ألغى البرلمان الأوكراني التصويت على مشروع قانون كان من شأنه أن يسمح بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لم يكن مصير تيموشينكو وحده الذي يتوقف على القانون المقترح، ولكن أيضا آمال أوكرانيا في علاقات وطيدة مع الاتحاد الأوروبي، حيث أن التخلي عن القانون يخل بشروط الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية شراكة مهمة. وتعثرت محاولات الحكومة والمعارضة التوصل لاتفاق بشأن مشروع القانون الذي كان سيسمح بالإفراج عن تيموشينكو للسفر إلى ألمانيا لتلقي العلاج. وكان الاتحاد الأوروبي الاتفاق على القانون شرطا لتوقيع اتفاقية للشراكة والتجارة الحرة مع أوكرانيا هذا الشهر. لكن أوكرانيا تعرضت لضغوط من جانب روسيا كي لا توقع على هذه الاتفاقية. وترغب روسيا في انضمام اوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الخاص بها الذي يضم كزاخستان وروسيا البيضاء، وتعتبره موسكو نموذجا منافسا للاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد سافر إلى موسكو سرا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال أعضاء بالبرلمان الأوكراني اليوم إن المساعي بين الحكومة والمعارضة للانتهاء من مشروع قانون يسمح للسجناء بتلقي العلاج في الخارج قد فشلت. وتقضي تيموشينكو، التي تعتبر خصما عنيدا ليانوكوفيتش، عقوبة بالسجن سبع سنوات بعد إدانتها بسوء استغلال النفوذ عام 2011 على خلفية صفقة غاز مثيرة للجدل مع روسيا. وألقى أرسيني ياتسنيوك، زعيم المعارضة في البرلمان، باللوم في فشل الاتفاق على القانون على الحزب الحاكم، الذي ينتمي له رئيس البلاد. وقال ياتسنيوك إن الحزب يحاول متعمدا تدمير الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي. ويوجد عدد من مراقبي الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا حاليا، والذين كانوا يأملون أن يشهدوا جلسة للتصويت على ذلك القانون المقترح يوم الأربعاء قبل أن يخرجوا بتوصياتهم بشأن ما إذا كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يوقع صفقة مع أوكرانيا في القمة المقبلة التي سيعقدها في مدينة فيلنيوس في ليتوانيا نهاية هذا الشهر. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إقامة علاقات وطيدة مع دول الجوار التي كانت قبل ذلك جزءا من الاتحاد السوفيتي. ومن المتوقع أن يوقع الاتحاد الأوروبي اتفاقيات شراكة بالأحرف الأولى وليس بشكل رسمي حتى الآن مع جورجيا ومولدوفا. وكانت تيموشينكو قد اتهمت أمس رئيس البلاد بالسعي لتقويض طموحات أوكرانيا نحو الاتحاد الأوروبي. وقالت تيموشينكو في بيان قرأته ابنتها "يريد يانوكوفيتش أن يقنع القادة الأوربيين بأن جهودهم لحماية أوكرانيا من الديكتاتورية لا جدوى منها، وأن عليهم أن يتخلوا عن ذلك وأن يتراجعوا." وأضافت تيموشينكو أن إلقاء السلطات القبض على محاميها بدعوى الاشتباه في ضلوعه في أعمال عنف كان بمثابة "آخر طعنة" في قلب الجهود الرامية للتقارب مع الاتحاد الأوروبي. وأعلن الاتحاد الأوروبي صراحة أنه يعتقد أن للحملة القضائية ضد تيموشينكو دوافع سياسية.