إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    السفارة المصرية بالتشيك تقيم حفل استقبال رسمي للبابا تواضروس    الدولار ب50.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 8-5-2025    ارتفاع 1060 للجنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة محليًا وعالميًا    وزارة التموين تكشف موعد التحول للدعم النقدي    الرئيس الفرنسي يؤكد ل «الشرع» ضرورة حماية كل السوريين دون استثناء    باكستان تعلن أحدث إحصائية لعدد ضحايا الضربات الهندية    100 شهيد خلال 24 ساعة.. الاحتلال يواصل جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة    بنك التنمية الجديد يدرس تمويل مشروعات في مصر    سول: بيونج يانج أطلقت صاروخا باليستيا واحدا على الأقل باتجاه البحر    كشف حساب صافرة الغندور الصغير مع الأهلي والمصرى قبل لقاء الليلة    «مفاجأة كبرى للجماهير».. ميدو يعلن موعد حل أزمة القيد    «عتاب الحبابيب قاسي».. رسالة نارية من إكرامي ل الخطيب    زحام مرورى بسبب حادث تصادم أعلى الطريق الدائري بمنطقة السلام    طقس اليوم الخميس.. شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 34    دور العمارة الداخلية في تنشيط السياحة، رسالة ماجستير للباحثة هالة الزيات بكلية الفنون الجميلة    لمدة 3 أيام.. بدء سريان هدنة فلاديمير بوتين بين روسيا وأوكرانيا    قاض يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين إلى ليبيا.. ما السبب؟    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    «نصيحة أعادت زيزو إلى الزمالك».. ميدو يكشف تطورات أزمة نجم الأبيض    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    إعلام حكومة غزة: نرفض مخططات الاحتلال إنشاء مخيمات عزل قسري    رسميًا.. انطلاق سيارات Lynk & Co لأول مرة في مصر - أسعار وتفاصيل    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    الرابع.. بلاغ بتعرض طفل جديد لهتك عرضه على يد "بعرور كفر الدوار"    حدث ليلًا| مدبولي يعلق على توقف الهجمات بالبحر الأحمر وموعد استطلاع هلال ذي الحج    طلب إحاطة بالبرلمان لمحاكمة مافيا سماسرة وشركات الحج    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    خريطة العام الدراسى المقبل: يبدأ 20 سبتمبر وينتهي 11 يونيو 2026    تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة    "أولياء الأمور" يشكون من جداول امتحانات الترم الثاني: تؤثر على نفسية الطلاب    سحب 116 عينة من 42 محطة وقود للتأكد من عدم «غش البنزين»    تحرك جديد من المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية - تفاصيل    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    «فستانك الأبيض» تحتفظ بصدارة يوتيوب.. ومروان موسى يطيح ب«ويجز» بسبب «الرجل الذي فقد قلبه»    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    رسميًا خلال أيام.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (احسب قبضك)    قبل الإعلان الرسمي.. لجنة الاستئناف تكتفي باعتبار الأهلي مهزوم أمام الزمالك فقط (خاص)    بيولي ل في الجول: الإقصاء الآسيوي كان مؤلما.. وأتحمل مسؤولية ما حدث أمام الاتحاد    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    بعد تداولها على مواقع التواصل، مصدر يرد على جدل قائمة مصروفات جامعة القاهرة الأهلية    لمدة 6 أيام.. الفرقة القومية المسرحية بالفيوم تقدم ليالي العرض المسرحي «يوم أن قتلوا الغناء» بالمجان    أخبار × 24 ساعة.. التموين: شوادر لتوفير الخراف الحية واللحوم بدءا من 20 مايو    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكشف عن أسرار حياة مبارك وقيادات «الإخوان» بالسجون
نشر في محيط يوم 22 - 11 - 2013

كشف مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون وعددًا من المصادر أمنية، عن كيف تم توزيع رموز النظامين على السجون المختلفة، وطريقة معاملة الحُكام القدامى في الزنازين، وعملية تأمينهم أثناء نقلهم إلى جلسات المحاكمة.
وقال اللواء محمد حمدون ل«الحياة اللندنية» إن تلك المنطقة "طرة" مكونة من خمسة سجون، هي: سجن الاستقبال، سجن عنبر الزراعة، سجن المزرعة، سجن ملحق المزرعة، سجن 43 شديد أو ما يسمى سجن العقرب وهناك سجن آخر يجرى بناؤه بجوار سجن عنبر المزرعة.
وتضم هذه المنطقة أيضًا كتيبة التأمين المختصة بتأمين الأسوار والأبراج، وكذلك ما يسمى كتيبة العمليات، وهي كتيبة مهمة تحتوي على مجموعة كبيرة من فصائل فض الشغب، وهي مكلفة بفض الشغب الداخلي داخل سجون المنطقة وكذلك في باقي سجون الجمهورية في حال حدوث عصيان داخل عنابر المسجونين في أي سجن وهي مدربة تدريبًا راقيًا وعالي المستوى للتعامل مع مثل هذه الأمور، كما تضم هذه الكتيبة مجموعات قتالية بتنفيذ سيناريوات عملية لمواقف أمنية قد يمكن حدوثها في أي وقت، وهي تتعامل بالسلاح والذخيرة الحية في حال حدوث هجوم خارجي مسلح.
حياة مبارك في طرة:
وحول أوضاع مبارك وغيره من رموز نظامه داخل طرة، أكد اللواء حمدون أن الحديث عن الحياة الرغيدة التي يعيشونها خلف الأسوار مجرد وهم وربما «أضغاث أحلام زائفة» مشددًا على أن لائحة السجون العادية تنطبق على الجميع من دون استثناءات.
ولفت إلى أن سلوكيات رموز نظام مبارك كانت منضبطة إلى حد بعيد، الأمر الذي يجبر ألا يتعرض لهم أحد من القائمين على الحراسة من ضباط أو أفراد.
سجن العقرب:
وفيما يخص قيادات «الإخوان»، قال اللواء محمد حمدون إن لكل هؤلاء مواقف دموية مسجلة بالصوت والصورة، الأمر الذي يضعف موقفهم أمام القضاء ويعضد الأدلة ضدهم أثناء المحاكمات.
وأودع رموز الإخوان سجونًا مختلفة، وبدأ حبس الكثير منهم في سجون محددة، منها سجن «43» الشديد الحراسة، أو ما يسمى سجن «العقرب» في منطقة طرة «ب»، المعروف بإجراءات تأمين عالية المستوى، ومن المودعين فيه، وفق اللواء محمد حمدون، القيادي الجهادي شقيق زعيم القاعدة محمد الظواهري ونائبا المرشد خيرت الشاطر ورشاد بيومي والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ورئيس حزب «الحرية والعدالة» محمد سعد الكتاتني والبرلماني السابق محمد العمدة والقياديون في جماعة «الإخوان» عصام العريان وجهاد الحداد وأحمد العجيزي وعبدالرحمن محمد مصطفى ومصطفى حمزة وأشرف صبري وأشرف محمود وحازم فاروق وعمر حسن مالك. والقيادي في حزب الوسط عصام سلطان. ونقل مرشد «الإخوان» السابق محمد مهدي عاكف منه إلى مستشفى المعادي العسكري.
وأوضح اللواء حمدون أن سجن العقرب له مواصفات خاصة فهو سجن يتميز بارتفاع أسواره وكثرة أبراج الحراسة على هذه الأسوار ويطبق نظامًا يسمى «نظام الحراسة المزدوجة»، وهذه الأبراج يصعب اختراقها، وكذلك يصعب الدخول من أبوابه المصفحة الشديدة التعقيد، أما داخل فناء السجن فهناك مسجد وأمامه الإدارة والكثير من ورش التأهيل للصناعات المختلفة التي كانت تستغل لملء فراغ أفراد الجماعات الإسلامية الذين كانوا محبوسين فيه على مدار عقود.
جدير بالذكر، أنه قد تم وضع الرموز الخطيرين داخل هذا سجن العقرب الذي يخضع لحراسة كتيبة العمليات ومجموعاتها القتالية التي تتعامل مع كل المستجدات والمواقف الأمنية الصعبة.
ملحق المزرعة:
وسجنت مجموعة من قيادات «الإخوان» في سجن ملحق المزرعة، أبرزهم مرشد «الإخوان» محمد بديع ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي ومدير مكتب مرسي السابق أحمد عبدالعاطي ومستشاره الأمني أيمن هدهد ونائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق أسعد الشيخة ومحافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني، ومصطفى غنيم عضو مكتب الإرشاد وخالد حنفي أمين حزب الحرية والعدالة في القاهرة ووزير الشباب السابق أسامة ياسين وحلمي الجزار ومحمد صلاح نجل القيادي صلاح سلطان وعصام مختار وأشرف صبري وعبدالله الفخراني.
وأوضح اللواء محمد حمدون أن هذا السجن مجاور لسجن المزرعة من الناحية الغربية، ويطل بابه الرئيسي على سجن شديد الحراسة وهو سجن كانت تنفذ فيه عقوبة بعض أفراد الجماعات الإسلامية إبان حبسهم ويعتبر من السجون الجيدة لطبيعة موقعه واتساع رقعة حدائقه وهدوئه النسبي والمبنى الخاص به مقسم لمجموعة غرف كل غرفة معزولة عن الأخرى بما يُصعب لقاء هؤلاء العناصر أو تقابلهم. وملحق بكل سجن طبعًا مكان للزيارة.
وفي منطقة طرة «أ» يوضع في الليمان أحمد عارف المتحدث باسم جماعة «الإخوان» وصفوت حجازي وأحمد أبو بركة ومحمد البلتاجي وجمال العشري. ونقل إليه أخيرًا القيادي في حزب «الوسط» عصام سلطان لإيداعه غرفة التأديب بعد تطاوله على الحراس.
وأوضح اللواء محمد حمدون أن سجن ليمان طرة الواقع على الكورنيش يتميز بكبر مساحته وبعنابره العتيقة وأسواره الداخلية الشديدة الارتفاع وعظم الزنازين، وتوجد عنابر تضم زنازين انفرادية مودع فيها هؤلاء كل بمفرده حتى لا يلتقي هؤلاء العناصر مع بعضهم للتخطيط لمؤامرات خارجية.
محاكمة مرسي:
أما الرئيس المعزول محمد مرسي العياط، فتم وضعه أخيرًا في سجن برج العرب مع رفقائه القياديين في الجماعة صبحي صالح وحسن البرنس.
وحول أسباب حضور مرسي إلى محاكمته بالزي المدني، قال اللواء حمدون: «إنه عندما حضر الرئيس المعزول محمد مرسي إلى قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة بالملابس المدنية، فإنه كان محبوسًا بمكان غير عسكري أي أنه لم يكن آتيًا من أحد سجون وزارة الداخلية الواجب تطبيق تعليمات الوزارة فيها وكذلك لائحة السجون والالتزام بالتعليمات القانونية فيها، فهو جاء من المكان المتحفظ عليه فيه بزيه المدني المعتاد، وربما يكون أيضًا قد عرض عليه أن يرتدي الملابس البيضاء التي تنص عليها لائحة السجون ورفض متعمدًا ليظهر تحديًا لهيئة المحكمة ويرتدي الزي المدني لكي يوحي للعامة من رجاله بأنه ما زال الرئيس الشرعي للبلاد كما يزعم، ويعيش هو وأهله وعشيرته هذا الوهم الكبير».
وقال حمدون: «إن سجن برج العقرب أو سجن الغربانيات هو أحد سجون الإدارة العامة، وهو يبعد حوالي خمسين كيلومترًا غرب الإسكندرية ويقع في منطقة صحراوية ويستحيل اختراقه نظرًا إلى ارتفاع أسواره وكثرة أبراجه ويضم كتيبة من أهم الكتائب تدريبًا وفيه الكثير من فصائل فض الشغب وكذلك المجموعات القتالية المدربة تدريبًا عاليًا، والمنطقة المحيطة بالسجن تحت إشراف القوات الخاصة من الأمن المركزي والقوات المسلحة التي تتعاون مع أقرب قوة أمن مركزي في هذه المنطقة وكذلك مع مديرية أمن الإسكندرية، وأيضًا مع قواتنا المسلحة في المنطقة.
وهذا السجن من السجون التي تم مهاجمتها في أحداث 28 (يناير) 2011 ولم يتمكن المهاجمون من اختراقه. ومنطقة سجون برج العرب تحتوي على عدد من المساجين يبلغ أكثر من 12000 مسجون، وفيها سجن يسمى سجن برج العرب، وكذلك ليمان تنفذ فيه العقوبات المشددة ويمتاز بعنابره الفسيحة المؤمّنة التي يمكن عزل المسجونين فيها.
وأودع مرسي عقب وصوله السجن في مستشفاه لتوقيع الكشف الطبي عليه، وهذا أمر يتماشى مع لائحة السجون التي توجب الكشف الطبي على المسجون قبل وضعه في العنبر أو الزنزانة المخصصة له.
وأوضح مصدر أمني أن أي سجين يخضع لكشف طبي قبل حبسه، وتصل فترة خضوعه لذلك الكشف عشرة أيام، طبقًا للوائح، لكن قد تزيد عن تلك المدة استثناء.
توزيع رموز نظامي مبارك والإخوان:
ويتضح من توزيع رموز نظامي مبارك و «الإخوان» في السجون أنه روعي إيداعهم في أماكن مترامية الأطراف ليصعب لقاؤهم أو التعامل في ما بينهم على الإطلاق سواء في أماكن حبسهم أو في مكان محاكمتهم.
وبالنسبة للمعاملة داخل السجون، يؤكد اللواء محمد حمدون أن معاملة رموز نظامي مبارك و «الإخوان» تتم طبقًا للقانون ولا تفرقة بين مسجون وآخر، فمنذ بداية حضور السجين إلى السجن لتنفيذ العقوبة حتى الإفراج تكون المعاملة واحدة في ما يخص توقيع الكشف الطبي أو التوزيع على الزنازين أو المعاملة أو التريض أو الصلاة أو التوزيع.
أقطاب نظام مبارك كانوا جميعهم في سجن المزرعة وأخلي سبيل الكثير منهم. ومن بقي، وفق اللواء حمدون، منضبط يحترم التعليمات وينفذها. وكذلك الحال بالنسبة لعناصر «الإخوان»، فهم أكثر دراية بتعليمات السجون حيث كان معظمهم من نزلاء السجون في فترة حكم مبارك، فعند دخولهم ووصولهم السجن يقومون جميعًا بارتداء الزي الأبيض المخصص للمحبوسين احتياطيًا لأنهم يعلمون جيدًا مغبة مخالفتهم التعليمات أو عدم التزامهم تفيذها، إذ سيطبق عليهم القانون وهو وضع المخالف في زنزانة التأديب، وهي زنزانة قاسية تصعب الإقامة فيها، وهناك قواعد في دخولها وتوقيت العقوبة فيها.
وتطبق على قيادات «الإخوان» قواعد الزيارة نفسها ولا استثناءات في زيارات المحبوسين، إلا باللائحة والقانون. ويمكن المسجون أن يستقبل زيارات عدة بتصريح من النيابة العامة.
وأشار اللواء حمدون إلى مدى خطورة تجمع أقطاب نظام «الإخوان» في مكان واحد، إذ إن في اجتماعهم في مكان واحد خطورة بالغة «لأن هذا تنظيم إرهابي لما بدر منه، ولما لوحظ من سلوكياته منذ فض الاعتصامات وما بدر من بعض رجاله المسلحين سواء في الطرق أو في اقتحام السجون أو المنشآت الشرطية أو الأقسام أو المراكز حيث ظهرت نواياه الإجرامية، وكذلك في تفجيرات سيناء والإسماعيلية وخلافه».
وأضاف: «اجتماعهم أو تلاقيهم في مكان واحد يمكن أن يستثمر في إرسال تكليفات إجرامية بعمليات إرهابية هنا أو هناك، فكانت السجون حريصة على عدم تلاقي هؤلاء ليس تعذيبًا أو انتقامًا ولكنه إجراء احترازي أمني الغرض منه الحفاظ على السلم والأمن العام خارج السجون، وحتى في الزيارات التي تتم يجب أن تكون مراقبة بدقة بالصوت والصورة لأنه من المرجح أنه تتم في هذه الزيارات بعض التكليفات المحظورة، ليس بالضرورة تكليفات إرهابية قتالية، بل ربما تكون تكليفات بتوصيل رسائل معينة فلا بد من متابعة هذه الزيارات بكل دقة، ليس بالنظر بل بالمتابعة الصوتية».
أما بالنسبة لتجميعهم في مكان واحد، فقواعد السجون لو طبقت في أماكن التحفظ أو أثناء التريض أو حتى الزيارات يمكن أن تتم بصورة فردية على مدار اليوم من دون أن يسمح هذا بالتقائهم ولو حتى للحظات.
وأشار مصدر أمني إلى أنه حتى في أثناء الصلاة «يُفرق بين قيادات «الإخوان» في الصف الواحد بأفراد من الشرطة يقفون على يمين كل قيادي ويساره من الجماعة لعدم السماح له بالتحدث مع من يجاوره، كما يتم تقسيم ساعات التريض بحيث لا تلتقي تلك القيادات في تلك الساعات».
عُرض رموز مبارك على المحاكم أثناء محاكمتهم، كان يتم وما زال بالنظام العادي، إذ تتولى سيارة تأمين أو مدرعة من مدرعات الأمن المركزي ومجموعتان قتاليتان ودراجة بخارية وعربتا ترحيلات تلك المهمة، تكون الأولى أساسية والثانية احتياطية. ويتم هذا التأمين من دون عائق وكان أكثر ما يحدث في بداية ثورة يناير وعند بداية وضعهم في السجون هو أن يقوم بعض الأهالي بضربهم بالطوب والحجارة الخفيفة تعبيرًا عن آرائهم في رفض النظام وفساده.
أما بالنسبة لمأمورية عناصر «الإخوان» أيًا كان موقعهم وفي أي سجن، فتنتقل النيابة العامة أثناء التحقيقات إلى مكان سجن هؤلاء العناصر لسؤالهم وتوجيه الاتهام لهم، إلا أن المحاكمات تستدعي نقل هؤلاء العناصر إلى المحكمة لاستكمال إجراءات المحاكمة طبقًا لقانون الإجراءات الجنائية، أيًا كان موقع هيئة المحكمة. ويرى اللواء حمدون أنه «لا بد من اتخاذ الإجراءات الاحترازية التأمينية اللازمة لتأمين هؤلاء العناصر من الهجوم عليهم وخطفهم، وهذا وارد في شكل كبير حال ترك المأمورية لإجراءات التأمين المعتادة».
نقل رموز الإخوان للمحاكمة:
ولفت إلى أن «المقترح بالنسبة لعناصر «الإخوان» هو نقل القيادات الكبرى والعناصر الخطيرين من مواقعهم في السجن إلى مكان المحاكمة بطائرة هليكوبتر ويتم توصيلهم في أمان تام وكذلك عودتهم في أمان تام على غرار ما تم مع الرئيس المعزول محمد مرسي. وهذه هي أبسط قواعد تأمين هؤلاء العناصر الخطيرين في هذا الظرف الصعب».
وكذلك يتم تأمين قاعتي المحكمة التي تم إنشاؤهما في معهد أمناء الشرطة أو في أكاديمية الشرطة تأمينًا جيدًا، وهما مؤمنتان بطبيعة الحال لموقعهما المتميز، فالأكاديمية الواقعة في التجمع الخامس شهدت محاكمة رموز نظام مبارك وأولى جلسات محاكمة مرسي ورفاقه، أما معهد أمناء الشرطة، فيقع في حضن منطقة سجون طرة (ب) وتم فتح أبواب داخلية وتجهيزها ما بين منطقة السجون ومعهد الأمناء لا يسير المسجونين فيه أكثر من بضعه أمتار ليكونوا داخل قاعة المحكمة من دون أية إجراءات أو تكاليف أمنية غير عادية خاصة.
تأمين السجون:
وأوضح اللواء محمد حمدون أن خطط تأمين السجون توضع بالتنسيق ما بين السجن وبين جهات أمنية أخرى متعددة مثل أقرب قوة أمن مركزي للسجن ومديرية الأمن الواقع في نطاقها السجن وهي بالنسبة لمنطقة طرة مديرية أمن القاهرة.
وزادت جهة أخرى بعد ثورة 25 يناير وكان لها دور بارز إيجابي في التأمين هي القوات المسلحة، وزادت جرعات التدريب للقوات المعنية بالتأمين وأعداد المجموعات القتالية التي يمكن أن تتعامل مع أي حادث لمهاجمة أي سجن من هذه السجون، كما ارتقت الناحية الفنية والتكتيكية، فالمجموعات القتالية الخاصة بتأمين السجون غيرت من تكتيكها القتالي الميداني بعد ثورة 25 يناير ليكون التعامل مع الذخائر بحرفية ودقة زائدة ويظهر هذا في التعامل الميداني والمهارات التدريبية العالية.
وقال اللواء حمدون: «إن كل من تسول له نفسه الاقتراب من السجون أو أسوارها أو محاولة اختراقها أو الهجوم عليها بأي شكل وبأي طريقة سينتهي بالفشل التام والسريع وبخسائر المهاجمين.. قوات الحراسة لا تبادر بالهجوم أو الضرب على أي متردد أو مرتجل عن بعد، لكن القوات والمجموعات القتالية تطبق نظام الدفاع الشرعي عن منشآت حكومية وشرطية نص عليه القانون، وهو الدفاع عن النفس أو المال أو نفس الغير أو مال الغير. التعامل مع السجون خط أحمر، بمعنى أن أي محاولة للهجوم على السجون هي خط أحمر نهايتها مأسوية على المهاجم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.