قال أرييل بن سولومون المحلل الإسرائيلي ومراسل صحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية في الشرق الأوسط، إن استقرار الأردن وبقاء الملك عبد الله الثاني في السلطة هو مصلحة تتعلق بالأمن القومي لإسرائيل والولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، وكذلك دول الخليج الأخرى. وأضاف سولومون في مقال له في صحيفة "جورزاليم بوست" اليوم الاثنين أن الأردن أقامت معاهدة سلام وعلاقات ودية مع إسرائيل، منوها إلى أن دور الملك عبد الله في السيطرة على الجماعات المتشددة يجعل المملكة قوة استقرار في المنطقة، حسب قوله. وأشار سولومون إلى توقيع إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية اتفاق لتقاسم المياه الأسبوع الماضي والذي يشمل بناء محطة لتحلية المياه في خليج العقبة وأن هناك دراسة تجريبية لبناء خط أنابيب يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت الذي يتراجع مستواه بمعدل متر كل عام. وأوضح أنه بموجب الاتفاق، تعتزم إسرائيل إطلاق مزيد من المياه من بحيرة طبرية إلى الأردن، وبيع المياه المحلاة إلى السلطة الفلسطينية. ورأى سولومون أن الإسلاميين بقيادة الإخوان المسلمين في الأردن بدأوا يحتجون مطالبين بالمزيد من الديمقراطية ولكنهم فقدوا الزخم الإقليمي بعد سقوط جماعة الإخوان في مصر. فيما قال كيرك سويل الخبير في المخاطر السياسية في الشرق الأوسط للصحيفة إن احتجاجات الأردن في الوقت الراهن ضعيفة جدا لأنها عانت مما حدث في مصر مشيرا إلى أن "الانقلاب" في مصر ليس هو أساس ضعف احتجاجات الأردن إنما عدم كفاءة وجهود الرئيس السابق محمد مرسي في محاولة السيطرة على الدولة هو الذي أدى إلى تعكير كثير من الأردنيين من الإخوان. وأشار سويل إلى أن التهديد الحقيقي للاستقرار هو الملاءة المالية للأردن موضحا أن عدم خلق اقتصاد حقيقي للقطاع الخاص يزيد الحاجة إلى تطوير الغاز والنفط لإنقاذهم حيث تتوقع الحكومة زيادة الديون نتيجة لانهيار وإردات الغاز الطبيعي من مصر ما يجبر الأردن باستبدالها بآخرين أكثر تكلفة. وأوضح سويل، أنه من الناحية الساسية، فإن صفقة المياه الجديدة بين إسرائيل والأردن جيدة، مشيرا إلى أن الحكومة الأردنية تقع تحت كمية هائلة من الضغط على مجموعة متنوعة من الجبهات لذلك فإن القلق الرئيسي هو الوضع الاقتصادي. ونوه سويل إلى أن الأردن هو البلد الذي يمتص الصدمات الاجتماعية والاقتصادية للأراضي الفلسطينية لذلك فإذا انهارت الأردن، ستنهار الضفة الغربية ولكن إسرائيل لا يمكنها إعطاء الأردن المال مباشرة أو فتح مشاريع لأسباب واضحة لذلك فإن اتفاقية المياه تأتي بغرض مموه للمساعدات وفي مقابل حصول إسرائيل على فوائد كبيرة من هذا البلد. ويعتقد سويل أن هذه الاتفاقية جاءت نتيجة ضغوط من الولاياتالمتحدة للاستجابة لنداءات المساعدة من الأردن منوها إلى أن الأردن ستبقى على قيد الحياة إذا استمر تدفق الأموال.