صدر حديثا الطبعة الثالثة من رواية " غراميات شارع الأعشى "للكاتبة السعودية بدرية البشر ، و هى الرواية المرشحة لجائزة " البوكر " العربية ضمن قائمتها الطويلة . الرواية الصادرة عن دار "الساقي" اللبنانية تعود بنا إلى سبعينيات القرن الماضي، لترفع الستار عن شارع لا مكان فيه للآخر، يرسم وجوه القهر بعيون نساء مغلوبات على أمرهنّ، ويفضح مجتمعا يعجّ بشباب ممنوعين من الحبّ، وحاولت "البشر" - عبر روايتها - أن تنتصر للقلوب المغرمة ، رغم واقعها المؤلم الذي يحرم الحب، لترسم لنا وجوها لأبطال يقاومون القهر بحرية الغزل. وتتعمد "البشر" الغوص في أعماق مجتمع ذكوري يسكن فيه الماضي أكثر من الحاضر، فتصوّر نماذج جيدّة من الرجال لكنّها عاجزة عن التغيير. و نقرأ من أجواء الرواية : عزيزة المولعة بالأفلام المصرية تفقد بصرها في ليلة عاصفة محمّلة بالغبار. وفي العيادة، تطيل الإصغاء إلى صوت الدكتور أحمد. هي لا تعرف صوت من يشبه، حسين فهمي أو رشدي أباظة أو شكري سرحان؟ بعد شفائها تغرم به. ليس لأنه مصري، هي لا تحبّ اللهجة بل تحبّ الحنان الذي تسكبه لتصبح حديثاً دافئاً. عائلتها تعارض الارتباط به لتصبح قصّتها، كبقية حكايا الحب في شارع الأعشى، من دون ثمر. هل تهرب معه إلى بلاده وتغيّر اسمها كي لا يعرفها أحد، تماماً كما فعلت تحية كاريوكا؟ بدرية البشرروائية وصحافية سعودية حائزة دكتوراه في فلسفة الآداب علم اجتماع ثقافي. تكتب في جريدة الحياة، صدر لها في القصّة القصيرة "حبة الهال" و"مساء الأربعاء" و"نهاية اللعبة"، وفي الرواية عن دار الساقي "هند والعسكر" و"الأرجوحة".