- "عروس النيل" لحنها له عبدالوهاب وصاحبها لا يزال طالبا بالثانوية - "تم البدر" .. "يا محمد" ، "مولاي" و"ع التوتة" .. روائع دينية خالدة - أم كلثوم تنشد روائع وطنية ورومانسية شهيرة بقلم عبدالفتاح بالطبع نتحدث عن الشاعر الفذ عبدالفتاح مصطفى الغمراوي، صاحب أشهر أغنيات عاطفية وصوفية أنشدها المطربون الكبار ؛ وهو صاحب سلسلة من الأغاني الشهيرة التي تمر علينا وربما لا ندري من نظمها بهذه الموهبة والعبقرية ، ومنها أغنيات بفيلم "الشيماء" جاء منها "يا محمد" بصوت سعاد محمد، وفي فيلم "فجر الإسلام" غنت له "إلى رحاب يثرب" ، فيما غنت له كوكب الشرق "إنا فدائيون" و"طوف وشوف" وغنت له شريفة فاضل "تم البدر بدري" وغنا له عبدالحليم "ع التوتة والساقية" .. وأخيرا أنشد له الشيخ النقشبندي روائعه "مولاي" و"يا ساهر" ملحمة عظيمة من الأغنيات الرومانسية والصوفية خلفها الشاعر عبدالفتاح مصطفى .. وبمناسبة العام الهجري الجديد الذي يتزامن كل عام مع عرض التليفزيون لروائع الأعمال السينمائية التي تخللتها أشعار عبدالفتاح مصطفى ، نغوص في السطور التالية مع محطات من حياته وأشعاره بصحبة المؤرخ الفني وجيه ندا . محطات الشاعر تخبرنا السيرة الذاتية المتداولة للشاعر بأنه ولد بحي الجمالية بالقاهرة مع مطلع عام 1924، ووالده هو الشيخ مصطفى الغمراوي العالم الأزهري المرموق.. الذي رحل وهو في سن مبكرة، حيث تولت والدته تربية ابنها الوليد تربية دينية وثقافية .. ظهر نبوغ الشاعر مبكرا وكانت قصيدة عروس النيل التي ابدعها وهو لا يزال طالبا بالمرحلة الثانوية عام 1947 سبيله للتعامل مع الإذاعة المصرية ولحنها له موسيقار الأجيال عبدالوهاب. وفي السنة التي شهدت ثورة الضباط الأحرار 1952 كان عبدالفتاح قد تخرج لتوه من كلية الحقوق ليحصل بعدها على دبلوم في الشريعة الإسلامية. في الخمسينات والستينات غنت له أم كلثوم بعض الأغاني الوطنية، ثم غنت له أغاني عاطفية ودينية، ومن أشهر أعماله لأم كلثوم "لسه فاكر، "التوبة"، ليلي ونهاري *أقول لك إيه ، يا سلام على الأمة ، منصورة يا ثورة الأحرار، الزعيم والثورة، يا صوت بلدنا، يا حبنا الكبير، طوف وشوف و"إنا فدائيون" كما غنا له عبدالحليم حافظ عددا من أشهر ابتهالاته الدينية ومنها " ع التوتة والساقية "و"أنا من تراب" وغنت له شريفة فاضل " تم البدر بدري .. ولا لسا بدري يا شهر الصيام" تغنى بكلماته محمد فوزي وبرلنتي حسن وسعاد محمد وشريفة فاضل ومحمد قنديل ونجاة وشادية وأحمد صدقي وغيرهم الكثيرين التحق عبد الفتاح مصطفى للعمل في بداية حياته رئيسا لمأمورية الشهر العقاري بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارا قانونيا في بداية الستينات .. كما شغل كذلك مهنة التدريس بالجامعة، عندما عين أستاذا زائرا في كلية الإعلام جامعة القاهرة. في السبعينيات إتخذ الشاعر إتجاهاً صوفياً في قصائده فنظم الأغاني الدينية لعبد الحليم، كما كتب العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندي والذي قدم له "أيها الساهر" و"مولاي" حصل الشاعر عبد الفتاح مصطفى على جائزة أحسن سيناريو وحوار وأغانى عن مسلسل (محمد رسول الله) , كما قدم سيناريو وحوار وأغانى فيلم (الشيماء) والذي غنته الفنانة القديرة سعاد محمد , كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية منها ما زال يعرض بنجاح (عوف الأصيل - مرزوق - الشاطر حسن - شمس الأصيل - عذراء الربيع - البيرق النبوي) , كما حصل الشاعرعبدالفتاح مصطفى على جائزة نجيب محفوظ للأدب في عام 15-11-2008 م . رحل عن عالمنا في فجر يوم الجمعة الموافق 13يوليو من عام 1984بمستشفى القلب بإمبابة . اشعاره الباقية بمناسبة بداية العام الهجري 1435 والذي يعيدنا لذكرى الهجرة النبوية الشريفة، نتأمل بكلمات عبدالفتاح مصطفى التي اختتم بها فيلم "فجر الإسلام" من إخراج صلاح أبوسيف عام 1970، حيث المسلمون ينشدون "إلى رحاب يثرب" ويقولون : إلى رحاب اليثرب..إلى ضياء الموكب..إلى الزكى الطيب.....إلى النبى إلى النبى .. سعيا إلى نور النبى الهادى والرحمة الكبرى على العباد ومن يعادى الله فليعادى صبرا جميلا يا أخا الجهاد نفر بالروح من الضلال وغير وجه الحق لا نبالى فهونوا لله كل غالى من جيرة وصحبة وأهالى ربنا أنت الأحد..بأسمك الجمع أتحد..وعدك الحق وهذا يومنا والجد جد سنرى الفجر القريب من دجى الليل العصيب وبأيدينا سنرمى ويد الله تصيب هذه الأمة قوة من صفاء وأخوة وان تحداها عدوا راح في أظلم هوة كلنا يبغى شهادة في يقين وارادة نحن نمضى للسعادة انتصارا اوشهادة » بعدها بسنوات يشترك عبد الفتاح مصطفي في عملين دينيين كبيرين خالدين رائعين.. الأول يكتب أشعاره فقط وهو "علي هامش السيرة" عن قصة طه حسين.. والثاني يكتبه كله بالسيناريو والحوار والأغاني وهو "محمد رسول الله" وتغنت بهما ياسمين الخيام. ففي "محمد رسول الله كلنا نتذكر تتر المقدمة الذي يقول: "دعوة ابراهيم.. ونبوءة موسي.. ترنيمة داوود.. وبشارة عيسي.." ألحان جمال سلامة وفي أغنية يا محمد بفيلم الشيماء يقول : كم شاق الدنيا مولده ... حتى وافاها موعده كانت في الغيب تناشده ... حمدا لله تردده والافق ضياءٌ يتبسم ... والملأ الأعلى يترنم لقدوم محمدنا الأكرم ... صلى الله عليه وسلم اعظم برسول اواه ... رب الرحمات ورباه بامين علمه الله ... لم يرق نبي مرقاه اكرم من جاد ومن انعم ... افصح من قال ومن علم اصدق من كبر او عظم ... صلى الله عليه وسلم أخيرا في رائعته "مولاي" التي انشدها النقشبندي .. نستمع لبعض كلماته فيها تقول : مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي.. مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟ أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهيةٌ أدّعُو وهَمّسُ دعائي.. بالدموع نَدي بنُور وجهك إني عائد وجل.. ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد.. مَهما لقيت من الدُنيا وعَارضها.. فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي.. تَحّلو مرارة عيش في رضاك.. ومَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد.. من لي سواك..؟ و من سواك يرى قلبي؟ ويسمَعُه كُل الخلائق ظل في يد الصَمد.. أدّعوك يا ربّ فأغّفر ذلّتي كَرماً.. وأجّعَل شفيع دعائي حُسن مُتَقدّي على الهامش يأسف الناقد وجيه ندا من الأفلام والأغنيات الدينية الحالية، مقارنة بما قدمه الفنانون العظام في الستينات والسبعينات، ويقول أن واجبنا إنتاج أفلام دينية يكتب أشعارها كبار الشعراء كما كان يحدث في الماضي ومنهم فاروق شوشة أو سيد حجاب أو الأبنودي وتتغنى بها الأصوات الشابة القوية كآمال ماهر أو مي فاروق أو غادة رجب أو غيرهم من الشعراء والمطربين.