أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام، أن قوى "14 آذار" كانت بدأت التفكير جديا بصيغة ال9-9-6 للحكومة التي طرحها النائب وليد جنبلاط، والتي تعطي الثلث المعطل لكل من 8 و14 آذار، كما بدأت تتقبل مسألة الشراكة مع "حزب الله"، إلا أن عودة الخطاب الناري من قبل الحزب دفعت "14 آذار" للتراجع وربط مشاركتها بالحكومة بشرطي انسحاب "حزب الله" من سوريا وتنفيذ إعلان بعبدا. وقال سلام الذي كلف بتشكيل الحكومة في أبريل الماضي - في تصريح لصحيفة "السفير" اللبنانية اليوم السبت: "إنه لم يصل بعد الى طريق مسدود، ويعول على نتائج زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى السعودية"، مؤكدا أن رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، مستعد للقيام بأية خطوة من شأنها تسهيل تشكيل الحكومة، ونافيا طلب الحريري منه تشكيل حكومة أمر واقع". بدوره، قال رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة في تصريح لصحيفة "النهار" اللبنانية: "إن مواقف حزب الله أطاحت بالجزء المقبول من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، وإن الطلاق لن يحدث مع الرئيس بري"، مجددا الدعوة إلى "حكومة انتقالية من غير الحزبيين تعنى بهموم الناس ولا تتطرق للقضايا المتنازع عليها". وقال: "نحن صامدون في مواقفنا ولن يخيفنا التهويل، وان كانت أيدينا ممدودة لشركائنا في كل وقت". ونقلت الصحيفة عن السنيورة قوله: "إن الأمور لا يمكن أن تسير لا بالأسلوب التخويني ولا بالأسلوب التهديدي ونحن لسنا قشرة موز تسلخ عن البلاد"، و"حزب الله بخطابه الاستعلائي لم ينجح في دفعنا إلى الإذعان أو الاستسلام بل زادنا حصانة وتمسكا بموقفنا وبيدنا الممدودة إلى الحوار". وأضاف السنيورة: "نحن لا نضع حظرا على حزب الله في الحكومة ولكننا لا نرتضيه شريكا قبل أن يعود من سوريا ونريد التزاما فعليا بإعلان بعبدا، وإلا فإن الحل يكمن في حكومة غير حزبية وإذا كانوا يريدون حكومة فليؤلفوها وحدهم ولن نسير بالإملاءات". على صعيد آخر، ردت مصادر متابعة لزيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية، على حملة الانتقادات التي صدرت عن أوساط قريبة من جهات في فريق "8 آذار"، بالقول إن الادعاء أن الوقت غير مناسب لاتمام الزيارة ليس في محله إطلاقا، وتساءلت "هل من ظروف استثنائية أكثر من الظروف التي تمر بها المنطقة التي تغلي حاليا وأكثر استثنائية من ظروف يمر بها لبنان، حيث لا حكومة جديدة بعد محاولات مستمرة منذ ثمانية أشهر لتأليفها؟". وأشارت المصادر إلى أن السعودية بلد محوري في المنطقة تتوقف عليه امكانات انعقاد مؤتمر "جنيف -2" لحل الأزمة السورية، كما أن له دورا مؤثرا فيما يتعلق بالأزمة الحكومية بلبنان. فيما نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصادر في قوى "14 آذار" أن حزب الله "يتلمس خطرا من إمكانية عودة السعودية إلى لعب دورها المعهود على الساحة اللبنانية". ورجحت مصادر مطلعة أن يلتقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خلال وجوده في الرياض، مع سعد الحريري الذي انتقل من باريس إلى جدة، مشيرة إلى "وجود رغبة مشتركة" لدى الجانبين في عقد مثل هذا اللقاء، في حال طلبه رئيس تيار "المستقبل".