تم اليوم الأحد، في مقديشو تشييع جثمان الصحفي الصومالي محمد محمود تمعدي، الذي وافته المنية في وقت متأخر من الليلة الماضية متأثرا بإصابته بطلقات نارية تعرض لها من قبل مسلحين مجهولين، الثلاثاء الماضي. جاء تشييع تمعدي وسط حضور كثيف لزملائه الصحفيين الذين عبروا عن أسفهم الشديد تجاه رحيل زميلهم. وقال أحمد نور، الصحفي في تلفزيون "يونيفرسال" الخاص الذي كان يعمل فيه الراحل، لوكالة الأناضول، إنه يأسف على رحيل صديق ورفيق دربه، معتبرًا فقدانه "خسارة لأحد أهم الصحفيين العاملين في البلاد". وعبر محمد كافي، صحفي صومالي أحد المشاركين، لوكالة الأناضول عن أسفه حيال سقوط الصحفيين يومًا بعد يوم دون معرفة القتلة. وطالب عبد الله حرسي، مدير تلفزيون يونيفرسال، لوكالة الأناضول، الحكومة الصومالية ب"تعقب الجناة والقبض عليهم، وإلا فهي تتحمل المسؤولية القانونية عن مقتل الصحفي تمعدي" حسب قوله. وشدد حرسي على أن "الصحفيين الصوماليين سيواصلون عملهم"، مؤكدًا أن "القتل والتصفية الجسدية لن يعيقا عمل أصحاب مهنة المتاعب الذين يتعرضون لتهديدات بالقتل بين حين وآخر". ولم تتهم السلطات الأمنية الصومالية جهة معينة بالوقوف وراء قتل "تمعدي"، العامل بالمحطة التلفزيونية الناطقة باللغة الصومالية "يونيفرسال تي في"، ومقرها في لندن، لكن غالبًا ما تنسب اغتيالات الصحفيين إلى مسلحي حركة الشباب الإسلامية. ويرفع رحيل تمعدي عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بداية العام الجاري إلى سبعة سقط معظمهم في العاصمة مقديشو، بينما شهد العام الماضي مقتل 18 صحفيا صوماليا، بحسب الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين. ولا يزال عدد كبير من الصحفيين يعيشون في المنفى قسريًا يتركز معظمهم في الدول المجاورة كأوغندا وكمبالا وجيبوتي، فيما يبقى آخرون مصرين على العمل داخل البلاد وإن كلفهم ذلك حياتهم.