ألقى الشاعر أيمن مسعود، المشرف الثقافي بساقية الصاوي، مجموعة كبيرة من الأبيات الشعرية الشهيرة بعيون الشعر المصري والعربي، ضفرها معا بحياكة ماهرة لتبدو في قالب عصري يخاطب أوجاعنا في الوطن .. وقد تخللت المقاطع الشعرية فقرات غنائية لمحمد إبراهيم من ألحان محمد مكاوي .. وهذه بعض المقاطع ننشرها .. إلى شاعر شاب.. لا تصدّقْ خلاصاتنا، وانسها.. وابتدئ من كلامك أنت. كأنك أوّل من يكتب الشعر، أو آخر الشعراء! إن قرأت لنا، فلكى لا تكون امتداداً لأهوائنا، بل لتصحيح أخطائنا فى كتاب الشقاء. لا تسل أحداً: منْ أنا؟ أنت تعرف أمّك.. أمّا أبوك... فأنت! الحقيقة بيضاء. فاكتبْ عليها بحبر الغراب. والحقيقة سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب! إن أردت مبارزة النسر حلّق مَعَهْ إن عشقتَ فتاة، فكن أنتَ لا هي، منْ يشتهى مصرعهْ الحياةُ أقلّ حياة، ولكننا لا نفكّر بالأمر، حرصاً على صحّة العاطفةْ إن أطلت التأمّل فى وردةٍ لن تزحزحك العاصفة! أنت مثلي، ولكنّ هاويتى واضحة ولك الطرق اللانهائية السرِّ، نازلة صاعدة! قد نُسمّى نضوبَ الفتوة نضجَ المهارة أو حكمةً.. إنها حكمةٌ، دون ريب، ولكنها حكمة اللاغنائيّة الباردة. ألفُ عصفورة فى يدٍ لا تعادل عصفورةً واحدة ترتدى الشجرة! القصيدةُ فى الزمن الصعب زهرٌ جميلٌ على مقبرة! المثالُ عسير المنال، فكن أنت أنت وغيرك خلف حدود الصدى للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى فتحمّسْ تحمّسْ لقلبك واتبعه قبل بلوغ الهدى لا تقل للحبيبة: أنتِ أنا وأنا أنتِ، قلْ عكس ذلك: ضيفان نحْنُ على غيمةٍ شاردة شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشى إلى جانب الجوهرى لتكتمل النشوة الصاعدة لا تصدّق صواب تعاليمنا.. لا تصدّق سوى أثر القافلة الخُلاصة، مثل الرصاصة فى قلب شاعرها.. حكمة قاتلة كن قوّياً، كثور، إذا ما غضبتَ.. ضعيفاً كنوّار لوز إذا ما عشقتَ، ولا شيء لا شيء حين تسامر نفسك فى غرفة مغلقةْ الطريق طويل كليل امرئ القيس.. سهلٌ ومرتفعات، ونهرٌ ومنخفضات على قدر حلمك تمشي.. وتتبعك الزنبق.. أو المشنقة! لا أخاف عليك من الواجبات.. أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهنّ أخاف عليك من الكاميرات الخفيّات.. فى سُرَر المطربات لن تخيّبَ ظنّي، إذا ما ابتعدتَ عن الآخرين، وعنّي: فما ليس يشبهنى أجملُ الوصى الوحيدُ عليك من الآن: مستقبلٌ مهملٌ لا تفكّر، وأنت تذوب أسىً.. كدموع الشموع، بمن سيراك.. ويمشى على ضوء حدسك، فكّر بنفسك: هل هذه كلّها؟ القصيدة ناقصة... والفراشات تكملها لا نصيحة فى الحبّ، لكنها التجربة.. لا نصيحة فى الشّعر، لكنها الموهبة وأخيراً: عليك السلام الشعر مش يبقى شعر لو كان مقفى وفصيح.. الشعر لو هز قلبك وقلبى يبقى شعر بصحيح وفي مقطع غنائي ينشد محمد إبراهيم رائعة جبران خليل التي غنتها فيروز تقول : أعطنى الناى وغن فالغنا سر الوجود وأنين الناى يبقى بعد أن يفنى الوجود هل تخذت الغاب مثلى منزلاً دون القصور فتتبعت السواقى وتسلقت الصخور هل تحممت بعطر وتنشفت بنور وشربت الفجر خمراً فى كؤوس من أثير هل جلست العصر مثلى بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضاء زاهداً فى ما سيأتى ناسياً ما قد مضى