قالت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية، إن دعم الولاياتالمتحدة لجماعة الأخوان المسلمين في مصر والصفقة النووية مع إيران دفع العالم العربي إلى أحضان روسيا، حسب قولها. وأضافت المجلة عبر موقعها الإلكتروني، أن الحكومة المصرية التي كانت حليفة الولاياتالمتحدة ، سوف تعقد صفقة أسلحة بقيمة 2 مليار دولار مع روسيا، ما يشير إلى التقويم الاستراتيجي في الشرق الأوسط والذي من شأنه أن يجعل ل "بوتين" السيطرة عليه بدلا من أوباما. ورأت المجلة أن مصر لجأت لروسيا بعد تعليق الولاياتالمتحدة المساعدات العسكرية للحكومة المصرية ردا على الإطاحة بالرئيس مرسى والإخوان المسلمين، في حين أن المساعدات الأمريكية استمرت بلا هوادة بعد أن استولى الإسلاميين على الحكم، وقطعت بعد الإطاحة بهم، حسب قولها. وعلى جانب آخر، تسير المملكة العربية السعودية في دوره مماثلة، حيث يتحدث المسئولون السعوديين الآن بصراحة للصحفيين حول كيفيه أن تكون بلادهم أكثر استقلالا كرد فعل على سياسة الولاياتالمتحدة، كما أن السعودية عرضت على روسيا التحالف وشراكة إستراتيجية كبرى إذا تخلى بوتين عن نظام بشار الأسد. وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للأسرة الحاكمة في البحرين، فهم أعداء إيران والإخوان المسلمين، ويسيروا على نفس الطريق هم الآخرين، مضيفة أن ولى عهد الخليفة قال مؤخرا "يبدوا أن أمريكا تعانى من انفصام الشخصية عندما تتعامل مع الوطن العربي.. وأن الروس أثبتوا أنهم أصدقاء موثوق بهم". وبالمثل قال مسئول أردني إن الولاياتالمتحدة "باعت المسحيين و الدروز في لبنان، الأكراد في العراق، كما أنها تخلت عن التحقيق في اغتيال الحريري". وأضافت المجلة، بالنسبة للعراق عندما طلبت الحكومة العراقية دعم الولاياتالمتحدة أعلنت الإدارة أنها لن تتدخل وأن العراق و سوريا يجب أن تحل خلافتها بالطرق الدبلوماسية، مشيرة إلى أن مسئول عراقي ادعى أن الولاياتالمتحدة قامت بمحاربة خطط العراق لإقامة محاكمة، وتعلق المجلة قائلة: "إن العراق الآن في فلك إيران وحليف لبشار الأسد" . وتقول المجلة أن الشرق الأوسط الآن انقسم إلى ثلاثة تحالفات، التحالف الأول هو تركيا، الإخوان المسلمين، حماس، قطر، و تونس، والولاياتالمتحدة هي الأكثر ملائمة مع هذا التحالف. والتحالف الثاني بين إيران، حزب الله، العراق، وتحاول الإدارة الأمريكية بناء علاقة أفضل مع هذا التحالف. أما التحالف الثالث بين مصر، السعودية، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت وهذا التحالف هو الأكثر ملائمة مع إسرائيل والأكثر إحباطا من سياسة الولاياتالمتحدة. وقالت المجلة إن أول تحالفين يأتون معا ضد التحالف الثالث مضيفة أن تركياوإيران ترغب في تحقيق وقف أطلاق النار في سوريا، كما يقول كبار مسئوليها أنها تريد أن " تتكاتف" لتصبح "العمود الفقري للاستقرار الإقليمي". ونوهت المجلة في نهاية تقريرها إلى إن روسيا الآن في وضع مثالي حيث إنها اكتسبت صدقات من جميع الجوانب في الصراع على السلطة في الشرق الأوسط مضيفة أن بوتين الآن هو صاحب الاختيار، إما يختار الجانب الإيراني التركي، أو الجانب السعودي المصري، أو اللعب بكل منهما للوصول لمصلحته.