تعددت الأمثلة والروايات عن طبيعة المرأة المصرية فلا يستطيع أحد أن يأخذ منها ما لا تحب أن تعطيه وبما أن ظاهرة التحرش باتت متوغلة داخل مجتمعنا أصبح واجب على كل امرأة أن تدافع عن نفسها بشتى الطرق الممكنة وأن تتشبث بحق احترامها حتى تقتلعه من براثن الذئاب الذين يحاولون أن ينهشون لحمها أو حتى يعترضون طريقها ويلقون على مسامعها ما تنهار أمامه جميع براقع الحياء . ما هو التحرش الجنسي؟ والتحرش الجنسي هو محاوله استثارة امرأة - أو طفل - جنسيًا دون رغبة الطرف الآخر, ويشمل النظرة الخبيثة بينما تمر من أمام الشخص، التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي، تعليق صور جنسية أو تعليقات جنسية في مكان يعرف الشخص أنها سوف ترى هذه الأشياء، لمس الجسد، النكات أو القصص الجنسية التي تحمل أكثر من معنى . دراسات تثبت أننا نواجه وباء التحرش قد أظهرت دراسة حديثة أجرتها منظمات تابعة للأمم المتحدة أن تسعا من كل عشر سيدات مصريات تعرضن لشكل من أشكال التحرش الجنسي , كما رصدت منظمات حقوقية أن أسلوب التحرش الجماعي ازداد بشكل ملحوظ منذ الأحداث السياسية الأخيرة التي شهدتها مصر , كما أن المجلس القومي للمرأة ناقش أكثر من مرة ضرورة وضع قوانين تعاقب من يثبت عليه جريمة التحرش حتى تضع حلا لهذه الظاهرة التي باتت منتشرة بصورة مفزعة في مجتمعنا المصري خاصة وأنه إلي الان لا يوجد نص قانوني في الدستور المصري عن التحرش أو له تعريف فيه ولكن هناك ثلاث مواد في القانون الجنائي يمكن أن تُطبق في حالات التحرش وهى الإهانة – والتصرف الغير لائق – والاغتصاب ولذلك يعمل المجلس القومي للمرأة وشتى المنظمات الحقوقية على وضع مواد بالدستور المصري الذي يعد الان تواجه العنف ضد المرأة بمختلف أوجهه ومن ضمنه التحرش الجنسي. كيف تواجه فتيات مصر هذه الظاهرة حتى يُعَد لها القانون الجازم؟ أكدت لنا سلمى حسين , طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة , أن ظاهرة التحرش أفزعت مجتمعنا المصري خاصة في الآونة الأخيرة وأصبحن الطالبات والفتيات يتعرضن لشتى أنواع التحرش الجنسي واللفظي بشكل يومي مما استوجب على الفتاة أن تستعد لمثل هذه المواقف وتدافع عن نفسها ضد أي تحرش لذلك اضطررن إلى حمل أسلحتهم الخاصة مثل إبرة المنجد أو الصاعق الكهربائي لردع أي محاولات تحرش تتعرض لها الفتاة فتستطيع أن تدافع عن نفسها ضد المعتدين . أما إيمان حسين , طالبة بمدرسة جزيرة الذهب للفتيات بالجيزة , أكدت أن الفتيات الان أصبحوا يعانون أشد المعاناة من التحرش الجنسي بهن حتى أن التحرش اللفظي بات أسوأ حيث تسمع الفتاة أقبح الكلمات , خاصة أمام مدارس الفتيات التي يتكدس أمامها طلاب المدارس الأخرى معترضين طريق الفتيات ويقوموا بمضايقتهم والتحرش بهن فلم يكن على الطالبة إلا أن تدافع عن نفسها بضربهم بالشنط والكتب حتى الطوب أحيانا حتى يثنوهم عن ملاحقتهم واعتراض طريقهم . العنف يولد العنف ومن جهتها قالت عبير محمد , طالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة , أن التحرش ظاهرة فرضت على البنت مواجهتها بنفسها حتى لا تسمح لأحد بمضايقتها حيث قالت أنها تتعرض يوميا للتحرش خاصة في المواصلات العامة أما عن دفاعها لنفسها قالت لا أركب أتوبيس أو مينى باص إلا وإبرة المنجد بيدي حتى أغرسها بمن يحاول الاقتراب منى لأن الأمر بات مستفزاً وسبب لها الخوف والقلق حتى أصبحت تحمل هم الذهاب للجامعة كل يوم مؤكدة أن جميع الفتيات الان يحذون نفس الحذو وأصبح لابد من تسليح أنفسهم ضد ذئاب التحرش . دافعت عن نفسها برذاذ الفلفل وعلى الرغم من أن الأنثى تعد هي الكائن الرقيق الضعيف التي تحتاج للحماية إلا أن الحماية استوجبت أن تحققها هي بنفسها في شوارع مليئة بمتحرشين, لا يرون الأنثى إلا كومة لحم تتحرك ,غاضين البصر عن كونها كائن لها حق الاحترام , وهذا ما أكدته أماني السروجي , طالبة بأكاديمية طيبة للغات , حيث قالت أنها لأكثر من مرة تتعرض لحوادث تحرش حتى اضطرت لحمل رذاذ الفلفل " السلف دفينس" داخل حقيبتها وبالفعل أكدت أنها استخدمته مرتان , مرة أثناء ذهابها للسينما مع أصدقائها وقام ثلاث شباب بمحاصرتهن أمام السينما وما كان عليها إلا الدفاع عن نفسها هي وصديقاتها , والأخرى حينما كانت تستقل تاكسي وتوقف فجأة ثم نظر إليها نظرة لم تعجبها فرشته في عينيه وهربت من السيارة مسرعة وأكدت أماني أنها أصبحت تفزع الخروج بمفردها وأصبحت يدها على حقيبتها طوال فترة وجودها خارج المنزل . فكرة وليدة اللحظة بما أن الشارع أصبح حلبة مصارعة للكائن الأقوى الذي يستطيع حماية نفسه خاصة وأن الوجود الأمني نكاد لا نراه واضحا, وبما أننا أصبحنا نأخذ حقنا بيدينا , فرضت علينا طبيعتنا أن نستخدم ما تراه أعيننا وما تلمسه أيدينا لحماية حالنا حتى لا نبكى على اللبن المسكوب فلهذا كل شئ مباح في الحرب , وحربنا ضد التحرش لا تقل أهمية عن الحرب الحقيقية خاصة وأن الخسارة بالنسبة للمرأة والفتاة التي تتعرض للتحرش لا تضاهيها خسارة فكافي خسارة إحساسها بعالم أمن تعيش فيه , ومن هذا المنطلق أكدت لنا صفاء محسن , طالبة بمدرسة الوسام , أنها اضطرت ذات مرة لرجم شخص حاول التحرش بها بالطوب والتراب حتى يبتعد عن مطاردتها عقب خروجها من المدرسة وتوجهها للمنزل , وأكدت صفاء أنها لم تفكر حينها ولكنها كانت فكرة وليدة اللحظة التي تعرضت فيها للتحرش حتى كاد يلمس جسدها وفكرت بعد ذلك لشراء صاعق كهربائي تدافع به عن نفسها ضد أي متحرش .