القدس المحتلة: يحيي المواطنون الفلسطينيون غدًا الأحد الذكرى الثانية والثلاثين لأحداث "يوم الأرض" التي اندلعت مارس /آذار عام 1976 في أعقاب مخططات الحكومة الإسرائيلية لمصادرة أراض فلسطينية في الجليل والتي سقط خلالها ستة شهداء برصاص القوات الإسرائيلية . وتشهد المدن والبلدات العربية في إسرائيل سنويًا مظاهرات ومسيرات احتجاجية بهذه المناسبة للتعبيرعن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وإصراره على نيل حقوقه وعزمه على مواجهة كافة إجراءات وممارسات الاحتلال الهادفة إلى إقتلاعه من أرضه ومصادرتها وحرمانه من حقه التاريخي والقانوني في أرض أبائه وأجداده . وكانت لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل قد قررت الأسبوع الماضي احياء ذكرى "يوم الأرض " هذا العام في ثلاث بؤر رئيسية هي يافا وقلنسوة بالمثلث وعرابة في الجليل ، إضافة الى مسيرات محلية في بلدات عربية فلسطينية مختلفة ، تحت شعار "مسيرة البقاء" فيما ردد المتظاهرون هتافات تؤكد عروبة المدينة وتصميم أهلها على البقاء بأراضيهم، كما حملوا الأعلام الفلسطينية وسط حضور كبير من اليهود اليساريين. وبدأ احياء هذه الذكرى أمس الجمعة بإقامة مهرجان وتنظيم مسيرة في مدينة يافا في ظل صراع يخوضه سكان المدينة ضد المئات من قرارات الاحتلال التي صدرت خلال العام ونصف العام الأخيرين لعائلات فلسطينية تعيش في حيي العجمي وجيلية بالمدينة لسلب ما تبقى من الاراضي الفلسطينية ،وهو الأمر الذي اعتبره عرب 48 ( البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة) جزءا من خطة فوقية شاملة للسلطات لتهويد يافا، بحجة خرق القانون. ومن جهته قال رئيس الحركة الإسلامية بإسرائيل الشيخ رائد صلاح:" نحن نعيش على هذه الأرض إما أن نبقى فيها أو نموت فيها"، مشيرًا إلى أن لجنة المتابعة تعمل على ترميم عشرات البيوت حفاظًا على مستقبل مدينة يافا. وقامت لجنة المتابعة العربية بتكثيف نشاطها هذا العام حيث جعلت الجمعة افتتاح فعاليات يوم الأرض بيافا، والسبت يوم عمل تطوعي بالنقب لزراعته بمشاتل الزيتون. كما ستنظم تظاهرة أخرى في بلدة قلنسوة، على أن تنظم تظاهرة مركزية الأحد في بلدة عرابة في الجليل. كما دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطينية اليوم المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض التي تأتي هذا العام والشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية تمر في أصعب الظروف حيث يتعرض لعدوان الاحتلال المتواصل على كل ما هو فلسطيني من حصار جائر وقتل واغتيال ومصادرة للأرض وهدم للبيوت وتجريف للحقول والمزارع . وفي الأردن تكتسب الذكرى الثانية والثلاثون ل"يوم الأرض" بعدًا مختلفًا عند اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات المملكة كحال نظرائهم في دول اللجوء الأخرى، بما تجسده من معاني النضال والتشبث بالأرض وحق العودة. وذكرت صحيفة "الغد" الأردنية ان اللاجئون يربطون بين سنوات لجوئهم الممتدة عبر ستين عامًا كانتاج للتهجير القسري الإسرائيلي من ديارهم وأراضيهم عام 1948، وبين هبّة الثلاثين من مارس/ آذار عام 1976 التي تصادف ذكراها غدا كامتداد للعدوان الممنهج وكعنوان بارز لنضال الشعب الفلسطيني وتمسكه بوطنه وأرضه. بينما يقارب آخرون أحداث العقد السبعيني من القرن المنصرم قياسًا بالأوضاع الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما تشهده من ممارسات عدوانية إسرائيلية متصاعدة من القتل والتنكيل ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاستيطان. يذكر انه في 30 من مارس/ آذار 1976 صادرت سلطات الاحتلال نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى عرابة وسخنين ودير حنا وغيرها، لأغراض بناء المستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل، بعد أن صادرت أكثر من مليون دونم من أراضي الجليل والمثلث خلال عامي 1948 و1972، ما دفع الفلسطينيين إلى إعلان إضراب شامل وتنظيم مظاهرات شعبية عارمة تصدت لها سلطات الاحتلال بفتح النيران عليهم، فاستشهد ستة وجرح آخرون واعتقل أكثر من 300 فلسطيني.