"متقولش مش بعرف أرسم وألون، سيب نفسك تعبر على الورق، المطلوب شخبطة وألوان"، هكذا تعالج شيماء يوسف المرضى النفسيين بالرسم والألوان. تروى شيماء كيف بدأت فى العلاج النفسي بالرسم، قائلة انها كانت تتمنى العمل فى مجال علم النفس، لكن الظروف لم تسمح لها بدراسة علم النفس فى مصر، لكن حبها للرسم ومساعدة المحيطين بها على تجاوز أزماتهم، دفعها إلى تعلم هذا النوع من العلاج، على الرغم من عدم وجوده فى مصر، وعدم الاعتراف به. تعلمت شيماء العلاج باستخدام الرسم على يد أستاذها مجدي رفعت، أحد الأطباء النفسيين المصريين الذى تمرد على العلاج بالأدوية، عقب وفاة أستاذها، عقب وفاته قررت استكمال العلاج من خلال عدد من الورش بدأت شيماء أولى تجاربها فى جمعية "أوتاد" لمساعدة بعض السيدات لديهم مشاكل اجتماعية مشتركة، ولاقت تلك الورشة نجاح كبير. "انى ادخل جوة الناس وأساعدهم يبقوا احسن وفى حالة سلام نفسى هو ده اللى انا عايزة أقضى عمري فيه"، هكذا عبرت شيماء عن حلمها فى مجال العلاج بالفن. بدأت شيماء تكمل رحلتها فى العلاج من خلال مؤتمر فى أسوان، ساعدها جو الأصالة الموجود هناك، على حد تعبيرها، على نجاح الفكرة واستيعاب المتواجدين لها، وبدأت الفكرة فى الانتشار، انتقلت عقبها فى ورش فى المعادى ووسط البلد، وجمعيات للأطفال. توضح شيماء ان أساس نجاح العلاج بالرسم هو ان يخلع المعالج "جلباب شخصيته"، وإلا تتدخل شخصيته أو أفكاره او توجهاته أثناء ممارسته للعلاج. ترفض شيماء وصف استخدام الرسم للعلاج ب"العبث"، موضحة ان "الشخبطة" تخرج اللاوعي الموجود داخل الإنسان، الذى استخدم هذه الطريقة منذ بداية التاريخ فى بداية التعبير عن نفسه باستخدام الحجر للرسم على جدران الكهوف دون ان يدفعه أحد لذلك. تعتبر شيماء ان رسومات المعابد الفرعونية الدليل على ان الرسم أسهل وسيلة للتعبير عن النفس، وان تطور البشرية دفع الإنسان لوضع القيود على الرسم واستخدم الكلام للتعبير بدلا منه عند بداية استقبال المريض توضح شيماء انها تطلب منه رسم ثلاثة لوحات مستخدما الألوان، فبعض الأشخاص يرسمهم فى نصف ساعة وبعضهم قد يستغرق فى الرسم غلى عشرة لوحات، عقب الرسم تبدأ جلسة تحليل الشخصية للتعرف على المشاكل التي يعانى منها. تفضل شيماء العلاج بالرسم عن الذهاب للطبيب النفسي، لعدم حاجة الفرد للحكاية او الحديث عن بعض الأشياء المحرجة، فى البداية، مؤكدة ان الرسم يخفف عبء البدء فى سرد المشكلة. وتلخص شيماء قدرة الفن على العلاج في أن الشخص يعطي الفرصة لروحه أن تعمل وتعبر عن نفسها، تقول:"أرواحنا ذكية جدًا بس أحنا محتاجين نديها فرصة، أحنا متخيلين إن عقلنا أقوى بالرغم من أن أرواحنا أقوى بكثير"