قال المحلل السياسي البريطاني ريتشارد سبنسر، إن الحقيقة أكثر تعقيدا من وصف سيناء بمنطقة ينعدم فيها القانون منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، مشيرًا إلى أنه بالرغم من الانتقادات الموجهة للجيش، إلا أن هناك أدلة على تحقيق بعض النجاح على الأقل، في هدفه المحدود في تحدي المسلحين وشبكة المهربين، جاء ذلك في مقال للكاتب بصحيفة "التليجراف" البريطانية. وقال سبينسر إن قادة العالم، خصوصا في الولاياتالمتحدة وإسرائيل يرقبون المشهد في سيناء بكثير من القلق تخوفا من إمكانية انعكاس ذلك على القناة التي تمثل شريانا حيويا للنقل بين الشرق والغرب. ويضيف سبينسر، أن هذا القلق ازداد منذ نشر إحدى الجماعات الجهادية لمقطع مصور حول استهداف الباخرة "كوسكو آسيا" التابعة لشركة ملاحة صينية أثناء عبورها في قناة السويس وبالرغم من أن الانفجار لم يسفر عن خسائر تذكر إلا أن دلالات الحادث تفوق بكثير ما أسفر عنه من خسائر. ويرى الكاتب أن تكتيكات الجيش للانتقام لم يكن هدفها الصالح المحلي لأن بعض السكان المعارضين للجماعات المسلحة كانوا خائفين من أن سياسة الجيش قد تشجع الشباب للانضمام لهذه الجماعات. فيما قامت صحيفة التليجراف بإجراء استطلاع مع أهالي سيناء التي دمرت بيوتهم وقتل أقاربهم حيث أكد الأهالي في البداية أن الهجمات الصاروخية على كوسكو آسيا أحدثت خسائر قليلة جدا أو تكاد تنعدم ولكن أحد المسئولين البارزين قال إن الخسائر اتضحت أثناء تفريغ محتويات السفينة في أيرلندا. وأضافت الصحيفة أن الليلة التي قضتها في قرية المهدية في سيناء لم تكن عادية بحسب أهل القرية والمنازل المتفجرة، مشيرة إلى أنه في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا استيقظت القرية بأكملها على صوت الدبابات وطائرات الهيلكوبتر ليتحرك الجيش خلال غاراته العقابية والتي جاءت سريعة. لكن الصحيفة أشارت إلى أن مؤسسة بحث أمريكية بارزة رصدت هبوطا ملحوظا في العمليات الجهادية منذ العمليات الأخيرة للجيش حيث انخفضت الهجمات في سيناء من 104 في يوليو إلى 29 فقط في أكتوبر. وتقول الصحيفة أن ذلك قد يكون له دلالات عدة، من بينها نجاح عمليات الجيش لكنها قد تدل أيضا على تغيير الجماعات المتشددة لاستراتيجياتها، واستدلت على ذلك بتفجيرات الدلتا واستهداف موكب وزير الداخلية في العاصمة المصرية.