سخر الخبير الأمريكي بمعهد "بروكينجز" إتش إيه هيلر مما آلت إليه الأحوال فى مصر فى أعقاب ثورة " 25 يناير"، قائلا إنه يبدو أن جزءاً من تأسيس مصر وقع تحت "الانطباع الخاطئ" للقادة المصريين لفترة ما بعد مبارك، بأنها كانت مسابقة لمن يستطيع تأدية "الأسوأ". وقال هيلر إن مرحلة ما بعد الرئيس الأسبق حسني مبارك مباشرة شهدت عملية انتقالية "فاشلة" قادها جنرالات مبارك، منوها أنها العملية التي أهدرت "فرصة تاريخية" لإصلاح الدولة من الداخل. وأضاف هيلر في مقال له نشره "بروكينجز" على موقعه الالكتروني أمس الاثنين، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ابعد نفسه، بعد ذلك، عن حكم فوضوي ليأتي أول رئيس منتخب ديمقراطيا من جماعة الإخوان المسلمين (محمد مرسي) ليتولى إدارة حكم البلاد ولكنه، هو الآخر، أهدر فرصة تانية لقيادة ائتلاف سياسي لإعادة هيكلة الدولة وعمل على إبعاد حلفاءه المحتملين وتقوية أعداء إصلاح الدولة. وقال هيلر إن "قادة مصر الانتقاليين" يصرون على فرض قانون التظاهر الجديد بالرغم من الانتقادات الموجهة للقانون، زاعما أن هذا القانون لا يستهدف من يتظاهرون بعنف أو غير عنف ولكن هؤلاء الذين يدعون إلى احتجاجات سلمية. ونوه هيلر أن معارضي ذلك القانون أعلنوا مواصلة الكفاح بكل الوسائل، وذلك بالتنسيق مع القوى الديمقراطية الأخرى، لإسقاط هذا القانون "الظالم" ومواجهة كل محاولات التحول عن مطالب الثورة. وأكد هيلر أن السماح للشرطة بدخول الحرم الجامعي دون إذن مسبق من إدارة الجامعة أو القضاء هو في حد ذاته يدل على الحاجة إلى إصلاح فوري للأجهزة الأمنية في مصر. وأشار هيلر إلى أن السلطات الحالية تعتقل العديد من النشطاء ممن لديهم ماض سياسي، مشكوك فيه، على حد قوله، لأنهم تمكنوا من إغضاب السلطات تحت أربعة أنظمة سياسية مختلفة. وأضاف، من أمثلة هؤلاء علاء عبد الفتاح الذي تم القبض عليه في عهد مبارك ثم في أثناء حكم المجلس العسكري في 2011 ، ثم في عهد مرسي وأخيرا في ظل حكم الحكومة المؤقتة الحالية. وبحسب هيلر لو كان قانون التظاهر جدير بالثناء فإنه يجب أن يتم تطبيقه بأثر رجعي، وبالتالى إلغاء، ليس فقط الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بمرسي، ولكن أيضا التي أدت إلى الإطاحة بمبارك منوها أنها قد لا تكون الفكرة الأفضل. ونوه هيلر أن ثورة 25 يناير 2011 لم تكن حول التعارض الثنائي بين الإسلاميين و "العلمانيين" ولكن كانت حول من هم في السلطة ممن حاولوا السيطرة على "المجال العام" من خلال تمكين الأجهزة الأمنية ضد المعارضة السلمية. استنكر هيلر، في نهاية مقاله، كل ذلك قائلا إنه يبدو أن مصر قادرة على إحراج نفسها تماما من تلقاء نفسها، من خلال تشجيع ليس فقط التحديات ولكن جعل هذه التحديات ضرورية تماما.