رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أنه لطالما انتقد الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه إضفاء الطابع العسكري على السياسة الخارجية الأميركية، ودعا إلى اتباع نهج "القوة الذكية" التي تستخدم جميع جوانب الموارد الوطنية إلا أنه حينما يأتي الأمر إلى محاربة القاعدة وخاصة فى العراق تلجأ الحكومة إلى السياسة العسكرية بشكل كلي. وذكرت المجلة الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أنه مع استيلاء عناصر تنظيم القاعده على الفلوجة و أجزاء من مدينة الرمادي اندفعت الإدراة الأمريكية بدعم القوات العراقية بصواريخ من طراز "هيل فاير"، كما أنه من المتوقع أن تبيع الإدارة الأمريكية مروحيات قتالية من طراز "أباتشي" للقوات العراقية إلا أنه تم وقف هذا المخطط لاعتراض روبرت منديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي على الصفقة. وأفادت المجلة بأن هناك سخطا عاما من قبل مسؤولى الإدارة الأمريكية بسبب معارضة منديز لخطة بيع الأباتشى للقوات العراقية حيث قال أحد المسؤولين "من الصعوبة بمكان تخيل لماذا يعتقد بعد أعضاء مجلس الشيوخ أن هذا التوقيت المناسب لحرمان الحكومة العراقية من الأسلحة التي تحتاجها لمحاربة عناصر تنظيم القاعدة. ولفتت إلى أنه لو كانت الإدارة الأمريكية مشكلة من الحزب الجمهوري فقد تشكل مثل هذه الأحاديث اتهامات بأن الأدارة تشكك فى وطنية منديز ولكن فى الحقيقة لدى السيناتور الديمقراطي مينديز وجهة نظر حسنة بالنظر إلى أن الأمر يتطلب أكثر من صواريخ هيل فاير" و مروحيات الأباتشي لدحر القاعدة ويبقى المفتاح في يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في التوجه بسياساته نحو القبائل السنية ووضعها في الأعتبار. وأشارت إلى أنه من الضروري قتل وملاحقة عناصر التنظيم للتوصل إلى حالة من الطمأنينة ولكن غياب المصالحة السياسية مع القبائل السنية لا يعد أمر جيدا لأن تنظيم القاعدة في العراق ليس لديه أي مشكلة فى تكبد أية خسائر جديدة. وأن اتخاذ المالكي قرار شن الحرب بشكل عشوائي غير منطقي- وهو الأمر الذي ربما يعد في صالح أعضاء الحكومة الشيعيين لأنه على الأرجح سيثير مزيداً من المعارضة السنية في البلاد، حسب المجلة. واختتمت بأن خطة بيع معدات عسكرية للقوات العراقية بدون أي شرط مسبق فكرة سيئة وما يحتاج إليه بالفعل هو استراتيجية شاملة لمكافحة التمرد والتي ينبغي أن تتركز على التوعية السياسية وإذا بذل المالكي مزيد من الجهد في هذا الصدد فستدعمه الولاياتالمتحدة وحتى ستعمل على إطلاق اسلحتها لتستهدف معاقل القاعدة مباشرة إذا وافق المالكي على الأمر، ولكن إعطاء المالكي شيك عسكري على بياض،بدون وقفه الحرب التي يشنها على السنة،قد يعطي نتائج عكسية.