وجدت كاميرات يمكن تركيبها فى أجنحة طائر يطير لمسافات بعيدة ويستخدم للتجسس باعتباره لن يثير الريبة لأى أجهزة رصد. وأوضحت أنها توصلت إلى الكاتب الأجنبى من خلال مقال نشر فى جريدة عربية عن كاتب نيوزيلندى تحدث عن قاعدة تجسس تقع فى النقب على الحدود بين مصر وإسرائيل تم إنشائها فى السبعينيات، وكانت مهمتها رصد كل الاتصالات التى تمر فى المنطقة وكانت الأقمار الصناعية وقتها تستخدم بشكل عسكرى وليس تجارى، وعندما بحثت عن أعمال للكاتب النيوزيلندى وجدت له مجموعة من الكتب والدراسات والمقالات فى هذا التخصص ووجدت كتابه بعنوان "القوى الخفية" والذي يتحدث عن منظومة تجسس كان لها الأثر فى نهاية الحرب العالمية الثانية لصالح أمريكا ودول الحلفاء. وتابعت: وجدت أن الكتاب يوضح أن لدينا فى الدول العربية فقر شديد عن هذه المعلومات ولا تتعدى بعض التكهنات والأساطير وبعض الاختراعات الأسطورية، فبحثت عن الكاتب وتواصلت معه وكنت أول عربية تتصل به رغم اتصال كثيرين من إسرائيل به بمجرد نشر الكتاب عام 1996، وذلك لأن إسرائيل كانت ترغب فى أن تظل متكتمة على المحطة. واخترت كتابه "القوى الخفية" وهو كتاب تسبب فى أزمة فى الاتحاد الأوروبى وبدأ وقتها الاتحاد فى فتح تحقيقات أمنية حول هذه المنظومة ومدى أخلاقيات استخدامها. ومن ضمن ما يكشفه الكتاب مدى سيطرة منظومة الأمن القومى الأمريكية على تطبيقات المحمول والكمبيوتر حيث أنه غير مسموح للشركات بأن تؤمنها بشكل كامل حتى يكون من حقها التجسس عليها. وتحدثت "شعراوى" عن أحداث 11 سبتمبر وكيف تمكنت أمريكا من العودة إلى المكالمات الخاصة للمشاركين فى العملية. وأوضحت أن أمريكا استغلت أحداث 11 سبتمبر لإجهاض عمليات تقنين حالات التجسس التي حاول الاتحاد الأوروبي تطبيقها. كما تحدثت عن قصة المستشارة الألمانية "ميركل" وكيف كانت غاضبة لأن تليفونها تم التجسس عليه، فى حين أن الكتاب يكشف أن ألمانيا تشارك فى منظومة التجسس وعلى أراضيها محطات تجسس تابعة لمنظومة التجسس على الدول العربية، ويتضح من هذا أن كل دول العالم تتفق على أن التجسس مسموح به على الجميع باستثناء بعض المسئولين بالعالم. ولفتت " شعراوي" إلى أن الكتاب يرصد العمليات التى تمت بالفعل ونجد أن "مارجريت تاتشر" فى انجلترا كلفت الفرع الكندى من المنظومة لتراقب مجموعة من الوزراء لديها لتعرف مدى ولائهم لها ولم تستغل محطات التجسس فى بلدها حتى لا تتعرض للمساءلة وبذلك تحتال على القانون . وقالت "شعراوى" أنه من خلال الكتاب نكتشف أنه عندما رفضت نيوزيلندا دخول بعض السفن الأمريكية النووية قررت أمريكا معاقبة نيوزيلندا فاستخدمت بعض المعلومات الخاصة بعملية إرهابية قام بها فرنسيين لضرب سفينة على شواطئ نيوزيلندا وكانت أول عملية إرهابية فى هذه البلد الهادئة حتى تعود لتنفذ لأمريكا ما تمليه عليها. من جانبه قال الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب أن الكتاب جزء فى سلسلة لها مغزى وهى أن الكتاب يتعلق بآليات التجسس فهو لا يقدم لنا معلومات التجسس ولكن يريد أن يعرفك أنك تحت الرقابة وأنك تعيش فى غرفة دون سقف. وتحدث الدسوقى عن طالب أمريكى كان يقوم بعمل رسالة دكتوراة عن مصر وتواصل معه ثم اختفى وتوقف عن الاتصال به ثم عاد ليتصل به وعندما قابله قال للدسوقى إنه ترك الدراسة ويعمل فى هيئة المساعدات الأمريكية فى ميدان التحرير من أجل خدمة الأمن القومى فى بلده خاصة وأنه كان على دراية كبيرة باللهجة المصرية. وأكد الدسوقى أن ما قيل عن مسرب وثائق ويكليكس أنه قد قام بالسطو على أجهزة الاستخبارات أمر كاذب، مشيرًا إلى أن هذه الوثائق تم تسريبها عمدا فى أواخر نوفمبر 2010 وذلك لفضح رؤساء حكومات الشرق الأوسط والتأكيد على أنهم عملاء. وأوضح الدسوقي أن الربيع العربى صناعة أمريكية لإثارة الناس ضد حكومات تابعة لأمريكا، لكن تلك الحكومات لن توافق على تقسيم بلدها طبقا لمخطط شيمون بيريز، لذلك رأت أمريكا أن من ينفذ مشروعها هى الحكومات الإسلامية لأنها ستحكم بالشريعة كما يرونها وبذلك تدخل الدول فى نزاعات طائفية .