صدر حديثًا عن دار اكتب المجموعة القصصية "حارس ليلي للسماء " للمؤلف مصطفى السيد سمير ، و فى مقطع من القصة يقول : عندما وضعت يدي فوق جيب البنطلون واكتشفت اختفاء حافظة النقود.. فوجئت بفرح غامر يملأ روحي مثل موسيقى بيانو خافتة تنبعث من المنزل المجاور. - أنا حانزل هنا .. معلش نسيت الفلوس. هل كان فرحي لأنني لم أعد مضطرا لاستكمال طريق الأتوبيس حتى المنزل أم لأن أحدهم كان قد حمل إلي أخيرا الحل الوحيد الناجح الذي لم أفكر فيه. هبطت من الأتوبيس.. وضعت يدي في جيوبي مرددا لحنا راقصا.. أغمضت عيني متجاهلا السيارات المارقة كالحلم في ميدان التحرير. قطعت اللحن فجأة وساورني حزن مبهم حين تذكرت أن هذا اللص لم يتم صنيعه للنهاية ويأخذ سلسلة المفاتيح وعلبة السجائر والتليفون المحمول.. لكنني راوغت حزني حين نظرت إلى الأتوبيسات العديدة بثقة والتي لا بد تحوي الكثير من اللصوص الطيبين الذين من الممكن أن يقوموا بهذا الدور. فكرت لو أنه قد آن الأوان كي أتحول إلى طائر.. فيجب علي أن أتخلص من ملابسي سريعا.. فهذا القميص الأبيض السادة سوف يعوق بشدة حركة الأجنحة. تطلعت إلى الحديقة الدائرية التي تتوسط الميدان / مبنى المجمع / واجهة مسجد عمر مكرم / بدايات الشوارع الموغلة عميقا في وسط البلد.. تأخذني عيناي حتى بداية كوبري قصر النيل.. كانت شمس الغروب البرتقالية قد تجزأت وهبطت إلى الميدان متنكرة على هيئة بائعي الفل وعساكر المرور وسائقي سيارات الأجرة الفارغة.. محاولة مصادقة العاشقين الذين يملئون الميدان والكوبري في مثل هذه الساعة.. أغمضت عيني عائدا إلى لحني الراقص.. بينما شرعت أصابعي في فتح أزرار قميصي الأبيض السادة.. أدركت أنه توقيت جميل يصلح لبداية قصة حب.