اعتبر ديميتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي، أن الأفعال التي جسدت في صور التعذيب بسوريا، ووجهت أصابع الاتهام فيها إلى النظام السوري، هي جرائم"، لكنه رأى أنه ليس واضحاً من هو المسئول عنها ولا بد من إثبات من هو مرتكبها في المحكمة. وقال ميدفيديف، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حاورته فيها من موسكو الإعلامية كريستيان أمانبور، وبثت مساء الأربعاء، بالتوقيت المحلي: "إن ما جسدته الصور من تجويع وقتل لآلاف السوريين، يعد "جرائم بالتأكيد"، لكن لا بد من أن يكون في هذه القضية "دليل قانوني حازم"". وأضاف ميدفيديف أنه من غير الواضح من هو المسئول عنها، ولا بد من إثبات المزاعم بأن النظام السوري ارتكبها، في المحكمة. وتابع رئيس الوزراء الروسي: "أعلم ان ثمة عدداً كبيراً من الضحايا، وهذا محسن جداً، لكن وجود ضحايا في مكان محدد لا يعني ان هذا دليل على انهم ضحايا النظام وليس ضحايا قطاع الطرق أو أية قوة أخرى". وأوضح مدفيديف: "في الجامعة التي درست فيها الحقوق، قيل لي إنه حتى يتم إثبات التهمة في المحكمة فإنه لا يمكن أن يكون الفرد مذنباً". ورأى أنه: "لا يمكننا القول بأن "الرئيس السوري بشار" الأسد مجرم من دون تحقيق، ولذا أعتقد انه لا بد أن تجري هذه المحاكمة على الأراضي السورية بعد انتهاء النزاع، فهذا حق الشعب السوري". ولفت ميدفيديف، إلى أنه لا هو ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبران الأسد "شريكاً استراتيجياً"، لكنه قال ان الأسد حالياً هو رئيس سوريا "ولا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه". وأضاف ان البعض في سوريا لا يحبون النظام، "وهذا أمر مفهوم، ولكن ثمة أيضاً قطاع طرق". وتابع ميدفيديف: "ثمة قطاع طرق وإرهابيون والقاعدة، وأية مفاوضات أو محادثات يمكن أن نجريها معهم؟". وسأل: "من الملام في الأمر؟"، وأجاب: "أعتقد أن اللوم يقع على الجميع". وكان فريق من المحققين بجرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي أعد تقريراً يتضمن آلاف الصور المروعة التي اعتبروها "أدلة مباشرة" قد تدين نظام الأسد، ب"القتل الممنهج". وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث قتلى تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة، وآثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل. وتعليقاً على دعوة إيران إلى مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا، ومن ثم سحب الدعوة، قال ميدفيديف: "إن هذا أمر غير مقبول، فهل يمكن لأحد ان يتصور انه من الممكن مناقشة المشكلة السورية جدياً من دون العامل الإيراني؟". وفي ما يتعلق بألعاب سوتشي الأولمبية بعد أقل من ثلاثة أسابيع، أكد رئيس الوزراء الروسي ان روسيا تعي وجود تهديدات وهي تأخذها بعين الاعتبار فيما تعبئ كل جهودها الأمنية.