ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن موضوع "المداورة" أي تداول الحقائب الوزارية بين الكتل السياسية والطوائف أصبح يشكل عقبة في ظل تحفظ العماد ميشال عون زعيم تكتل التغيير والإصلاح على التخلي عن حقيبة وزارة الطاقة والمياه التي يشغلها صهره جبران باسيل. وقال العماد عون ل"السفير" :"إن الإصرار على المداورة برغم العمر القصير المفترض للحكومة هو عقاب للوزراء الناجحين". وأشارت الصحيفة إلى أن عون بدا رغم ذلك انه لا يزال يتجنب سلوك منحى السلبية في التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة، فأطلق بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" موقفا متوازنا جمع فيه بين سعادته بالصيغة الجامعة التي تم التوصل اليها، وبين رفضه التنازل عن "حسن التمثيل المسيحي"، مع ما يعنيه ذلك من رغبة لديه في الاحتفاظ ب"الطاقة والاتصالات" وبحقه في تسمية وزراء "التيار الوطني الحر". وذكرت صحيفة "السفير" أن "وزير الطاقة والمياه جبران باسيل كان أبلغ رئيس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة تمّام سلام خلال اللقاء بينهما أمس الأول (الإثنين)، أن الهدف الحقيقي من المداورة (تداول الحقائب) هو إقصاؤه عن وزارة الطاقة، ومنعه من الإشراف على منح الامتيازات النفطية". وأضافت الصحيفة :"أن سلام رد مؤكداً أن النفط هو لكل لبنان والتلزيم سيحدث، ولا شيء موجهاً ضدك أو يستهدفك شخصياً". ووفقا لمعلومات "السفير" فإن "سلام طلب من باسيل الموافقة على تثبيت مبدأ المداورة، ثم اتركوا الباقي علي وما بتكونوا إلّا مبسوطين". حسب قوله الصحيفة. ونقلت السفير عن مصادر معنية مطلعة قولها أن المفاوضات ستعطى فرصتها، إلا أن هذه الفرصة ليست مفتوحة، وأن سلام والرئيس اللبناني ميشال سليمان قد يعتمدان في لحظة ما خيار "الولادة القيصرية" للحكومة، إذا تعذر التوافق على الحقائب، بحيث يعمدان إلى تشكيلها وفق التوزيع الذي يعتقدان انه ملائم ومنصف، على ان يتحمل كل طرف مسؤولية قراره. ونقل في هذا الإطار عن سلام قوله أمام بعض زواره أن الأمور نضجت ولا بد من تشكيل الحكومة قريبا جدا. ويبدو أن سلام أبلغ مفاوضيه برفض الخوض في نقاش تفصيلي حول الحقائب والأسماء، معتبرا ان هذا الملف هو بالدرجة الأولى من مسئوليته كرئيس مكلف، وانه المعني الأساسي بوضع التشكيلة وفق المعطيات التي تتجمع لديه، ثم عرضها على رئيس الجمهورية.