- عرب : الإسلام الحقيقى هو الذى يحقق مصلحة العباد - عرب: المراغي يؤخذ عليه دعوته للخلافة و قربه من القصر الحاكم - جمعة : العلم فى مواجهة التخريب و السلطان الزائف - جمعة يحذر من الجماعات الجهادية .. و يفرق بين القتل الحق و الباطل - مختار : الشباب صيدا سهلا دون وعى ثقافى حقيقى - مختار : الدستور يؤكد على الهوية الإسلامية فى أولى ندوات " كاتب و كتاب " فى معرض القاهرة للكتاب ، كان موعدنا مع " إصلاحي في جامعة الأزهر..أعمال مصطفى المراغي وفكره " من تأليف فرنسين كوستيه تارديو، ومن ترجمة عاصم عبد ربه حسين ،التى نظمها المركز القومى للترجمة بحضور د. صابر عرب وزير الثقافة،د. محمد مختار جمعة وزير الاوقاف ، و د. على جمعة مفتى الجمهورية السابق. و تحدث وزير الثقافة د. محمد صابر عرب فى كلمته عن أهمية الكتاب ، و أهمية الأزهر و تاريخه الممتد لألف عام ، و عبر عن سعادته بمشاركة مفتى الجمهورية د. على جمعة الذى يعد من أهم الإصلاحيين فى الأزهر ، كما سعد بالإقبال الكبير الذى شهده المعرض ، مما يعد مؤشر هام للوقوف ضد العنف و الإرهاب. كما عبر وزير الثقافة عن حزنه للابتعاد عن روح الإسلام فى الفترة الماضية ، و أكد أن الإسلام الحقيقى هو الذى يحقق مصلحة العباد . أما عن قضية الخلافة قال عرب أنها أدخلتنا فى متاهة بلا رجعة ، و كانت السبب فى الواقع الذى نعايشه الآن من خلق الجماعات الإرهابية التى لا هدف لها سوى السياسة و الحكم . و قال عرب أن هناك جوانب كثيرة هامة فى حياة المراغى ، و لكن يؤخذ عليه قربه من القصر الملكى فى عهد فاروق و فؤاد ،و أنه كان من الداعين للخلافة . الوجه التانى لمصر أكد على جمعة مفتى الجمهورية السابق أن الاجتماع حول العلم و تعمير الأرض و نفع الناس أكبر حجة ضد التخريب و السعى للسلطان الزائف و الدنيا الفانية . و عن الكتاب " إصلاحي في جامعة الأزهر..أعمال مصطفى المراغي وفكره " قال على جمعة أن المراغى تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده ، و أن هناك فرق بين " الإصلاح "و " التجديد " ، فالإصلاح يرى أهل الماضى مخطئين و مقصرين و يجب إصلاح تلك السلبيات ، مما يزيل التاريخ الماضى و يعيد البناء من جديد . أما التجديد فيضع فى اعتباره الماضى و يقدره و لكن ذلك لا يعنى التوقف و الجمود بل يجب التغيير لنوائم الوقت الحالى . كما أكد المفتى أن المراغى و محمد عبده جمعا بين التجديد و الإصلاح معا و كلاهما لم ينعزلا عن قضايا المجتمع ، و أن هذة المدرسة كانت موجودة فى القرن ال 19 بتحويل المواد الغامضة الصعبة ، لمفاهيم أكثر تبسيطا ، مشيرا أن أى لغة لا تراعى المتلقين سقيمة . أما عن القضايا التى تصدى لها المراغى قال جمعة أنه وقف بشدة أمام قضية التبشير ، و عن قضية ترجمة القرآن الشائكة ، كان موقف المراغى واضحا ، و نشر ترجمة لبريطانى مسلم " محمد مارمادوك بكتال " لدقتها ، كما دافع عن قضية المرأة ، و دافع المفتى عن قاسم أمين قائلا : هو لم يدعى المرأة لخع الحجاب ، و " السفور " حينها كانت تعنى كشف الوجه فقط . و تابع أن فى مصر كنا نتبع المذهب الحنفى ، و لكن محمد عبده ضم مذاهب الأئمة الأربعة ، و المراغى ضم 85 مذهب ليتسع الأفق بشكل أكبر . أما عن مؤتمرات الخلافة التى ذكرتها الكاتبة ،فقال جمعة أنه تم إقامة مؤتمر فى القاهرة و الهند لإستعادة الخلافة، بعد سقوط الخلافة العثمانية ، و لكن لم ينجحا. و قال جمعة أن الجماعات الداعية للخلافة ، و تسمى نفسها " بالجهادية "ليست إلا جماعات متطرفة ، واستبدلوا التفكير بالتفجير ، و هذة الجهات تتلقى مساعدات خارجية ، و نحن نحذر منهم الآن مثلما نبهنا فى اوائل الثمانينات و التسعينات لكن لا يستجيب أحد إلا بعد أن يعانى بنفسه من تلك الجماعات . كما أكد مفتى الجمهورية السابق د. على جمعة أن كل المسلمين يحترمون الإنسان و يكرهون كل من اسال الدماء ، متسائلا من يقتل الأبرياء الذين يتساقطون كل يوم ؟ ، مدينا حادث فجير بنى سويف الذى راح ضحيته خمسة مواطنين ، و الجنود الذين قتلوا و هم يفطرون فى رمضان . و فرق المفتى بين " القتل الحق "و " القتل الباطل " قائلا : القتل يكون حقا عند القصاص و الدفاع و القضاء على الفساد و التخريب ، و هناك قتل باطل لسفكه دماء الأبرياء ، و من قتل يقتل و لو بعد حين ، مضيفا نحن نكره من يسيل الدم بغير حق ، و من قتل بحق لا نترحم عليهم ، أما قتلانا ففى الجنة ان شاء الله . و نبه جمعة أن قضايا الإصلاح و التجديد فى الأزهر متواجدة منذ القدم ، و الأزهر الآن تطور كثيرا عن الأزهر فى عهد الحملة الفرنسية . و أحد الكتب الهامة للمراغى " الهداية " الذى لم يتبقى منه سوى نسخ محدودة ، و قامت مؤسسات فى النمسا و استراليا بتجزئة الكتاب و نشره . " الأزهر هو الوجه التانى لمصر " و هذا ما يعبر عنه الكتاب ،و أبدى جمعة ملاحظاته حول بعض الأخطاء فى المصطلحات بالكتاب مثل المحكمة الإسلامية فلم يكن هناك المحكمة الإسلامية العليا بل المحكمة الشرعية ، و الترجمة الحرفية للنص دون مراعاة المصطلحات الشائعة . و أشار المفتى أن مجموع المسلمين و المسيحين يمثلون نصف العالم فقط ، و الباقى معتقدات فكرية أخرى مثل البوذية و أنجيل بوذا ، و التى يجب أن نتعرض لها ، و عبر عن استيائه لعدم وجود سوى كتاب عربى واحد عن البوذية . الإتجار بالدين من جانبه تحدث د. محمد مختار جمعة وزير الاوقاف أن الكتاب يعكس مرحلة هامة فى تاريخ مصر و العالم مرت بالكثير من التحولات السياسية و الثقافية ، و أكد على عدم الخلط بين الإسلام السياسى و الإسلام المعتدل الذى يمثله الأزهر و يقف ضد التطرف و الإتجار بالدين لأغراض سياسية ، و أكد مختار جمعة إلى حاجتنا للإصلاح و مواجهة مشاكلنا بشجاعة . و قال وزير الأوقاف إن الإصلاح الذى بدأه المراغى بدأ يتحقق الآن على أرض الواقع ، و ما نعانى منه فى عالمنا العربى هو ضيق الأفق الثقافى ، مما جعل الشباب صيدا سهلا فيكونوا أكثر تأثرا و انقيادا و توجيها من قبل الآخرين ، دون وعى ثقافى حقيقى . كما أشار مختار جمعة لأهمية التنوع الثقافى فى إعداد الدعاة حتى لا يصيبهم الجمود ، و قال أن جامع الأزهر سيعود إلى مجده و يدرس حاليا بثلاث لغات ، لأن الطلاب الوافدين هم من ينقلون صورة الإسلام السمحة لبلادهم و هذا ما دعى له المراغى . و أكد مختار أن الشيخ المراغى علامة سابق لعصره ، و استاء المراغى من الجمود داعيا للتجديد قائلا : "النصوص التى يرجع إليها الفقهاء محدودة لكن واقع الحياة لا ينتهى " ، الأزهر الشريف هو المسئول عن نشر علوم الدين و اللغة العربية ليس فى مصر وحدها بل فى العالم بأكمله و هذا ما طالب به المراغى و أكده الدستور الجديد الذى نجح باكتساح ، و أكد على الهوية الإسلامية عكس ما يدعى البعض . و دعا مختار العلماء لتنقية الدين من المغالطات و الشوائب ، و طالب الإعلام بشطب كلمة داعى و مفكر و ناشط إسلامى ، مما أدى لانحراف الفتوى و الدعوة فيجب تصحيح المسار من جديد بالعودة للمتخصصيين . و عقب أن الكاتبة ركزت على الجوانب السياسية فى حياة الشيخ مما طغى على الجوانب الدينية و العلمية فى حياة المراغى ، مؤكدا أن للسياسية عالمها و للدعوة عالمها ، مشيرا لحاجتنا إلى مزيد من الكتب لتغطية باقى الجوانب الفقهية و العلمية للمراغى . و ردا على التساؤل الخاص بدور الأزهر قال مختار لن نستطيع أن نقضى على التشدد من جذوره حتى نقضى على التسيب من جذوره .