طالبت المعارضة الأوكرانية، اليوم الأحد، واشنطن بالتدخل فيما يحدث في أوكرانيا ومعاقبة المتورطين في قمع المتظاهرين في الاحتجاجات السلمية. ذكرت - وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية- أن المشهد السياسي والميداني اختلط في أوكرانيا التي تشهد اليوم في آن واحد انتخابات تشريعية في خمس دوائر انتخابية واستمرار الاحتجاجات ضد الحكومة ومظاهرات التأييد لها، فيما يطالب قادة المعارضة واشنطن بمعاقبة المتورطين بقمع "الاحتجاجات السلمية". وتشهد خمس دوائر إعادة انتخاب ممثليها إلى مجلس الرادا إثر فشلها العام الماضي في هذه المهمة على خلفية أعمال التزوير والمخالفات التي رافقت العملية الانتخابية. ويتنافس على مقاعد الرادا الخمسة المتبقية 150 مرشحا، تحت أعين 385 مراقبا من 11 دولة أجنبية و10 منظمات دولية. وفي الوقت ذاته يواصل المحتجون مظاهراتهم في ميدان "الاستقلال" في العاصمة كييف مطالبين بانتخاب أعضاء البرلمان "الرادا" بالكامل، واستقالة الحكومة، فيما تستمر على الجهة الأخرى في حديقة "ماريينسكي" مظاهرات التأييد للسلطات الأوكرانية الحالية. ويتوقع أنصار المعارضة أن تستمر مظاهراتهم حتى خلال أعياد الميلاد ورأس السنة. واستقبل قادة المعارضة الأوكرانية في كييف أمس السيناتور الأميركي جون ماكين، المعروف بانتقاده للسياسة الروسية، وطالبوه صراحة بالتدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية والعمل مع مجلس الشيوخ لفرض عقوبات أمريكية شخصية على المسؤولين الأوكرانيين المتورطين باستخدام العنف في تفريق المتظاهرين "السلميين". وكان ماكين زار قبل اللقاء المعتصمين في ميدان "الاستقلال" واجتمع مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأوكرانية. وأعرب السيناتور الأمريكي لدى وصوله مطار كييف أمس عن فخره" بما يفعله الشعب الأوكراني من أجل استعادة الديمقراطية في بلده" على حد تعبيره. وزيارة ماكين هذه ليست الأولى التي يزور فيها ساسة غربيون "ميدان الاستقلال" في العاصمة كييف للإجهار بتأييدهم للمعارضة، إذ سبق ماكين عدد من الدبلوماسيين الأوربيين أبرزهم كاترين آشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وفيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا التي التقت بالمحتجين ووزعت على النشطاء البسكويت والكعك مؤكدة تصريحات سابقة بأن "الولاياتالمتحدة تقف مع الشعب الأوكراني الذي يختار أوروبا". وتلقى تصرفات المسئولين الغربيين في العاصمة كييف انتقادا من موسكو التي تعتبر هذه الممارسات تدخلا سافرا في شؤون أوكرانيا الداخلية. وكانت المعارضة الأوكرانية قد بدأت احتجاجاتها في الحادي والعشرين نوفمبر الماضي بعد إعلان الحكومة الأوكرانية تعليق توقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي. وفيما تعلل كييف بأن قرار التعليق جاء من منطلق الأولوية في تطوير التعاون مع الجارة روسيا ودول الاتحاد الجمركي(روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا) تصر الأوساط الأوروبية على أن قرار أوكرانيا جاء بضغط من موسكو التي كانت هددت في وقت سابق بفرض إجراءات حماية لسوقها من إمكانية تدفق البضائع الأوروبية عبر أوكرانيا، وهو أمر أكد الرئيس بوتين أن روسيا غير مستعدة لمواجهته في الوقت الحالي، عارضا بالمقابل على الأوروبيين "عدم تسييس" المسألة والقبول باقتراح الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عقد مشاورات ثلاثية أوروبية-أوكرانية- روسية لدراسة مخاطر انضمام أوكرانيا إلى اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا، خاصة وأن أوكرانيا ترتبط مع الجارة روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة باتفاقية مماثلة. إلا أن المفوضية الأوروبية رفضت رسميا إمكانية عقد مشاورات ثلاثية بهذا الشأن معتبرة هذا الأمر مسألة ثنائية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.