تصاعدت المعارك في مناطق عدة من جنوب السودان بين الجيش الحكومي وقوات رياك مشار النائب السابق للرئيس، وبينما جدد مشار مطالبته بإطلاق حلفائه المعتقلين معتبرا ذلك السبيل لاتفاق على وقف إطلاق النار، تعثر انطلاق المفاوضات بين الجانبين في أديس أبابا. قال مبيك لانغ نائب حاكم ولاية الوحدة في جنوب السودان إن الجزء الشمالي من ولايته تحت سيطرة الحكومة. وأضاف أن تلك المنطقة باتت آمنة بعد معارك ضارية لصد هجمات القوات التابعة لمشار- حسبما أفاد موقع الجزيرة نت. وقد أدت هذه المعارك إلى مقتل أكثر من مائة شخص ونزوح آلاف آخرين، فضلا عن إحراق المتمردين لمحاصيل زراعية. وقال الجيش الحكومي إنه أحكم قبضته على عدد من المدن في طريق تقدمه لاستعادة بانتيو. من جانبه قال الناطق باسم الجيش فيليب أقوير إن مواجهات تجري بين الجانبين في ولايتي الوحدة وأعالي النيل بشمال البلاد، مؤكدا أن الحكومة تتقدم نحو عاصمتي الولايتين اللتين يسيطر عليهما المتمردون. وأضاف أقوير أن الجيش يستعد كذلك لاستعادة السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي بشرق البلاد، وأقر بانشقاق وحدات حكومية في جنوب البلاد وجنوب غربها. لكن نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار نفى تقدم القوات الحكومية في المناطق التي يسيطر عليها أتباعه. وأكد أن قواته تحقق انتصارات باتجاه جوبا. يأتي ذلك في ظل تعثر انطلاق أول مفاوضات مباشرة بين طرفي الأزمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت رعاية مجموعة إيغاد. وقال مراسل الجزيرة إنه لا تزال توجد خلافات بشأن جدول الأعمال بعد سلسلة لقاءات منفصلة عقدها الوسطاء مع الوفدين لدفعهما إلى الجلوس في حوار مباشر. وفي وقت سابق أمس، حذرت الولاياتالمتحدة طرفي الصراع من 'التحايل' في المفاوضات لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، حيث لا يزال الاستنفار العسكري سيد الموقف. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده تؤيد أولئك الذين يسعون من أجل السلام إلا أننا لن نؤيد وسنعمل على ممارسة ضغوط دولية على أي عناصر تسعى لاستخدام القوة لتكون لهم الغلبة والميزة العسكرية واليد العليا على الأرض، وأضاف 'يحتاج الطرفان إلى وضع مصلحة جنوب السودان في المقام الأول بعيدا عن المصالح الخاصة بهم'. يذكر أن القتال بين الجانبين اندلع يوم 15 ديسمبر الماضي بين جنود في ثكنات في جوبا، واتهم سلفاكير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، وتطور الأمر إلى نزاع مسلح بعد اعتقال الحكومة عددا من أنصاره. وأعلنت الأممالمتحدة أن القتال الذي شمل نصف ولايات جنوب السودان أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مائة ألف شخص احتمى عدد كبير منهم بمقرات المنظمة الدولية.